انت هنا : الرئيسية » اخبار » حضور الأحوازيين في منتديات الأمم المتحدة… الآمال والإخفاقات (المنتدى التاسع للأقليات نموذجاً)

حضور الأحوازيين في منتديات الأمم المتحدة… الآمال والإخفاقات (المنتدى التاسع للأقليات نموذجاً)

screen-shot-2015-01-07-at-11-15-45-am

عُقد في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني لهذا العام (2016) المنتدى التاسع للأقليات، التابع للأمم المتحدة. كان وفد الأحوازيين من أبرز الوفود حضوراً مقارنة بوفود سائر الشعوب غير الفارسية في جغرافية ايران السياسية، وحتى من بعض وفود سائر أنحاء العالم حيث حضر عشرة من النشطاء الاحوازيين من مختلف التوجهات السياسية في هذا المنتدى.

كان لي الشرف أن أنوب عن التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز في هذا الاجتماع المهم الذي يعقد مرة في كل عام من ضمن فعاليات الأمم المتحدة لحماية الأقليات والشعوب. وتأتي أهمية هذا المنتدى في التوصيات التي يرفعها المقرر الخاص للأمم المتحدة بشؤون الأقليات القومية، والإثنية، واللغوية، والدينية، وسائر الأقليات الى مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة حيث يقوم بإتخاذ إجراءات قانونية لحماية الأفراد المنتمين الى الأقليات كإصدار القرارات وسن القوانين الملزمة بهذا المجال.

القصد من كتابة هذا النص هو لكي يطلع المتابع العربي والأحوازي على حيثيات هذه الإجتماعات وضرورة الحضور فيها، وبالاضافة الى تبادل التجارب فيما بيننا كي نستفيد منها في المستقبل عند الحضور في مثل هذه الاجتماعات التي بإعتقادي تفتح لنا آفاق جديدة للتحدث مع العالم. ومن هذا المنطلق أبدأ الموضوع بالإعراج على أهمية الحضور في المؤسسات الدولية:

لا يختلف اثنان على ان الكفاح والنضال على أرض الوطن يظل مبتوراً طالما لم تكن هناك وسائل لإيصال صوت الشعب الى العالم الخارجي. وتقع هذه المسؤولية على عاتق النشطاء المتواجدين في البلدان المختلفة خاصة الغربية منها بسبب تواجد العديد من المنظمات العالمية فيها، وحرية التحرك والإرتباط بهذه المؤسسات العالمية، بالإضافة الى وسائل الإعلام الحرة المتواجدة في الغرب. ومن هذا المنطلق تحرك النشطاء الأحوازيين من مختلف التوجهات السياسية لكي يوصلوا صوت مظلومية شعبهم الى العالم الحر. فكان جُلّ تركيزهم على وسائل الإعلام العربية، وبعض من منظمات حقوق الإنسان العالمية كمنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس واتش، والمقرر الأممي الخاص بالشأن الإيراني في مجال حقوق الإنسان. ونتيجة لهذه الأنشطة تم الإشارة في تقارير هذه المنظمات الى بعض مما يعانيه الشعب العربي الأحوازي.

كما كان هناك تحركاً بسيطاً من قبل الأحوازيين للحضور في بعض المنتديات التابعة للأمم المتحدة في جنيف، حيث اقتصر الأمر على حضور تنظيم أو تنظيمان في هذه المنتديات. في الوقت الذي نتوقع أن يكون حضور الأحوازيين على عدد تنظيماتهم ومن هنا نحث جميع التنظيمات والمؤسسات الأحوازية أن تضع من ضمن برامجها الحضور في المنتديات التابعة للأمم المتحدة حيث إنها البوابة الأولية للإرتباط بالمنظمات العالمية وعلى رأسها الأمم المتحدة. ولا أنسى أن أذكر ان المؤسسات العالمية لا تقتصر على المنتديات التابعة للأمم المتحدة فحسب، بل هناك العشرات من المنظمات العالمية التي يمكن الإرتباط بها لإيصال صوت شعبنا المظلوم.

وهنا لابد من الإشارة الى بعض العوائق التي تحول دون حضور عدد أكبر من الأحوازيين في هذه الإجتماعات؛ ومن ضمن هذه العوائق قد يرجع الى عدم إدراك أهمية الحضور في المنتديات التابعة للأمم المتحدة ومدى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الاجتماعات. والسبب الآخر قد يكمن في عدم المعرفة بأساليب التواصل مع هذه المنظمات والتنسيقات الأولية للحضور في اجتماعاتها. ولابد أن نأخذ بعين الإعتبار التكلفة المادية التي سوف تتحملها كل مجموعة للحضور في هذه الاجتماعات. علماً ان هذه التكلفة عادة ما تكون على عاتق الفرد المشارك، أو في أحسن الأحوال يتم دفعها من حساب التنظيم الذي يتم تجميعه من رسوم العضوية للأفراد. لذلك يستخدم اكثر النشطاء الأحوازيون أرخص وسيلة للسفر الى جنيف، ويقيموا في المهاجع الطلابية ليتمكنوا من توفير تكلفة السفر. فكل ما زاد عدد المشاركين وتكررت مرات المشاركة زادت معها التلكفة التي يتحملها التنظيم أو الفرد.

img_4738

رجوعاً الى المنتدى التاسع للأقليات التابع للأمم المتحدة وما جرى في اجتماعات هذا المنتدى، فيما يلي بعض النقاط التي رأيت من المهم مشاركتها مع القارئ الكريم خاصة الأخوة والأخوات النشطاء الأحوازيين من مختلف التوجهات السياسية:

كما سلف وذكرت يُعقد المنتدى الخاص بشؤون الأقليات لمدة يومين في شهر نوفمبر من كل عام بموجب قرار الجمعية العامة رقم 15/6 المؤرخ 28 سبتمبر 2007 لدراسة أوضاع الأقليات في العالم ومن أجل حمايتها. ويشارك في هذا المنتدى مندوبو الأقليات من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة الى مندوبي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ومندوبي المؤوسسات العالمية ومراكز الدراسات المهتمة بشؤون الأقليات. يقوم المنتدى بدراسة أوضاع الأقليات في العالم ويسلط الضوء على الممارسات والتحديات التي يواجهها أفراد الأقليات والفرص والمبادرات التي تسهل تنفيذ المواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق حقوق الانسان الخاص بشأن حقوق الأقليات. ومن أهم افرازات هذا المنتدى يتلخص في التقرير الذي ترفعه المقررة الأممية الخاصة بشؤون الأقليات الى اجتماع مجلس حقوق الانسان في نيويورك، والذي يتضمن توصيات بشأن كيفية رفع المعانات عن الأقليات وسبل حماية الأفراد المنتمين اليها.

حسب البروتكول الداخلي للمنتدى، يحق لمندوب كل مؤسسة أن يتحدث لمدة ثلاث دقائق خلال اجتماعات المنتدى، ولو أخذنا بعين الإعتبارنسبة المشاركين، وحرص المتحدثين على ضرورة تغطية قدر أوسع من المحاور في هذه المدة القصيرة، والمحاولات الدنيئة التي يقوم بها بعض مندوبي الدول لتضييع الوقت، يتبين لنا أهمية الحصول على عدد أكثر من الفرص للتحدث، وضرورة التنسيق في هذا المجال بين المشاركين، كما يجب أن لا ننسى الضغوط النفسية التي يواجهها أعضاء الوفود في حال عدم افلاح مسعاهم.

شارك الأحوازيون بعشرة أفراد من مختلف الأطياف السياسية في اجتماعات المنتدى التاسع الذي عقد في 24 و25 نوفمبر، ولكنهم حصلوا على ثلاث فرص للتحدث، والرابعة جاءت بعد عناء كبير ولمدة دقيقتين فقط. والسبب يرجع الى عدم الاستفادة من تجارب الأعوام الماضية وعدم تبادل هذه التجارب فيما بين المشاركين. فكان من المفترض أن يحصل الأحوازيون على خمس فُرص للتحدث في أقل التقديرات، وتتم المماطلة والمحاولة لأخذ فرص تزيد على هذا الحد الأدنى.

لو تركنا هذه الملاحظة المهمة جنباً، كان حضور الأحوازيين بارزاً من حيث عدد المشاركين والمتحدثين، مقارنة بوفود الشعوب غير الفارسية. فقد حاول كل متحدث من الأحوازيين ان يغطي قدر أوسع من المحاور التي كان قد أعدها سلفاً. لذلك ترونهم يتكلمون بسرعة وعجالة، شأنهم شأن كل المتحدثين في القاعة من مختلف شعوب العالم ، ومن هنا يتبين ضرورة ارسال اشخاص يتقنون اللغة التي ينوون التحدث بها للحيلولة دون إضاعة الوقت أثناء القاء الكلمات. 

miorety

قد أكّد المتحدثون الأحوازيون على عدة محاور؛: فكانت الأزمة البيئية التي حلت بالأحواز نتيجة السياسات الإحتلالية للدولة الإيرانية حاضرة في كلماتهم، وحاول النشطاء الاحوازيين ان يبينوا خلال كلماتهم سياسات التطهير العرقي للنظام الايراني ضد شعبنا، وحق الشعب العربي الأحوازي في تقرير مصيره بنفسه. كما قدّم سائر النشطاء طلبهم للحصول على فرصة للتحدث لكن دون جدوى، ولهذا لم تسنح الفرصة لتبيين سائر المعاناة التي يعانيها شعبنا، على سبيل المثال لا الحصر؛ أحد الأخوة كان قد بذل جهداً كبيراً في إعداد كلمة لتسليط الضوء على السياسة الممنهجة لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز خاصة “وثيقة أبطحي” و”المخطط الأمني الشامل” الذي تم الكشف عنه مؤخراً لكن لم تتح له الفرصة لبيان ما قد أعده. ومن هنا يتبين ضرورة التنسيق بين مختلف التنظيمات قبل الحضور في هذه المنتديات لكي يتم تقسيم المواضيع المختلفة على المتحدثين حتى نتمكن من تبيين قدر أوسع من معاناة شعبنا للعالم. على سبيل المثال في الاجتماع الأخير، بالمجموع حصل الأحوازيون على إحدى عشرة دقيقة، فلو كان ثمة تنسيق بسيط بين الحاضرين لاستطعنا أن نتجنب تكرار المواضيع، ونتمكن من التأكيد على سائر المواضيع المهمة، التي حال دون ذكرها قلة الوقت.

حسب النظام السائد في إدارة اجتماعات المنتدى، يحق لمندوبي الدول أن يعترضوا على كلام مندوبي المؤوسسات التي تنوب عن الأقليات ويقاطعوهم أثناء تحدثهم، لكن في المقابل لا يحق لمندوبي الأقليات ان يقاطعوا حديث مندوبي الدول أو يعترضوا عليهم. ويستغل مندوبو الدول الديكتاتورية والشمولية  مثل ايران، والصين، هذه الفرصة لمقاطعة حديث المتكلمين، وكانوا يحظون بدعم ومباركة من قبل مندوبي الدول التي تشاطرهم الرأي مثل روسيا، وكوبا، وسائر الدول الشمولية. واستخدم مندوبو الدول الشمولية هذا الأسلوب اللئيم والخبيث لإضاعة الوقت بغية منع عدد أكبر من التحدث وبالفعل قد ضاع كثير من وقت اليوم الأول جراء الإعتراضات والمساندات التي قدمها مندوبو هذه الدول لبعضهم. ولابد من الإشادة بموقف مندوبي الدول الغربية وعلى رأسهم مندوب دولة النمسا في الدفاع عن مندوبي الأقليات عند ما يواجهون مقاطعة من الدول الظالمة وأعوانهم.

ما كان ملفتاً للإنتباه والذي يهمنا نحن كأحوازيين هو؛ أن فعاليات الوفد الايراني في المنتدى تظهر تماماً مدى تخوف هذا النظام العنصري من هذا المنتدى وأمثاله. حيث حاول أعضاء الوفد المتكون من أربعة أشخاص، أن يعرقلوا حضور وفود الشعوب غير الفارسية من خلال مقاطعة حديثهم واضاعت الوقت العام للجلسة. ومن الفعاليات الدنيئة والرخيصة التي قام بها الوفد الايراني كانت سرقة منشورات الشعوب غير الفارسية التي وضعوها على طاولة خارج قاعة الاجتماع، حتى لا تحصل عليها سائر الوفود، في محاولة لطمس الحقيقة متخذين الأسلوب القذر الذي تقوم به دولتهم طيلة التاريخ. وكما قام الوفد الايراني بتوزيع كتيب “للأقليات في ايران” حسب تعبيرهم”، حيث تم تجاهل العرب في  هذا الكتيب وعدم ذكرهم، الأمر الذي تم الاشارة والاعتراض عليه أثناء حديث اثنين من المتحدثين الأحوازيين. 

وأخيراً وليس آخراً،قد لا تنحصر فوائد الحضور في المؤسسات العالمية بما تم الاشارة اليه، حيث هناك فوائد كثيرة أخرى تأتي نتيجة للحضور، مثل فرصة الارتباط بسائر الشعوب والاستفادة من تجاربهم وتبادل الآراء معهم، ورفع معاناة شعبنا الى مندوبي سائر الدول والمؤوسسات. وتكون فرصة للإطلاع على الأساليب الحقوقية السائدة في أروقة المنظمات العالمية للمطالبة بحقوق شعبنا. ولا ننسى أن نذكر أهمية الاجتماعات التي تقام على هامش المنتديات وضرورة الاستفادة من هذه الفرصة المهمة التي تفتح أمامنا آفاق كبيرة للتعريف بقضيتنا، وتعزز من موقفنا في صراعنا الوجودي مع المحتل الإيراني.

 

 

عبدالرحمن الأحوازي

عضو التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز

روابط ذات صلة:

الكارثة البيئية الناتجة عن سياسات ايران تقتل 5 الاف احوازي سنويا

  

أضغط على الروابط التالية للحصول على نسخة من الكتيب الذي أصدره النظام الإيراني حول الأقليات في ايران:

الجزء الاول

الجزء الثاني

 

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى