انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » جـرائم الشــرف ؛ عــارٌ ام غسلٌ للعـــار؟!

جـرائم الشــرف ؛ عــارٌ ام غسلٌ للعـــار؟!

جـرائم الشــرف ؛ عــارٌ ام غسلٌ للعـــار؟!

بعد انتشار إحدی المقالات التي اعاد نشرها موقع بروال الموقـّر حول جرائم الشرف (قاتلان قتل‌های ناموسی، مجرمان بی‌ مجازات) و تفاعل القراء معها اخذتني الذاکرة الی عدة جرائم شرف اخری وقعت في قری  لواء الدورق. لابد من ذکرها لکي تصبح عند القارئ او الناشط الإجتماعي و الحقوقي رؤیة کاملة حول هذا النوع من القضایا و تفاصیلها التي تحدث في مجتمعنا العربي الأحوازي .

سابقاً و قد نشرتُ في احد المواقع التواصل الإجتماعیة نصوص تختص بهذا الشأن و قد واجهني البعض ان ما تنشرهُ لیس بصالح المجتمع و یضرّنا و لا ینفعنا،علی حد تعبیره . و لکن من باب کشف العیوب و معالجتهن من قبل المعنیین في هذا الأمر کتبت هذا التقریر، و کما یقول المثل الشعبي ”  الضم عیبه عاب و الکشف عیبه طاب ” .

في المقال السابق لسیدة ” فرشته کسرا ” اُشیر علی ان اغلب جرائم الشرف تقع في دول جنوب آسیا ، الشرق الأوسط و شمال افریقا و منها باکستان حیث یتصدر الأول في قائمة جرائم الشرف کما ان ضحایاه أي باکستان سنویاً الف و خمسمائة ضحیة و بعده یأتي في هذا الجدول الأسود؛ کردستان العراق وترکیة، ایران ،عمان ومصر .

اما في ایران فـ محافظة الأحواز، کردستان، آذربایجان، عیلام، کرمانشاه، سیستان و بلوشستان، لرستان، همدان، فارس و خراسان حسب الترتیب، من المناطق التي تقع فیها جرائم الشرف سنویاً و بشکل واضح و معلن ، بغظ النظر عن الجرائم التي لم و لن تعلن.

ففي الأحواز ایضاً لا تزال هذه الجرائم تقع في القری و الأریاف و منها قری الدورق و عبّادان و الأحواز و… ، و الدورق هو الأول في هذه القائمة المخزیة کما اشیر في المقال المذکور.

هذا التقریر لیس بصدد الدفاع عن العلاقات الغیر شرعیة و لا نقدها و لا التشهیر بالعوائل انما الهدف من ذلک المعالجة من قبل المهتمین بهذا الشأن و التندید بالعقوبة لمن یرتکب مثل هذه الأعمال الإجرامیة لأن و للأسف کما نعلم ان مرتکبي هذه الجرائم یعدّون بین عمومتهم و قبائلهم من الرجال و المشار الیهم بالهیبة ، لأنهم ” غسلوا عارهم ” بقتلهم لإخواتهم ، امهاتهم ، بناتهم و… وبالمقابل القانون لا یأخذ مجراه کما یلزم ، لذلک لیس هناک مانع صارم یمنعهم من ارتکابهم لهذه الاعمال و کل ما هو موجود سجن بضعة اشهر او اقل و بعده اطلاق سراحهم .

حینما لا یکون المثقف ، الإعلام ، المنابر، القانون و… بین عوام ناس{مؤثر} تحدث مثل هذه الاعمال الإجرامیة؛

 

بسمة:

تبلغ من العمر الخامس و الأربعون لها ثلاثة بنات و اثنین من البنین زوجها مدمن مخدرات ینام النهار و یسهر اللیل لیتعاطي الاُفیون . و هيَّ التي تجهد و تکافح لتحصل علی القلیل من المال من اجل امرار معاش عائلتها.

اتهمها ابن عمها بسبب کره امه لها ، ان لها علاقة مع احد ابناء الحي و انتشرت الشائعة حتی ان وصل النبأ الی اخیها الذي یبلغ من العمر الخامسة و العشرون ، ففي یوم من الأیام و هيَّ عائدة متعبة من السوق بعد بیعها زبیل من البطیخ ، دخلت البیت و علی رأسها الزبیل، وجدت اخیها و بیده “ساطور” ینتظرها حینها فهمت انه عرف بالشائعة ارادت ان تشرح له الأمر لکن الغضب و العار الذي کان یحیط بأخوها لم یسمح لها بذلک سوی الهروب و سرعان ما رکضت مهرولة لخارج البیت و لتعاسة حضها سقطت و سهل له قتلها …!

اعتقل هذا المجرم و سجن ستة اشهر و بعد ذلک اطلق سراحه و بدأ یمشي بین الناس بتفاخر و اعتزاز اکثر من سابق.(وقعت هذه الجریمة عام 1377 هـ.ش)

 

سمیِة:

تبلغ من العمر سبعة عشر عام تدرس في احدی المدارس التي تقع علی بعد خمسة کیلومترات من قریتها حیث تذهب مع بنات القریة کل یوم الی المدرسة بسیارة اجرة لـ”باسم” ولد جیرانهم الذي یوجد حائط واحد یعزل بیتهم عن بیته.

في احد الأیام و هي تضحک تودع صدیقاتها في سیارة باسم و تحرّک یدها لهن ، رآها ولد خالها ” داوود” و نظر لها نظرة غریبة.

سرعان ما دخلت بیتهم و جاء داوود و شرح الأمر لأبیها و اجابه والدها : ” انه گول بنت ال… یومیة تروح شسوی یم الحایط ، اثاری تحاچي ال… باسم ” . و بعدما جاء عمها “جلیل” المدمن و المختل عقلیاً و اشتد الکلام و الإتهام و صاح ابیها لـ داوود ” ولک جیب السچین “.!

حین کلامهم کانت جدة سمیة تسمع الکلام ، صرخت و رکضت و قالت لسمیة الأمر و قفلت الباب علیها و عندما جاء ابیها و من معه وجدوا الباب مغلق ارادوا فتحه و لم یستطیعوا ، طلب ابیها من امه ان تعطی المفتاح و لکن ابت ذلک و کانت النتیجة صفعة علی وجهها و خرّت ساقطة علی الأرض . ذهب داوود و جاء بالـ “هیب ” (آلة حدیدة لهدم الجدران) و بدئوا بالضرب علی الباب و سمیة تصرخ بأعلی صوتها .

کُسِرَ الباب و دخلوا علیها و کانت تصرخ :” بووویة ، بووویة ، شمالني، شمسویة ؟…ولکن کلامها لم یشفع لها ، و فصلوا رأسها عن جسدها . المدمن جلیل مسک الرأس و خرج من البیت ذاهباً الی مخفر الشرطة .

تقول احد اقرباء کاتب السطور انني سمعت صوت عویل و صراخ و ذهبت لأفتح الباب لأفهم السبب و حین فتحت الباب وجدت جلیل و بیده الرأس و یصیح بأعلی صوته ” غسلت عاري”.!

داوود و ابیها لم یعترفوا امام القاضي بقتلهم لها لکن جلیل المدمن اعترف بذلک و سجن و بعد مرور عام واحد ، اطلق سراحه .!

نتیجة هذه الجریمة کانت طلاق ام الضحیة التي هي من محافظة اخری و موت جد البنت بسبب جلطة في الرأس حین عرف بالأمر ،و انتقال العائلة من القریة لمدینة اخری هروباً من العار {الذي تم غسله}.! (وقعت هذه الجریمة عام 1390 هـ.ش )

 

سهام :

متزوجة و لها ثلاثة اولاد و بنت، سهام تبلغ الأربعین من العمراتهمت بعلاقة مع زمیلها في مصنع تعلیب التمور و التصویر معه.

قتلت علی ید اخیها المدمن و ابنها الذي یبلغ من العمر سبعة عشر عام ،وقعت هذه الجریمة عام 1389 هـ.ش صباحاً علی جسر “حالوب ” في وسط سوق مدینة الفلاحیة امام عامة الناس ما ادی الی ارتفاع صوت صراخ النساء و الاطفال و زرع الرعب و الخوف في نفوسهم.!

الأمثال کثیرة و المعاقبة قلیلة و ما ذکرته لیس الا ما رأیته او سمعت به من قریب و لیس هنالک داع للمبالغة في الشرح کما یفعل البعض . آملین من المعنیین في هذا الأمر ان یقوموا بدراسة هذه المعظلة و الظاهرة الغیر إنسانیة و اقامة ندوات في هذا الصدد و نشر الحلول بطرق و وسائل مختلفة و واسعة في الأحواز لکي یتم القضاء قدر المستطاع علی مثل هذه الأعمال { الوحشیة } .لا سیما علی النصف الآخر من المجتمع الذي تشکله المرأة ان یقوم بواجبه تجاه هذا الأمر و الدفاع عنه بکافة السبل المتاحة حتی و لو تطلّب الأمر دفع ثمن.

اذا الشعب یوماً اراد الحیاة…

(لابد من الذکر إنَّ الأسماء المذکورة مستعارة)

 

بقلم: أمیر منیعاوي

المصدر: موقع بروال

تنويه: تم استخدام تسمية الأحواز في النص، من قبل موقع بادماز.

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى