انت هنا : الرئيسية » سياسة » الأحوازيون في المنفى والملف الأمني

الأحوازيون في المنفى والملف الأمني

الأحوازيون في المنفى والملف الأمني

من الأخبار: توفي المناضل الاحوازي محمد شريف النواصري صباح يوم الخميس 22 آذار- مارس 2007  في هولندا في ظروف غامضة …

توفي المناضل الاحوازي منصور الاحوازي في 14 آذار 2008 في بريطانيا في ظروف غامضة…

تعرض بيت الناشط  الاحوازي …الى حريق  في ظروف غير معروفة …

تلقى الناشط الاحوازي …في استراليا اتصال مشبوه من جهة غير معروفة تهدده بالكف عن النشاط …

خطفت عناصر المخابرات الايرانية الناشط و الشاعر الأحوازي موسى الموسوي في هولندا و ابرحوه ضرباً.. و……

*****

بين الفينة و الأخرى نقرأ على مواقع الانترنت و على شبكات التواصل الاجتماعي العديد من الأخبار الآنفة الذكر، نأخذ بعضها على محمل الجد ونسخر من بعضها ويلقي بعضنا اللوم على من ينشر ويبث هذا النوع من الأخبار مستنداً على التأثير السلبي الذي يمكن أن تخلفه في نفوس بعض النشطاء الاحوازيين ويرى البعض الآخر أن الهدف من هذه الأساليب هو معاقبة المستهدف على ما قام به من نشاط وردع الآخرين عن انتهاج ذات السلوك لأن النهاية المتوقعة ستكون مماثلة.

ويحتج اصحاب الرأي الآخر على ضرورة فضح مخططات النظام الايراني، مؤكدين أن طريق النضال محفوف بالمخاطر والمتاعب وأن ما يعانيه النشطاء الاحوازيون في المنفى لا يعادل معشار ما يتحمله السجناء في سجون الاحتلال الايراني وأن سقوط أي شهيد في سبيل الوطن سوف يؤدي الى ازدياد الوعي في أوساط الشعب العربي الأحوازي وإنها سنة الحياة وان دم الشهيد لن يذهب هدراً. و…

لسنا هنا بصدد دراسة الآراء المطروحة وتقييمهما، بل الهدف هو التنويه للواقع الذي يعيشه النشطاء الاحوازيون في المنفى وتسليط الأضواء على جانب من التحديات التي يواجهونها في المهجر بغية أخذ الحيطة والحذر وإعداد العدة لها تجنباً للأضرار التي سوف تجلبها للنضال و المناضلين خارج أرض الوطن. خاصة وأن الساحة الأحوازية بحاجة الى المزيد من النشطاء والمناضلين في جميع المجالات.

تعتبر الموارد البشرية  في علم الادارة من أهم العناصر المكونة للمنظمات وتكون بمثابة قطب الرحى الذي تدور حوله سائر الموارد وعدم صيانتها والمحافظة عليها يؤديان الى فشل ذريع يصعب تعويضه خاصة اذا كان الفرد ذات مكانة معنوية مرموقة أو يمتلك كفائآت عالية . تكون أهمية الفرد وضرورة صيانته والمحافظة عليه في العمل النضالي اكبر بكثير من عمل المنظمات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف الى زيادة الانتاج المادي. لان المنافسة في العملية الاقتصادية في كثير من الأحيان لا تؤدي الى الإضرار بالارواح.

ولكن في العمل النضالي الذي يرموا الى تحقيق اهداف سامية مثل تحرير الوطن يكون الصراع بين الموت والحياة. فالمناضل واضع روحه على كفيه مستعد لمواجهة أصعب المخاطر في سبيل تحقيق هدفه السامي ولكن هذا لا يعني أن يلقي بنفسه في التهلكة ولا يعد العدة لمواجهة الصعوبات والتحديات. فان المناضل الذي يتحدى الانظمة الديكتاتورية عليه أن يستعد لمواجهة التحديات التي تأتي نتيجة نضاله.

التطور التكنولوجي في مجال الانترنت والإعلام قد سهل الامر على ايصال المعلومة وبثها في انحاء مختلفة من العالم ومحاولة الانظمة القمعية، كالنظام الايراني، لم يجدي نفعاً في منع التواصل وتبادل الاخبار بين داخل البلاد وخارجها. ان تحرك التنظيمات الاحوازية والنشطاء الاحوازيين في المنفى لإيصال صوت الشعب العربي الأحوازي الى العالم الحر وحضورهم في الساحة الاعلامية على الصعيد العالمي والعربي بالإضافة الى تواجدهم في المؤسسات والمنظمات العالمية قد اخاف النظام الايراني لما له من تأثير على الحراك السياسي ضد النظام بشكل عام وفي نفوس الشرائح المختلفة من الشعب العربي الاحوازي بشكل خاص.

وكل المتغيرات في الساحة الداخلية الايرانية والمؤشرات والمقارنات تدل على أن النظام الايراني يسعى للتصدي للنشطاء الاحوازيين بشتى الطرق والوسائل الاستخباراتية بدءاً بالتخويف والترهيب وانتهاءاً بالتصفيات الجسدية.

كانت الاحواز ولا تزال تحتل موقعاً ستراتيجيا للأنظمة الإيرانية المتعاقبة ولقد حرصت هذه الأنظمة على وضع ثقلها العسكري و الأمني في اقليم الاحواز لما لهذه المنطقة من اهمية جيوبوليتيكة ولكن الحضور الفعال والمكثف للأجهزة الامنية الايرانية بعد انتفاضة الخامس عشر من نيسان والاحداث التي تلتها كان اكبر من ذي قبل والتي يتمثل بتسليم الملف الأمني في الأحواز بشكل كامل للحرس الثوري ممثلاً بمقره الأمني المسمى بأبوالفضل(قرارگاه امنیتی ابوالفضل) حيث يمكننا الجزم أن الحرس الثوري هو الذي يحكم الأحواز وأنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تجري في الاقليم.

قام الحرس بتدشين “قناة الاهواز” بمباركة خامنئي ومندوبه موسوي الجزايري وعناصره تشرف على إدارة “قناة خ و ز س ت ا ن”، و قد انشأ مؤسسات ثقافية للتوجيه الأيدلوجي في الأحياء العربية بالإضافة الى “حوزات علمية” مصغرة في المناطق العربية.

وكما تقوم عناصر من الحرس بتشكل ندوات مستمرة لرؤساء القبائل العربية لتخويفهم ولتحريضهم على التعاون مع النظام.  وتفيد الأخبار الواردة من داخل الأحواز والمتابعة لمجريات الأمور تدل على أن النظام الإيراني يحاول اتخاذ سياسة التضليل في الداخل من خلال رفع الشعارات المزخرفة والسماح ببعض الأنشطة الثقافية ليضلل الرأي العام الأحوازي ولكنه يرى في نشاط المناضلين الأحوازيين في المنفى عقبة أمام مخططاته، لذلك كثف في الآونة الأخيرة من إنتهاج اساليب التخويف والترهيب للحد من نشاطهم ونضالهم وما الأمثلة التي تصدرت هذه السطور إلا دليل واضح على هذا الإدعاء.

ومن هنا يتبين مدى أهمية الحفاظ على الافراد من قبل التنظيمات الأحوازية وأخذ التهديدات الأمنية بعين الاعتبار. ولا ننسى أن ننوه الى أهمية تبادل الأخبار والتجارب بهذا الخصوص بين التنظيمات والاستفادة من التجارب السابقة لدى التنظيمات الاحوازية وسائر التنظيمات التحررية في العالم.

يعتقد بعض النشطاء الاحوازيين المقيمن في البلدان الغربية ان تواجدهم في هذه البلدان ومنحهم اللجوء السياسي سوف يقيهم من شر المخابرات الايرانية وعملائها. و لكن التجارب السابقة أثبتت أن بقاء النظام الايراني و استمراره مبني على أساس الأرهاب والقتل وأنه لا يعير إهتماما للمواثيق والعرف الدولي، والأمثلة في هذا المجال ليست بقليلة، فأغتيال القيادات الأحوازية في العراق والتصفية الجسدية للشعراء والمثقفين الاحوازيين في الداخل بالإضافة الى إغتيال بعض القيادات الكردية في الدول الغربية خير دليل على ذلك ناهيك عن تنفيذ أحكام الإعدامات المستمرة بحق النشطاء الأحوازيين وسائر الشعوب غير الفارسية. كما أن النظام الايراني هو المتهم الرئيسي في قضية استشهاد المناضلين محمد شريف النواصري ومنصورالأحوازي في ظروف غامضة.

على الدول التي تمنح اللجوء للأحوازيين أن تقوم بواجبها في المحافظة على أمنهم وسلامتهم وهذا لن يحصل إلا من خلال متابعات حقوقية ورفع دعوات قانونية في المحاكم ضد النظام الايراني وتوجيه الاتهام الى سفاراته التي توفر الغطاء الديبلوماسي لعناصر الاستخبارت والحرس للقيام بأعمالهم الإرهابية.

إن تركيز النشطاء الاحوازيين على العمل الاعلامي والحضور في المؤسسات الدولية قد جعلهم أكثر عرضة للخطر من قبل عناصر المخابرات الإيرانية ومرتزقتها. ويحتاج الأحوازيون الى رسم خطة امنية للمحافظة على امنهم وسلامتهم الى جانب فضح النظام الايراني في الاعلام من خلال نشر التهديدات الواردة من النظام الايراني في وسائل الاعلام المرئية والمقروئة وشبكات التواصل الاجتماعي. ولا يغفلوا عن متابعة القنوات الحقوقية والقانونية في الدول التي تستضيفهم، فإن كل ناشط  أحوازي هو مهدد من قبل النظام الإيراني ويكون هذا النظام المتهم الرئيسي في أي خطر قد يواجه النشطاء الأحوازيين.

بقلم: أحمد مصطفى الأحوازي

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى