انت هنا : الرئيسية » سياسة » ايران تهدد ديمقراطيات اوروبا

ايران تهدد ديمقراطيات اوروبا

ايران تهدد ديمقراطيات اوروبا

نتمتع هنا في كافة دول الاتحاد الاوروبي بمساحة كبيرة من الديمقراطية وبنفس الوقت تريد ايران ان تخترق الديمقراطيات الاوروبية، كما سبق لها واخترقتها في عدة مجالات منها اغتيال النشطاء السياسيين المناوئين لسياساتها وغيرها من احداث سبق وحدثت على الاراضي الأوروبية على يد الايرانيين أو على يد عملاء ايران.

اصبح الاتحاد الاوروبي مصدر الضغط على ايران نتيجة تواجد اعداد كبيرة من النشطاء المناوئين لها، على اراضي دول الاتحاد وعلى هذا الاساس تعمل ايران على اختراق ديمقراطيات اوروبا وحتى على اختراق الولايات المتحدة وغيرها من بلدان.

طهران لا تريد ان تغير شيء في سياساتها مع من يعارضها وانما تعمل على إرغام الأخر بالسكوت وان لم يسكت سوف تعمل على  اسكاته عبر “قتله”.

تتشابه اليوم ايران الشمولية في تنفيذ السياسات وخاصة السياسات الأمنية بمثيلاتها كالاتحاد السوفيتي والمانيا النازية.

وتعمل طهران اليوم على دمج اسلوبين السوفيتي والامريكي في العمل الأمني حتى تخلق سياسة أمنية تتماشى وتطلعاتها التوسعية.

كما اشرت في مطلع الحديث، هناك مساحة كبيرة من الديمقراطية التي نتمتع بها هنا في العالم الحر وبنفس الوقت الحفاظ على هذه الديمقراطية هو جزء كبير جدا وجانب هام من السياسات الامنية لدى الدول التي نحن اصبحنا اليوم جزءا من نسيجها ومواطنيها.

وفي سياسات ايران الامنية نرى ان طهران تتعامل مع من يعارضها بالقوة “الصلبة” كأسلوب استورثته من الروس وتتعامل بالقوة “الناعمة” كأسلوب امريكي وقيد التحديث ومتماشي مع تطور الادوات الالكترونية والاتصالات.

في ممارسة العمل الامني الايراني بالاسلوب “الصلب” المستنسخ من الروس، انقل هنا بعض الأمثلة من سياسات السوفيت وكذلك نقارن الامثلة بالسياسات الامنية الايرانية في الاحواز.

كان جوزيف ستالين، الجورجي، على سدة الحكم في الاتحاد السوفيتي، وعمل على تغيير التركيبة السكانية لصالح الروس في موطنه وارض اجداده جورجيا.

كما عمل ستالين على تغيير نسيج المدن والقرى غير الروسية على وجه الخصوص وعلى سبيل المثال، نقل ستالين الكثير من الروس الى اوكرانيا وعمل على تهجير “التتار” السكان الاصليين لشبه جزيرة القرم واستبدلهم بالروس والاوزبك والقزاق والطاجيك والقرقيز وغيرهم وشهدنا اليوم ماحدث في القرم وكيف استغل بوتين هذا الحدث، حيث حصد ما زرعه ستالين وعمل على توسع رقعة روسيا الأمنية لمجابهة اروبا والحلف الاطلسي عبر ضم القرم لروسيا.

وفي المجال الثقافي؛ كان جيدانيف وزير الثقافة في عهد ستالين قد عمل على وضع  قيود وحدود لكافة الانشطة الثقافية بما فيها الأدب، بلغة أخرى عمل جيدانيف على الحد من وسع الخيال والتخيل لدى الكاتب والشاعر والممثل والمسرحي والرسام وووو.

والفضيع جدا ان البلاشفة الروس والاشتراكيين القوميين في المانيا حاربوا “نظرية النسبية” التي وضعها اينشتاين برفقة عدد اخر  من العلماء، حيث كل من هؤلاء الروس وكذلك الالمان كانوا يعتقدون ويعملون على ان كل شيء يصدر من قيادة الحزب الحاكم هو الصح والـ”مطلق” ولامجال للتشكيك فيه!

 ولإثبات ذلك والحفاظ على هذا الموروث “أي ممنوعية التشكيك بسياسات الحزب الحاكم” كانت المخابرات السوفيتيه (ك ج ب) تتابع معارضين سياسات موسكو في جميع دول العالم وتقضي عليهم، ويذكر كان هناك معارض معروف لدى موسكو وهرب الاف الاميال بعيدا عن الاتحاد السوفيتي ولكن شاء القدر وقضت عليه الـ “ك ج ب” بضربة فأس قطع رقبته وهو كان نائم في بيته بالمهجر في جنوب امريكا اللاتينية.

وهنا أحوازيا، ومن باب المقارنة، نرى؛ ان جاءات سياسات التهجير والتعطيش وتغيير التركيبة السكانية بتواجد عدد من امثال ستالين الاحواز علي شمخاني في هرم السلطة المطلقة للولي الفقيه.

[ لم يسمح الفرس بوصول شمخاني لسدة الحكم وعندما ترشح للإنتخابات الرئاسية في عام 2001 اصدر اساتذة اللغة الفارسية بكافة الجامعات الايرانية بيان شديد اللهجة ضد شمخاني وضد كل ماهو عربي واصفين ترشح شمخاني بالغزو العربي المعاصر لإيران الفارسية. ]

وكما كان شمخاني كجزء من العمود الفقري لدى امن دولة الفرس، نراه اليوم في رأس هرم الأمن القومي الايراني وبتواجده على سدة الامن تنفذ كافة السياسات القمعية بحق العرب وعلى وجه الخصوص سياسة التطهير العرقي عبر التعطيش والبطالة والادمان والاعدامات وتغيير التركيبة السكانية.

وكما حدث في جمهوريات الاتحاد السوفيتي على يد ستالين نرى اليوم حدث مثيله في الاحواز على يد أمثال علي شمخاني حيث الأخير ليس هو الوحيد الذي يعمل في أمن الدولة الفارسية وانما هناك نادي (عربي- احوازي) والجميع هم المسؤولين عما يحدث في الأحواز من العمل على تغيير التركيبة السكانية وكافة المشاريع الامنية الفارسية الاخرى.

وللمقارنة في المجال الثقافي ما بين الاتحاد السوفيتي وايران والمانيا النازية؛ نرى ان كما عمل جيدانيف في عهد ستالين، وكما عمل غوبلز في عهد هتلر، فجميع وزراء الثقافة في ايران مستمرين بنفس النهج الموضوع سابقا، أي استمرار سياسة التفريس، وتوسع رقعة اللغة الفارسية في الاقاليم غير الفارسية، وحتى خارج البلاد، خاصة على مستوى الدول المحيطة بإيران، وكذلك العمل على بناء وترسيخ مفهوم “القدرة المطلقة والقوة الايرانية الضاربة” في أذهان البسطاء في العالم الاسلامي وممن تنطلي عليهم الخدع الفارسية، مستخدمين الغوبلزية الجديدة، وبنفس الوقت نرى الامن الايراني، مستمر على إسكات كل صوت حر واغتيال كل من يعارض الهتلرية الحديثة في طهران، أين ما كان صاحب هذا الصوت المعارض.

وفي هذا السياق نرى التهديدات الامنية الايرانية متواصلة بحق النشطاء في مجال حقوق الانسان والاعلام في الخارج وكذلك التهديدات مستمرة لدى عائلات بعض النشطاء في الداخل بغية إسكات من يتحدث ضد هذا النظام القعمي ويفضح سياسات ايران الاحتلالية.

 هناك حدثت عدة احداث واختراقات أمنية ايرانية تهدف الى تقويض ديمقراطيات اوروبا عبر إسكات من يتحدث ويعمل ضد دولة الاحتلال الايراني.

ومع كل ما جاءات من تهديدات ايرانية واعتداءات على النشطاء لاسيما الاحوازيين منهم نرى في المقابل يخيم السكوت على البعض ولا يوجد من يتحدث ويفضح الارهاب الايراني بحق اسرته في الاحواز او بحقه هو في خارج البلاد.

ان الديمقراطية هنا في اوروبا لم تأتي بليلة وضحاها ولا تذهب حسب ارادة الدكتاتوريات الستالينية والخامنئية وعلى هذا الاساس نحن كمواطنيين اروبيين يجب علينا ان نفضح كل حراك نراه يمس بالامن هنا وخاصة ان كان وراء هذا الحراك والعمل التجسسي والتهديد، دول ذات توجه توسعي وتهدد الامن العالمي كإيران.

وعن ممارسة العمل الامني الايراني بالاسلوب “الناعم”، ان الدولة الفارسية تتابع بعض النشطاء في الخارج ليس بإستخدامها  الجواسيس من جنسيات عربية وغيرعربية أو من بين (ابناء وطننا) فحسب، وانما حتى بالتنصت عبر الادوات التجسسية الحديثة كالهواتف النقالة والحواسيب وخدمة الانترنت، لاسيما الـ (واي فاي).

وفي المقابل يجب مكافحة التجسس الايراني في البلدان التي نحن مواطنيها وعلينا التواصل المباشر مع السلطات الامنية  ووسائل الاعلام لفضح ممارسات ايران الارهابية وبنفس الوقت ان نكون على قدر من الوعي والتحليل وقراءة الحدث الأمني والدقة في تعاملنا مع كافة الادوات الالكترونية والملفات في الحواسيب وشبكات التواصل الاجتماعي ويجب ان تكون لنا قاعدة اساسية في التواصل، ان ؛ “كل شيء وكل شخص لم نعرفه حق المعرفة، هو مصدر الشك، ولا مكان للثقة” في تعاملنا مع اي جهاز الكتروني وكذلك في تعاملنا مع الغير من بني البشر مهما كان جنسه ومهما كانت جنسيته وأين ما التقينا به ابتداءا من عالم الانترنت وصولا الى مكان العمل واقامتنا.

بقلم: نوري حمـزة

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى