انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » السلطات الإيرانية تتراجع عن قرارها هدم أحد قصور الشيخ خزعل

السلطات الإيرانية تتراجع عن قرارها هدم أحد قصور الشيخ خزعل

وأخيراً أثمرت الضغوط الخارجية والداخلية التي تمحورت حول الدفاع عن المعالم التأريخية الأحوازية نتيجة مهمة وهي أن تردع السلطات الإيرانية عن قرارها في هدم أحد قصور الشيخ خزعل الكعبي(سرايّ العجم) آخر أمراء الأحواز. فقد ذكرت دائرة التراث الثقافي الإيراني الخبر وذلك على موقعها أنّ السلطات المعنية اتخذت قراراً نهائياً يقضي بعودة المَعلم التأريخي الأحوازي الى أحضان قائمة المعالم الأثرية الأحوازية بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من خطر الهدم بسبب إخراج هذا المبنى الأثري فجأة من قبل من يدعي أنه صاحب الملك لغرض هدمه وتشييد بناء أخر مكانه. يضيف الموقع المذكور1أنّ المتابعة الدؤوبة التي بذلتها رابطة البيت التراثي الأحوازي بالتنسيق مع مسؤولي التراث الثقافي في المنطقة للحيلولة دون هدم هذا المعلم أثمرت بالتراجع عن قرار الهدم السابق الذي أتخذ بناءاً على طلب مالك المبنى وذلك بصدور قرار جديد يقضي بعودة المبنى التأريخي الى أحضان قائمة المعالم الأثرية الوطنية وينسف القرار السابق.

الملاحظة الهامة هنا أنّ مدينة الأحواز تحتضن العديد من المواقع الأثرية التأريخية التي تعود لعصور قديمة من بينها فترة الحكم الخزعلي .فقد تعرض العديد من المباني الأثرية الى الهدم والتدمير بسبب عدم اكتراث السلطات الإيرانية المعنية بإدراج تلك المباني في قائمة التراث الثقافي الإيراني .فكان أخر ما تمّ هدمه هو أحد أهم قصور الشيخ خزعب وهو قصر تأريخي أثري في مدينة المحمرة (قصر الفيلية) العام الفائت. حيث قضت قوة تابعة للحرس الثوري الإيراني التي تحتلّ الموقع لاستخدامه كمقر لقواتها المسلحة المتواجدة هناك قضت على الأثر بهدمه وتدميره كلّياً و شيّدت مكان المبنى الأثري مخفر عسكري.

رغم أنّ السلطات الإيرانية لا تجد نفسها أمام أي رادع يقف أمامها في اتخاذ قرارات أمنية وسياسية إلا أنّ هنالك نتيجة مستوحاة من الضغوط التي تنتهجا المؤسسات الدولية والمحلية والنشطاء في الخارج وهي أن تفتح نافذة في الغرفة الإيرانية المظلمة التي تتخذ بها قرارتها الأمنية والسياسية. وهي أن تعيد للسلطات التفكير في حساباتها و قراراتها قبل أن تقدم على أي عمل يمكن أن يكلفها فهي أعني السلطات تقوم بجس النبض غالباً قبل أن تقدم على أي عمل. فعدم وجود أي نشاط مؤسساتي وجماعي أحوازي في الداخل والخارج للدفاع عن البنية الـتأريخية والإجتماعية والسياسية في المنطقة قد يحدث كارثة حتمية للمنطقة بترك السلطات الإيرانية تفعل ما يحلو لها دون ضغط قد يقضي بتغيير بعض قراراتها.

بقلم : خالد الاحوازي

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى