انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » ذكرى تأسيس إذاعة صوت الثورة الأحوازية الخالدة

ذكرى تأسيس إذاعة صوت الثورة الأحوازية الخالدة

ahwaz Radio

في مثل هذا اليوم وهو الثامن والعشرين من تشرين الثاني (( نوفمبر )) 1982 – الذي صادف يوم الأحد من الاسبوع في حينها – إنطلق الصوت الأحوازي الثوري المدوّي عبر إذاعةٍ أحوازيةٍ ثوريةٍ أطلق عليها آنذاك إسم ((إذاعة صوت الثورة الأحوازية)) إلى الآفاق ليقول للعالم أجمع:

((ثورتنا مستمرة ولن تتمكن كوابح محاولات الاحتلال الفارسي اللئيم وحلفائه وعملائه من إيقاف عجلة استمرارها، ولن تتوقف من الدوران إلا بتحرير الأحواز من هذا الاحتلال)).

هذه الاذاعة والتي تأسست بداية الحرب التي  فرضها نظام الاحتلال الفارسي على العراق الشقيق بقيادة خميني – الذي أصر على استمرارها لثمانية سنوات وحصدت أكثر من مليون إنسان من أبناء الشعبين بسبب هذا التعنت الفارسي المنطلق من الحقد الدفين والكراهية التاريخية على العروبة – كانت تسمى((إذاعة صوت القادسية الثانية))،ولكن وفي مثل هذا اليوم الأحد المصادف 28/11/1982 أهدى العراق الشقيق،عراق العروبة والمجد والتأريخ التليد، هذه الإذاعة لأشقائه أبناء الشعب الأحوازي عن طريق ممثلهم الشرعي والوحيد ((آنذاك)) وهي الجبهة العربية لتحرير الأحواز لتكون صوتهم المعبر عن آرائهم وطموحاتهم التحررية والداعم لثورتهم التي يريدون بها تحرير الأحواز من الإحتلال الفارسيليبثوا خلالها أخبار ثورتهم التحررية وأخبار شعبهم والظلم والجرائم والتنكيل والإعدامات التي يتعرضون لها من قبل نظام طهران إلى العالم أجمع، حيث حولت قيادة الجبهة العربية مهمة متابعتها ومتابعة جميع شؤونها وشؤون العاملين فيها إلى اللجنة الاعلامية في الجبهة العربية لتحرير الأحواز،بعد أن قررت ومنذ ذلك التاريخ تغيير اسم الإذاعة من صوت القادسية الثانية إلى إسم جديد يتناغم ونضال شعبنا الأحوازي وهو: ((إذاعة صوت الثورة الأحوازية)).

كان أول مدير وآخر مدير لهذه الإذاعة منذ تأسيسها وحتى إيقاف بثها إضطراريا في شباط عام 2003 – أي قبل احتلال العراق من قبل أمريكا ونظام الاحتلال الفارسي بشهر واحد فقط – هو الشاعر الوطني الكبير والأديب المعروف والثوري النقي والمخلص لعروبته وأمته العربية  الاحوازي – العراقي  المرحوم الأستاذ ضياء الدين عبد المحسن الخاقاني – أبو بهاء.

المرحوم ضياء الدين الخاقاني إضافة إلى إنه أخذ على عاتقه إدارة هذه الإذاعة، إلى انه كان له برنامج ثابت يذاع بصوته الجهوري والمؤثر وهو برنامج(( إفتتاحية الإذاعة )) والذي كان يعده بنفسه، هذا البرنامج الذي كان يتحدث عن الثورة الأحوازية وشؤون الأحوازيين عموما كان يتطرق أيضا إلى ما يدور في الساحة الإيرانية من تناقضات سياسية ودينية ومن ظلم واضطهاد وقتل واعدامات بحق أبناء الشعوب غير الفارسية وعلى رأسهم أبناء شعبنا الأحوازي المقاوم للإحتلال الفارسي، ونتمكن أن نقول عنه بأنه كان برنامجا تحليليا للأحداث اليومية التي كانت تجري آنذاك خاصة وان الحرب المفروضة على العراق من قبل نظام الاحتلال الفارسي كانت في بداياتها، وكانت الأحداث متسارعة ومتجددة كل يوم، فكان هذا البرنامج برنامجا ذا أهمية لدى مستمعي ومتابعي هذه الإذاعة.

كانت إذاعة صوت الثورة الأحوازية تعجّ بالعاملين الأحوازيين والأشقاء العراقيين من معدّين ومقدمي برامج يومية وأسبوعية وفنيين وفنانين، وإضافة إلى برنامج افتتاحية الإذاعة للمرحوم الشيخ ضياء الدين الخاقاني كانت هناك برامج سياسيىة وثورية منوعة تبث من هذه الإذاعة الوطنية الثورية الأحوازية وهي كالآتي:

1 – برنامج  (( الحقائق تثبت أن الاحواز عربية ))وهو من اعداد وتقديم الإعلامي والأديب المؤلف المرحوم الأستاذ (( شاكر العاشور ))  وكان يتناول فيه كل ما يثبت عروبة الاحواز من خلال الكتب التاريخية التي تتحدث عن الاحواز أو الكتب التي تتناول الاراضي العربية في الخليج العربي بساحليه الجنوبي والشمالي والتي كان يستعيرها من مركز دراسات الخليج العربي التابع لجامعة البصرة، حيث إنّ هذا المركز (( كان ))مليئابالكتب والوثائق التي تثبت عروبة الأحواز والخليج العربي، وكذلك كان يستعين بمكتبة الشيخ ضياء الدين الخاقاني الخاصة، حيث أصبح هذا البرنامج برنامجا مهما وناجحا آنذاك.

2 – برنامج (( دواوين سلفنا ))،وهو برنامج فكاهي سياسي بامتياز وكان من أشهر البرامج آنذاك، وكان يعده ويقدمه الإعلامي الكوميدي المعروف على مستوى العراق والوطن العربي ببرامجه السياسية الفكاهية وأسلوب نقده وتعليقه الرائع وهو المرحوم الأستاذ (( علي الأطرش ))الذي كان يقدم برامج عديدة باسلوبه الخاص من اذاعة بغداد قبل هذا البرنامج.

هذا البرنامج الذي كان يدخل المرحوم علي الاطرش الى الاستوديو من أجل تقديمه لم يُكتب في يوم من الايام على ورق، بل ان هذا الشخص رحمه الله والذي كان ذو قدرة وموهبة قل نظيرها كان يعد البرنامج تلقائيا مع نفسه ويهيئ ما يريد اذاعته دون حاجة للكتابة، وكان متمكنا على جلب المتابعين والسامعين للإذاعة بشكل لا يصدق، حيث ان اسلوبه الفكاهي أصبح اسلوبا فريدا من نوعه.

وكان البرنامج هو واحد من أهم البرامج الشعبية التي كان لها متابعين ويتفاعل معها الناس.

3 –  برنامج (( حچاية التنگال ))،ومعناهباللغة العربية الفصحى (( الحديث المتداول ))،هذا البرنامج  كان من اعداد وتقديمالمناضل الاحوازي والشاعر المعروف وصاحب الصوت المميز المرحوم (( الحاج سلسبيل عمار الفيصلي – أبو فؤاد ))، وهو عم المناضل الكبير والبطل الهمامفوزي رفرف عمار الفيصليعميد الأسرى الأحوازيين.

 كان برنامج حچاية التنگال أو الحديث المتداول برنامجا شعبيا بامتياز، وكان يخاطب الجماهير الاحوازية في داخل الوطن السليب وخارجه بأسلوب خاص يحثهم من خلاله على استمرار وديمومة الثورة ومقاومة الاحتلال الفارسي بكل ما يستطيعون فعله وبكل أشكال المقاومة.

 كانت تعتمد مادة هذا البرنامج اليومي على معلومات المعد والمذيع الشخصية من خلال تجاربه السياسية والنضالية والاجتماعة في داخل الوطن السليب وخارجه، وأيضا على الرسائل  التي كانت تصل اليه من الداخل والخارج وبطرق مختلفة، لان البرنامج كسب شعبية وصدىً واسعا بين الناس خصوصا وإن المرحوم الحاج سلسبيل الفيصلي الذي كان يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء شعبنا الأحوازي على نطاق واسع خاصة في مدن عبادان والمحمرة والاحواز العاصمة، كان يقدم البرنامج بلهجته الاحوازية المميزة وكان يختتمه بعبارته الشهيرة التي باتت معروفة للجميع وهي (( بيت الظلم ما يدوم ))،وأصبحت هذه العبارة تتردد على ألسن الأحوازيين والعراقيين ممن كان يتابع إذاعة صوت الثورة الأحوازية حتى انها اقترنت باسمه ، وكان كلما ذكره الناس في مجلس من المجالس يتذكرون تلك العبارة المميزة والشهيرة له رحمة الله عليه.


4 – برنامج (( أبو غيدة ))
وهو كان من تقديم الثنائي المناضلعودة النيسي(( أبو ابراهيم ))أو كما كان يطلق عليه في البرنامج(( أبو غيدة )) المعروف بناضله لدى الأحوازيين وبمهنته مهنة التعليم في الاحواز،وزوجته المناضلة (( أم ابراهيم – أم غيدة )).

هذا البرنامج وهو من إعداد المناضل عودة النيسي كان يتحدث عن سياسة التفريس المفروضة على شعبنا من قبل الإحتلال الفارسي، حيث كان يسلط الضوء على الجانب المهم من هذه السياسة العنصرية وهو محاولة القضاء على الثقافة والتقاليد والعادات العربية، وكان يذاع مرتين في الأسبوع، وكانت له متابعة وآذان صاغية عند بثه من قبل جماهير شعبنا الأحوازي، وأصبح أبو غيدة وأم غيدة حديث كل مستمع إلى إذاعة صوت الثورة الأحوازية لأهمية هذا البرنامج الذي استقطب كثيرا من الناس لما لعودة النيسي أبو ابراهيم وزوجته ام ابراهيم  من اسلوب رائع في التقديم، حتى انهم تمكنوا من ترسيخه في أذهان أبناء الأحواز من جيل تلك الفترة المهمة من نضال شعبنا الاحوازي.

5 – برنامج (( في طريق الهدى ))،وهو برنامج ديني مهم كان يؤذي النظام الفارسي، نظام دجل الملالي الفرس كثيرا، لأنّ الذي كان يقدمه (( رجل دين ))معروف وكان يؤم المصلين في البصرة آنذاك، وليس من الضروري ذكر اسمه مادمنا لا نعرف عنه وعن ظروفه حاليا أي شئ، حيث ان هذا الرجل كان يحاجج ملالي طهران بلغة رجال الدين وبالقرآن والأحاديث النبوية وأهل البيت والصحابة أجمعين وبأدلة دامغة وكان يحرجهم أيما إحراج، وكان يخاطب ويحث الناس بالواجب الشرعي على القيام ضد الظَلَمة والطاغين حكام طهران، وكان يدعوا الأحوازيين وبالإلحاح الشديد على استرداد حقوقهم المغتصبة وتحرير أرضهم من الغاصبين، وانه كان يحرّم الصلاة في الأحواز على المغتصبين من رجال سلطة ومستوطنين من غير أصحاب الأرض الشرعيين طبقا لشريعة الإسلام، لانهم احتلوا هذه الأرض العربية بقوة السلاح ولم يدخلوها بموافقة اهلها او في حالة سلم.

 

 6 – برامج (( ألشعر والنداءات الثورية والتمثيليات واللقاءات))،وهي من البرامج التي لم يحدد لها يوم بعينه أو فترة معينة وكانت برامج غير ثابتة، وكانت من اعداد وتقديم الشاعر والمذيع والاعلامي الاحوازي المعروف  (( فؤاد سلسبيل الفيصلي – أبو رسالة))، وكان يلقي فيها أشعارا وطنية وثورية ونداءات حماسية مقرونة بأبيات وطنية لكبار الشعراء العرب تحث على المقاومة والثورة والوقوف بوجه الاحتلال، وكانت تقدم بصوت ثوري وحماسي من قبل المذيع، حيث انه كان يلهب بها حماسة الاحوازيين في الداخل، إضافة إلى إجراء لقاءات مع شخصيات عراقية وعربية سياسية واجتماعية وفنية عديدة، وكان آخرها لقاء مع الفنان العراقي المعروف ((سعدون جابر))يتحدثون فيها عن الاحواز والارتباط الاخوي بينهم وبين الشعب الاحوازي… وأيضا قام بكتابة تمثيلية (( زينة ))والتي أهداها للشهيد ((فيصل الباوي))حيث قام بأداء دور البطولة فيها وشاركه عدد من الفنانين العراقيين بأداء بقية الأدوار، حيث أخذت هذه التمثيلية شهرة وصدىً واسعا بين الناس… ناهيك عن أنه كتب ومثّل العديد من المقاطع التمثيلة، وأشعار مقرونة بموسيقى تناسبها، أو إلقاء أشعار يؤديها بشكل تمثيلي بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات العراقيات.

هذا إضافة إلى عمله كمذيع أول في إذاعة وتلفزيون بغداد باللغة الفارسية ضمن البرامج الموجهة إلى إيران آنذاك خاصة في فترة الحرب المفروضة على العراق الشقيق من قبل نظام الاحتلال الفارسي.

 7 – برنامج (( چلمات لأهلنا ))وهو من اعداد عودة النيسي وتقديم زوجته (( أم ابراهيم ))، وكان يتحدث عن المرأة الأحوازية ونضالها ومشاركتها الثورة مع أخيها الأحوازي ضد الاحتلال الفارسي وتربيتها الأجيال الثورية وتغذيتهم حب الوطن والنضال ومقاومة الاحتلال حتى تحريره، حيث إن هذا البرنامج أعطي للمرأة الأحوازية حقها ومكانتها في تاريخ النضال الأحوازي.

8 – برنامج (( سوالف ناعمة ))،وكان من اعداد وتقديم (( ش – خ  ))شخص اسمه معروف لدينا وليس من الضروري ان نذكره هنا لأنه في العراق وفي متناول الميليشيات التابعة لنظام الاحتلال الفارسي، وكان يتطرق فيه وبشكل فكاهي إلى ما يدور في ايران من مشاكل وفضائح للساسة الفرس، أي الملالي في قم وطهران ومن لف لفهم.

9 – برنامج (( مقالات مجلة الأحواز – صوت المناضلين العرب الأحوازيين ))،وكان يعده  ويقدمه المرحوم الأستاذ (( شاكر العاشور ))، حيث ان مجلة الاحواز كانت تنشر مواضيع شتى ومنها مواضيع متسلسلة كان من الضروري ان يطلع عليها المواطن الاحوازي في الداخل لانها كانت مهمة جدا وترتبط بتاريخ ونضال شعبنا الاحوازي المقاوم للاحتلال الفارسي، ومن هذه المواضيع المتسلسلة هي:

1 – الظلم الفارسي لشعبنا العربي في الاحواز المحتلة… حلقات متسلسلة كان يكتبها احوازي مارس مهنة التعليم في الاحواز.

2 – أبعاد الحرب النفسية الفارسية ضد الانسان الاحوازي

3 – شبح الفاشية حقيقة في ايران

4 – الدين الاسلامي وخزعبلات الملالي التي تنسب للدين من أجل تشويه سمعة المسلمين ومحاربة الدين الاسلامي الحنيف.

10 – برنامج (( لقاءات مع الأحوازيين عبر الأثير ))،كان يجري هذه اللقاءات عودة النيسي مع المواطنين الاحوازيين الذين كانوا متواجدين في مناطق سكناهم المنتشرة في جنوب العراق وكان له صدىً واسعا بين الجماهير الاحوازية في الداخل والخارج حسب التقارير التي كانت تصل الى الاذاعة.

11 – برنامج (( استعراض ما ينشر في الصحف والمجلات الإيرانية ))،وكان يقدمه المرحوم الاستاذ (( شاكر العاشور ))، ولكن عودة النيسي كان يقوم بمهمة ترجمة ما يراد بثه من الصحف والمجلات من الفارسية الى العربية.

هذا إضافة إلى التمثيليات التي كان يكتبها المناضل عودة النيسي، وكان يقوم بتمثيلها واخراجها شريحة من الفنانين العراقيين القدامى والمتقاعدين والتي كان لها الاثر الكبير في نفوس الاحوازيين.

بارك الله بكل جهد وطني اعلامي بذل ويبذل من أجل الأحواز ثورة ووطن وشعب في ذكرى تأسيساذاعة صوت الثورة الاحوازية متمنين أن يُكمل الإعلاميين الأحوازيين من الشباب المشوارالإعلامي المهم الذي بدأه إعلامييوهم الرواد من الأموات والأحياء وعلى رأسهم المناضلين:

المرحوم الشيخ ضياء الدين عبد المحسن الخاقاني – أبو بهاء

والمرحوم الحاج سلسبيل عمار الفيصلي – أبو فؤاد

عودة النيسي – أبو ابراهيم أو أبو غيدة وزوجته أم ابراهيم أو أم غيدة

وفؤاد سلسبيل الفيصلي – أبو رسالة.

نقلا عن: موقع الجبهة العربية لتحرير الاحواز.

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى