انت هنا : الرئيسية » اخبار » حمزة: الأحوازيون محكومون بضبط إيقاع صوتهم السياسي

حمزة: الأحوازيون محكومون بضبط إيقاع صوتهم السياسي

حمزة: الأحوازيون محكومون بضبط إيقاع صوتهم السياسي
وإقليمياً .. نهاية دولة الملالي لا يعني نهاية مشروع التمدد الإيراني

حاورته؛ إبتسام الشيخ

في إطار البحث عن تطورات الأحواز وحول مستجدات هذه القضية العادلة التي غيبت من الواقع السياسي العالمي والاقليمي ومحاولات ايران المستميتة الى دثرها، التقينا بالصحفي الأحوازي نوري حمزة.
ويعتقد الصحافي السياسي الاحوازي أن قضيتهم أخرجت من طي الكتمان والتعتيم وفتح ملفها في إيران الدولة وإيران المعارضة بصفتها قضية أمنية وفي الدوائر العربية والغربية بصفتها كقضية هامة ومصيرية في صراعات الشرق الأوسط. ويرى أن قضيتهم بكل تقدمها لا تزال تحتاج التطوير المستمر حتى صناعة رأي عام أحوازي لا يتأثر أو يأبه بالاعلام المعادي أو غيره. ويرجح تطورها إلى عوامل عدة مثل؛ تراكم نضال شعب الأحواز ضد الاحتلال الايراني والانتفاضات التي حدثت منذ عام 1925 حتى يومنا هذا، وأهمها انتفاضة الخامس عشر من نيسان عام 2005 التي فتحت آفاق واسعة في كفاح الشعب الأحوازي، والثورة الرقمية، والتواصل الإجتماعي، وعمل الأحزاب، وظهور كتاب ومراقبين للشأن الأحوازي من بين الأحوازيين أنفسهم، وظاهرة تغيير المذهب أي التحول من التشيع الى التسنن، وهجرة العديد من الأحوازيين إلى بلدان الغرب، وكذلك تدخلات ايران في الشؤون العربية، والإرهاب الايراني الحكومي المنظم التي بدأ من داخل ايران وصولا الى الشرق الاوسط واروبا حتى اولمبياد البرازيل، ومشاريع طهران العسكرية كمحاولاتها المستمرة لإنتاج القنبلة النووية وعدة عوامل أخرى.

الى نص الحــوار؛

أين وصلت قضيتكم بعد اكثر من تسعة عقود ومجابهة الأحواز للإحتلال الايراني؟

-قد نستطيع ان نفصل السؤال الى شقين، الأحواز كواقع سياسي واجتماعي وجغرافي، والأحواز بعنوان ملف ساخن وهام ورابح وضامن لمستقبل أمن الأمة الإسلامية بعربها وعجمها، لكنه لم يعتنى به كما يستحق.
والأحواز كواقع سياسي وإجتماعي وجغرافي، اليوم مهددة بمشاريع التفريس، التي تجري على قدم وساق من قبل دولة الإحتلال الفارسي. فنشاهد دولة ايران بين حين وأخر تدشن مشاريع نقل مياه أنهار الأحواز، من روافدها الى المدن الفارسية، والمراد بهذه المشاريع الاستعمارية التحكم بالماء بصفته كأحد أهم الأدوات الأمنية، والة ضغط ترتبط مباشرة بحياة المواطن الأحوازي بغية إخضاعه مقابل سياسات طهران الاستعمارية، وهذا الأمر يعد جريمة في القانون الدولي. وكذلك مشاريع نهب الأرض تحت مسميات مختلفة، ونرى هناك سياسات الهجرة الفارسية المكثفة الى الاحواز في عهد ما بعد الثورة 1979 حيث بدأت الهجرة الحديثة العهد منذ عام 1988 بعد ما وضعت الحرب الايرانية العراقية أوزارها واستوطنت قبائل من قومية (لك) في منطقة الفكة بغرب نهر الكرخة بمديرية مدينة السوس وتزامنا مع ذلك استوطن الايرانيون عدد كبير من الأكراد في المحمرة على ضفاف شط العرب، وهكذا استمر الوضع بنزول قبائل من قوميات مختلفة مثل اللور وغيرهم على الاراضي الاحوازية، ناهيك عن هجرة فرص العمل في المشاريع الاقتصادية والجيش الايراني والحرس والدوائر الحكومية وغيرها من شؤون.
كما تشن ايران حرب ضروس ضد العرب في الأحواز على المستوى الثقافي والاقتصادي والامني والسياسي والإجتماعي، تترجم هجماتها في تهميش العرب وإبعادهم من موطنهم ودمجهم قسرا في الثقافة الفارسية عبر التفقير والتجويع والملاحقات الأمنية، وتدمير بنية الأسرة العربية الأحوازية وتفكيكها، من خلال زعزعة القيم الإسلامية الأصيلة وتهشيم الأواصر العائلية.
وفي المقابل نرى أن شعبنا الأعزل يخوض معركة الدفاع عن الوجود على كافة المستويات التي ذكرتها وحقق هذا الشعب إنجازات عظيمة دون أي دعم يستحق الذكر، وإستطاع هذا الشعب عبر أنتفاضات سلمية وغيرها وحرب البحث عن الحياة عبر تأمين لقمة العيش وحراك ديني والعمل على إحياء ثقافته الأصيلة استطاع أن يواكب المرحلة، وللأحزاب وكافة المؤسسات الأحوازية بجميع توجهاتها دور هام في هذه المعركة المصيرية.
فنرى دولة الاحتلال عبر استحداث مشروع احتواء ثورة الأحواز قبيل إندلاعها، تحاول مستميتة على اجهاض الرأي العام الأحوازي، وإنحراف بوصلته، وتغيير الواقع السكاني، والتحكم بالشأن الثقافي، وشن حرب أمنية وسياسية واقتصادية، عبر ادواتها ومنتسبيها من بين ممن يتعاون مع الاحتلال، كي تقضي على كل ما تبقى، وكل ما قد ينتج من حراك أحوازي مضاد للإحتلال. وفي المقابل مع فائق الأسف نرى الاحزاب الاحوازية مكبلة الايادي نتيجة ثمة تباينات في الرؤى وعدم الشفافية بين قياداتها أو الخلاف على مستوى التطبيق، وساهمت الأحزاب بتضييع فرص دعم حقيقي في فترة حرجة يريد العالم وعلى وجه الخصوص دول الشرق الاوسط التخلص من شرور دولة الملالي.
ولهذا في حين نرى ان الشعب يتوحد بكلمته متحدياً الاحتلال في كل مناسبة سياسية واجتماعية نرى الاحزاب هنا في الخارج تتملص عن المسؤولية بشكل وأخر وكل يريد أن يقطف ثمار أي حدث لصالحه دون تحمل مسؤولية أي نوع فشل إن حدث. ويتناسون أن السياسي المبدئي الوطني المناهض لإحتلال بلاده لا يتعامل مع القضية في محطات معينة لمكتسبات خاصة وموسمية، وإنما يتحمل مسؤولية الفشل بكل بسالة كما يحتفل بتحقيق الانتصار أيضا.

يبدو هناك ثمة مسؤولية على عاتق الاحزاب فيما يتعلق بالتنسيق ووو.. ولماذا لم نرى ولا نسمع صوت وطني يوحد جهود ومقاومة الاحوازيين تجاه ايران؟

– بكل تأكيد أن جزء اساسي من المسؤولية تقع على عاتق الاحزاب، وقبل ذلك أشرت وأثنيت على جهودهم حيث للأحزاب دور في محاربة الاحتلال وإستمرار الحراك، لكن المشكلة هنا أن إنتاجات الاحزاب تتبعثر نتيجة عدم توحدهم في سياساتهم وتنسيق وتطبيق ما يتفقوا عليه، وهناك للعديد من السياسيين والمتسيسين طموح في غير محله، حيث لا يرى المرأ، ان قيادي احوازي لا يطمح الى أقل من قيادة كل الحراك منذ هذه اللحظة الى ماشاءالله، ولا يخفي أحدا من هؤلاء طموحه لقيادة الشعب وبناء دولة حسب رؤيته وهنا نرى هي الكوارث.
وحسب تطورات الوضع السياسي والتغييرات الدراماية والاصطفافات الخطيرة في العالم وعلى وجه الخصوص في الشرق الاوسط، أن اليوم الاحوازيون محكومون بضبط إيقاع صوتهم السياسي عبر تحديد سياسات معينة وتطبيقها عبر قيادة مركزية، والتي كل حزب يجب أن يكون جزءا منها وليس كلها وهذا أمر هام جدا. وأكرر؛ قيادة مركزية لكل الاحزاب يدرج فيها سهم معين لكل حزب ولا تكن ملك لأحدا ولا لحزباً ما.
كما أن هذا الأمر يجب أن يتضح ويهضم وينتهي ويحسم لدى ممن لديه طموح القيادة في غير محلها، أن لا وجود لمنظومة سياسية، منذ بداية خلقة العالم وتكوين الدول والحكومات حتى يومنا هذا، لا توجد دولة فيها عشرات رؤساء أو ملوك وماشابه ذلك، ولا وجود لكيان سياسي يقارع احتلالا ما وله عشرات رؤساء. والأحوازيين يجب ان يكبحوا جماح أنفسهم ورغباتهم ويحسموا الأمر مع أنفسهم عبر توحيد الخطاب السياسي وتداول العمل في إطارا ما.

ونعرف أن الاحوازيين أسسوا عدة كيانات مثل بعض المجالس والمنظمات ووو.. والجميع متفقين في الخطاب سوا الادبيات السياسية ولكن العديد فشلوا لسبب وأخر، واليوم هناك مشروع منذ سنوات قليلة يدعي الى إعادة الحقوق الشرعية لدولة الأحواز وفيه أحد أحفاد أمير الأحواز حين الإحتلال وهو علي الخزعل؟

-فشل الأحوازيين له دلالات عدة.. منها طموحهم هم انفسهم التي معظمها في غير محلها، وممارسة السياسة على أسلوب ادارة القبيلة والتعاطي القبلي، ومحاولات الاحتلال وتنفيذ سياسات الدولة الفارسية المحتلة عبر العملاء في الوسط التنظيمي. وأما موضوع إعادة الشرعية ليس بسهل وهنا أمامنا فلسطين التي معها معظم العالم، ولحد الان لا نرى قبول حقوقي تام ومتكامل لدولة اسمها فلسطين ولهذا يتم التلاعب بقضية أهلنا في فلسطين وتتقطع أرض الفلسطينيين وتنتهك جميع حقوقهم. ولشعب الأحواز بكل الثقة كل الحق في إعادة شرعية كيانه ولكن لا على المستوى الحقوقي ولا على مستوى الإنتباه الاقليمي العربي لم يحظى هذا المشروع لحد الان بتحقيق شيء يستحق وظلت جهود الاستاذ علي جابر الخزعل لحد يومنا هذا ظلت على حد إعادة العلاقات التاريخية بين بيت الشيخ خزعل وبيوت الملوك والأمراء في بعض البلدان العربية، وعلى المستوى الغربي ايضا نرى ان الجمهوريين في اميركا أعلنوها لوفد إعادة الشرعية لدولة الاحواز ان الموضوع يجب متابعته في إطار ايران، بمعنى أخر لا للجمهوريين الامريكيين رغبة في فتح ملف الأحواز حتى الان، وقد تتغير وجهة نظرهم في المستقبل.
ولكن الأهم من هذا أن لا العرب ولا الامريكان أو غيرهم لا لديهم ما يمنعهم من دعم الاحواز غير المصالح، ولا توجد قوانين ثابتة تجاه جميع قضايا العالم بما فيه قضية الأحواز، سوا بعض المعاهدات الأمنية بين الدول، كما أن السياسة أمر سيال وتتغير حسب المصالح ولا توجد قوانين تمنع الشعوب من إعادة شرعية حكمها على أرضها وبناء دولها، وعلى العكس هناك قوانين دولية واضحة تدعم توجه الشعوب للخلاص من الاستعمار وبناء دولها دون وصاية الاخرين وفي هذا الإطار من هو الأقوى يستطيع أن يزيل الغبار عن ملف بلاده في أروقة السياسة الدولية ويرغم الأخر المستعمر والدول المحيطة بالاعتراف به ككيان مستقل أو كيان حكم ذاتي أوغير ذلك، مستمدا إنشاء كيانه من القوانين الدولية.
وهنا بالرغم عن مكتسبات هيئة اعادة الشرعية ورغم عدم التطور االسريع والملفت في هذا الملف الهام، يتضح لنا دور شخصيات مثل علي الخزعل، وعلى الأحوازيين إغتنام فرصة تواجده بينهم حيث هناك لخزعل دور ومساحة نفوذ وعلاقات وتاريخ سياسي عائلي لا يحظى به أي سياسي أحوازي اخر، وهذه هي الفرصة وهنا لابد أن أوضح أن تواجد علي الخزعل على رأس هرم مشروع إعادة شرعية دولة الاحواز لا يعني العمل على بناء دولة عائلية، أو كما يعتقد البعض إعادة حكم بيت الشيخ خزعل وإنما هنا الموضوع توظيف التاريخ والعلاقات والامكانيات والشخصية الحقوقية لعلي جابر الخزعل بصفته وريث حكم الأسرة، وحين تحقيق المشروع في وقتها كل الحق للأحوازيين في تعيين نوع نظام الدولة ومؤسساتها.
ودعما لهذا الرأي أوصي السياسيين الأحوازيين بتبني البراجماتية والابتعاد عن المثالية وطرد الديماغوجية من الساحة السياسية والتعاطي مع مشروع إعادة شرعية دولة الاحواز وعلي الخزعل برحابة، حتى يكسبوا ود وثقة ستة دول ملكية خليجية جارة وتعتبر جميعها عمق الأحواز الستراتيجي وكذلك دول ملكية عربية أخرى ذات أهمية حيث تبني أي مشروع أخر من قبل الاحوازيين هو بمثابة إستفزاز لأنظمة حكم أبوية تحارب وحاربت معظم التغيرات السياسية التي قد تضر بالحكم الملكي القائم في الدول ذاتها أو بالقرب منها وفي جوارها.
وفي حين توحيد الصوت السياسي الاحوازي عبر كيان واضح المعالم وشفاف في عمله مع الاحزاب هنا ممكن الحصول على دعم حقيقي وممكن للأحوازيين تغيير وجهة نظر الاخرين وإقناعهم للدعم الستراتيجي الدائم حتى تحرير الانسان والارض الاحوازيين من عبودية ايران واستعمارها لبلادنا، وإلا سيتم استغلال بعض الاحوازيين للتوظيف الأمني من قبل هذا وذاك قبالة رواتب معينة أو دعم خجول عبر الاعلام وغيرها من شؤون وهذا يجلب لقضيتنا وتنظيماتنا الويلات من التجسس والاستفزاز الخ..

ولكن هناك من حصل على دعم؟

-الدعم ذلك لا يذكر ولا يعد رقماً مقارنة بقضية بحجم قضيتنا، وعلى الاطلاق لم يكن دعم ستراتيجي وإنما كان دعم تكتيكي موسمي وأمني في إطار استفزاز إيران وليس على نية وقناعة تامة مدروسة لإعادة بناء دولة الأحواز التي احتلت منذ اقل من قرن، وإنما الموضوع ضغط موسمي ولا أكثر.
وهذا النوع من الدعم التكتيكي هو أكبر دليل على أن الداعم لا يطمح الى بناء دولة الأحواز، وكذلك المدعوم ربما لم يعي بعد أن الموضوع أمني بحت وليس ستراتيجي ولم يكن هدف الداعم خلاص الضفة الشرقية من الاحتلال الايراني. وإستمرار هذا النوع من الدعم بمعنى التدخل الأمني في شؤون الأحواز وهذا يجلب كوارث كبيرة دون نتيجة تذكر لصالح القضية ونتمنى من الداعم أن يعي خطورة الوضع ونطلب منه أن يعطي نفسه فرصة دراسة الدعم الستراتيجي لقضية الأحواز، حيث طهران لاتزال مستمرة في مشروعها النووي الرامي لإنتاج القنبلة النووية وهدفها السيطرة التامة على مضيق هرمز ومضيق باب المندب ولا تخفي رغبتها بذلك، وبكلمة؛ الهدف بناء إمبراطورية فارسية تذوب فيها دول مثل افغانستان وسوريا والعراق ولبنان واليمن وحتى الضفة الغربية للخليج العربي. كل هذا التطور الهام أصبح اليوم واضح ومدعوم من قبل الغرب والهدف هو تفتيت السنة عبر الشيعة كما تم تفتيت الكاثوليك عبر البروتستانت، ومن ثم خضوع المسيحية تامة على يد الليبرالية والرأسمالية الطليقة العنان، هذا التطور الخطير المدعوم غربيا برأيي يستوجب على المفكر الستراتيجي العربي كي يلقي النظر ليس على ملف الأحواز وحسب وإنما يدرس ملفات الشعوب غير الفارسية في ايران كافة ويعمل على دعهما ستراتيجيا وليس تكتيكيا وموسميا، كما عملت اسرائيل منذ ستينات القرن الماضي حتى يومنا هذا في ملف الاكراد حيث نرى دعم اسرائيل واضح وجلي ولا غبار عليه منذ القرن الماضي ولجميع اجزاء كوردستان في تركيا وايران وسوريا والعراق، ناهيك عن دعم اللوبي الاسرائيلي في امريكا لمشروع كوردستان.
ويجب التذكير أن مشروع الامبراطوية الفارسية لن ينتهي بنهاية حكم الملالي كما يروج البعض من المعارضة الايرانية وغيرهم، وإنما له تاريخ عمره 2500 عام، وأي نوع من الحكم يقود إيران في المستقبل هو محكوم بالتمدد على حساب دول الجوار والتدخل في شؤونها، حيث عدم التمدد سيكون بمثابة النهاية للحكم الفارسي في ايران ونهاية إستغلال الشيعة العرب على يد الفرس وهذا يعني نهاية حلم الامبراطورية الفارسية، وهذا ما تخشاه ايران حيث كل هويتها وكيانها ووجودها السياسي وحلمها مبتني على ركنين أساسيين أي اللغة الفارسية والمذهب الشيعي الاثنى عشري.

وهنا أسئلك بشكل أخر واكثر وضوح، يتسائل البعض أن هل مشروع إعادة الشرعية يطمح لإعادة حكم بيت الشيخ خزعل؟

-تحدثت مع علي الخزعل ساعات مطولة حول الموضوع في اجتماعات، كما اجتمع هو مع العديد من الاحوازيين في التنظيمات ولم ألمس هذا في شخصيته ولا أرى فيه طموح من هذا النوع.
وإن كان لديه طموح ويستطيع أن يحقق إعادة الشرعية فأين المشكلة؟ والأهم من ذلك لماذا نحاكم الناس مسبقا وحسب تكهناتنا وتحليلنا الخاطيء؟ من ثم اليس إعادة الحكم الملكي في الأحواز أفضل من إستمرار الإحتلال؟ وهل لا يعرف الأحوازيين أن الدول الملكية أكثر دول في العالم استقرارا ونمواً على المستوى الاقتصادي وأكثر تطورا من غيرها؟ .. أين المشكلة إن بنى الاحوازيون بلدهم على شاكلة ملكية دستورية وجميع السلطة للشعب ويبقى عندنا أمير أو ملك أو سلطان بعنوان رمز وحدة البلاد خاص ونحن مجتمع يقدر الحكم الملكي نتيجة بيئتنا التربوية المستمدة ثقافتها من حكم القبيلة. ومن جهة أخرى إن أراد الشعب أي حكم من نوع أخر فله كل الحق ببناء دولته ومؤسساتها حسب ما يراه مناسب، فأما اليوم علي الخزعل ومشروع اعادة الشرعية يجب ان يكونا لنا بمثابة الدليل للوصول لمحطة معينة وهي توحيد الخطاب وادارة العمل والخ..
إذن ترى في مشروع إعادة الشرعية حل لقضية الأحواز؟
لدي أمل كبير بالمشروع ولكن أعرف أن المشروع ينتقصه الكثير ويجب أن يخرج من هذا الحالة التي وقع بها منذ بدايته. أرى أن من واجب علي الخزعل أن يدعي جميع القيادات في الأحزاب الأحوازية على طاولة حوار، وجه لوجه، وليس لقاءات عبر التلفون والانترنت، ويساهم الجميع بكل شفافية ويشرح كافة الأمور وكذلك يتم صياغة المشروع بمساهمة جميع القيادات ووضعه أمام حقوقيين دوليين مختصين بالأمر للتدقيق الوافي، ويتم تبني الأمر بشكل جماعي من قبل الاحزاب ومن ثم إن احتاج الأمر أن تعمل الأحزاب على إصلاح أو تطوير مشاريعها الحزبية في إطار نفس سياسات المتفق عليها في مشروع إعادة الشرعية، وهكذا يتم تعيين لجان لصياغة السياسات الشاملة وتطبيقها في التنظيمات وفي هيئة إعادة الشرعية بتواجد فاعل لمندوبي كافة الأحزاب.
وأكرر أن هنا نكسب مكسب هام وأهم ما يطمح له أي أحوازي وطني وهو تكوين إدارة موحدة أو ما تعرف بالوحدة بين الأحوازيين بعيدا عن المنافسات والتسابقات غير اللائقة وهذا أهم مكسب وخطوة تاريخية لنتقرب نحو تحقيق كافة حقوق الشعب العربي الأحوازي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنويه : ان ما جاء في هذا اللقاء يعكس آراء الأخ نوري حمزة  بصفته الشخصية

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى