انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » تكريما لشهداء الأحواز

تكريما لشهداء الأحواز

نشر موقع نفيس(وجه شمال افريقيا) مداخلة الاستاذ حسن السوسي في اجتماع التكريم لشهداء الاحواز بلندن، جاء فيها: عندما يدافع الإنسان عن قضية عادلة يسترخص في سبيل ذلك كل غال ونفيس. كل الجهد ينصب على خدمتها وتذليل صعوبات طرق انتصارها.

لا تسأل عن الروح إذا كان تقديمها قربانا لخدمة غاية الدفاع عن القضية العادلة للشعب والوطن. وهذا هو وضع شعبنا العربي في الأحواز تماما كما أدركه بنوه الذي ضحوا بأرواحهم لتظل القضية حية في مختلف بيوت الشعب العربي وفي وجدان الأمة.

الطريق طويلة وشاقة بين حضور القضية في الوجدان العميق للشعب الأحوازي وبين انتصارها على الأرض حقوقا وطنية وسياسية في معركة تقرير المصير ما في ذلك شك، غير أن الوصول إلى الهدف النبيل لنضال الشعب يقتضي السير على الدرب الصحيح لأن من سار على الدرب وصل كما يؤكد القول العربي المأثور.

شعار الشهيد في كل التاريخ تاريخ الشعوب والأمم هو نموت ليحيا الوطن نوارى في التراب لتظل راية الوطن خفاقة تعد الأجيال بغد أفضل. غد الحرية وتقرير المصير والبناء. فهل نحن في مستوى هذه التضحيات الجسيمة، وهل سنكون في الموعد مع التاريخ والمستقبل الذي سطروا حروفه بدمائهم الطاهرة؟

وكيف يمكن أن نرقى إلى مستوى نكران الذات في سبيل ما هو أسمى وأرقى وأبقى. سؤال ينبغي ان لا يفارق الأحياء وهم يحيون ذكرى شهدائهم حتى لا يخلفوا الميعاد ويخلوا بالأمانة.

إنه لأمر مؤسف حقا أن نرى تضحيات أجيال في تاريخنا العربي الحديث والمعاصر من أجل الحرية والاستقلال قد ذهبت سدى لأن الأجيال التي استلمت سلطة البناء لم تكن في مستوى التحديات التي تطرحها التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كثير من الأحيان مما حولها مع مرور الزمن إلى عائق أساسي وعقبة كأداء أمام التقدم في عملية البناء.

وإنه لأمر يدعو إلى الأسى العميق وربما الإحباط الكبير أن نرى أجيالنا الراهنة زاهدة في حب الوطن حينا ومستعدة للتفريط فيه حينا آخر لعدم رغبتها في تحمل المسؤولية المترتبة عن حب الوطن وما تفرضه من الاستعداد للتضحية في سبيل نصرة قضاياه في أحسن الأحوال.

وأن نرى بعضا من قياداته متأبطا للوطن زاجا به في مزادات الاستعمار والاستقواء بالأجنبي مقابل فتات موائد القوى الاقليمية والدولية التي قررت تدمير أوطاننا متى رفضت تسخير كل جهودها لخدمة مصالح الأجنبي.

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى