انت هنا : الرئيسية » اخبار » لا جديد في ما قاله نوري زادة

لا جديد في ما قاله نوري زادة

برفقة الصحفي الاحوازي يوسف عزيزي حضرت اجتماع في وزارة الداخلية الايرانية وذلك فی العاشر من شهر تشرين الأول 2002 ، وقد حضر الإجتماع المرحوم الدكتور جواد هيئت من الأتراك وعدد أخر من نشطاء الشعوب غير الفارسية، وكذلك ثلة من أساتذة الجامعات الايرانية. وكان حينها موضوع الاجتماع “النقاش حول حرية عمل الاحزاب القومية من عدمها “.

سوى المشاركين من بين نشطاء الشعوب غير الفارسية وكذلك عدد أقل من أصابع اليد الواحدة من اساتذة الجامعات، كان معظم المتحدثين في الاجتماع قد رفضوا تصريح الحكومة الايرانية بحرية العمل للأحزاب القومية أي أحزاب الشعوب غير الفارسية، وفي إطار الموضوع تطرق البعض الى ما توجد من عوائق امام تنفیذ بعض المواد المجمدة من الدستور الايراني كالمادة  الـ 15 التي تسمح لغير الفرس التعلم بلغة الأم بموازات اللغة الفارسية.

وقال حينها احد خبراء الداخلية الايرانية؛ قدم نشطاء الشعوب غير الفارسية طلبات عدة لتدريس لغة الأم في مناطقهم غير ان العرب لم يتقدموا بطلب التعليم بلغة الأم في المناطق العربية، أي في الاحواز، ولذلك في حال تنفيذ المادة الـ 15 لم يشمل العرب هذا الموضوع!!

وجاء الرد من قبل عزيزي حينها حيث قال؛ لا ليس كذلك وإنما العرب هم اول من تقدم بطلب التعليم باللغة العربية، وأردف؛ نشر نشطاء العرب رسائل وبيانات عدة في الصحافة الفارسية طالبوا عبر رسائلهم وبياناتهم تدريس اللغة العربية في كافة المناطق التي يقطنونها. ولكن رجع الرجل ذاته وكذلك زميله الذي كان جالساً بجنبه وتوأماً كرروا؛ لا .. لم يتقدم العرب بطلب لتدريس اللغة العربية!

توجهت في حينها الى يوسف عزيزي وقلت له يبدو أن تنفيذ القانون بحق العرب يحتاج لطلب خاص، الأمر الذي لا تحتاجه الشعوب الاخرى!

انتهى اللقاء ولم نرى حتى اليوم لا حرية عمل للأحزاب، ولا تنفيذ المادة الـ 15، ولكن شاهدنا إنشاء الكثير من القوانين القاسية المراد من تنفيذها القضاء على الوجود الأحوازي برمته.

وأما اليوم.. نرى أن يطل علينا عليرضا نوري زادة، كي يعيد بنا الى عام 2002 ويؤكد لنا وبكل وضوح؛ أن في المستقبل لا للأحوازيين منطقة فدرالية ولا حكم ذاتي ولا ولا.

المعروف عن نوري زادة أنه يظهر على قناته وبالفارسية يذم بكل ما هو عربي  ويرجع يطل على القنوات العربية كي يمجد بحنكة العرب وعلاقاتهم بالجوار غير العربي ويتحدث عن الأخوة الفارسية – العربية ويذم بالثيوقراطية الحاكمة في طهران!

 وتزامناً مع ذلك وفي اجتماعات خاصة بين الفرس الناشطين في اللوبيات الفارسية في الولايات المتحدة وأروبا يبحث بجانب رفاقه عن طرق مختلفة على إضعاف التحالف العربي الاسلامي لمكافحة الارهاب، ويأتي بموازات ذلك ويطل على العرب عبر قناة العربية كي يتحدث عن الأمل بتصحيح مسار العلاقات العربية – الفارسية، ويبشر بايران صديقة دون حكم ولي الفقيه!!

والمضحك المبكي ان مازال العرب وعدد من الأحوازيين كذلك لم يدركوا العقلية الفارسية بعد، حيث أن لم ولن تتغير هذه العقلية بتغيير الحكم في ايران على الإطلاق، ويراد بالفارسي أن يبقى هو المعادي لكل ماهو عربي. شاء من شاء وأبى من أبى.

 وهكذا مستمر نوري زادة في تلفيق مقالات زاعماً أنه كتبها بناءاً على معلومات سرّية حصل عليها من مكتب المرشد الايراني والاف الاكاذيب الاخرى، ويشق طريقه متجولاً بين العواصم العربية وفي أروقة القصور الملكية، دون أن يعي العرب أن هذا الشخص والعديد من أمثاله هم أخطر بكثير من خامنه اي ولي فقيه الدولة الفارسية، حيث خامنه اي يتظاهر بعدائه ويتجاهر به دون أي تحفظ ويبعث بجيوشه لتمزيق واحتلال الاوطان العربية علانية، ولكن نوري زادة وأمثاله هم الشق الأخر في جبهة الفرس ضد الاوطان العربية، ولا نعرف حتى يومنا هذا متى يعي صنّاع القرار في العواصم العربية كي يغلقوا أبواب بلدانهم أمام المندسين، ومتى يفيق البعض من الأحوازيين من سباتهم؟

وكما جاء آنفاً، ظهر نوري زادة قبل ايام على شاشة قناته الخاصة، التي تم انشائها باموال عربية خليجية، وتطرق الى الاحواز حيث قال؛ اذا حدث يوما ما وأقيمت في ايران دولة لامركزية، فليس للعرب الاحوازيين أي أمل على الحصول حتى على ابسط حقوقهم  كـ ادارة مناطقهم، بينما يحق لكل الشعوب غير الفارسية الاخرى ان يشيدوا ادارة مناطقهم بأنفسهم وبقيادتهم، دون وصاية من طهران.

لا جديد لنا في ما نقله نوري زادة ولا مفاجئة في هذا الكلام لدى العديد من الأحوازيين، والمعروف لنا عبر فهمنا من سلوك الفرس، أن العقلية الفارسية لم ترتقي بعد ويراد بها ان تبقى تراوح في مكانها على مدى الزمن حيث تتغذى هذه العقلية من استمرارية عدائها للعرب مع فائق الأسف.

 فأما عما قاله نوري زادة حول مستقبل ايران يمكن قرائته وتفسيره وذلك تذكيراً لبعض أخوتنا الأحوازيين الذين يحلمون أحلام وردية في مستقبل ايران الصديقة لكل العرب وجسر تواصل الأمة العربية مع الشرق وإيران التعددية الديمقراطية اللامركزية.

فنقول لهم نرى في هذا الحديث ما يلي؛ أن الجميع اليوم لديه يقين تام أن ايران وسطوتها المركزية اصبحت من الماضي والتغيير القادم أصبح مسئلة وقت لا أكثر، ولهذا جاء نوري زادة وأمثاله كي يسبقوا الاحداث ليغلقوا الطريق على الاحوازيين ، حيث للعرب والجغرافيا العربية الاحوازية وضع خاص جداً.

كما أن حديث هذت الشخص في هذا الوقت جاء على اثر انتشار الوثيقة المسربة التي كشفت للعالم اساليب ايران فيما يتعلق بعملها على طمس الوجود العربي في الاحواز، حيث قبل ذلك كان نوري زادة يصر على تكذيب الوثيقة السابقة التي انتشرت في 2005 والصادرة من مكتب رئيس الجمهورية السابق محمد خاتمي والتي كانت تنص على تغيير التركيبة السكانية في الاحواز، ولكن الفضيحة السياسية، أي الخطة الاجرامية الايرانية الجديدة المعنونة بـ “طرح جامع امنيتي استان خوزستان”  التي جاءات كي تجلب الويلات بحق العرب وتجتث الوجود العربي من ارض الاحواز، لم تفسح له المجال حتى يستمر بنفس النهج السابق ولهذا جاء متقدماً ومتماشياً ومنادياً ومبشراً ومؤكداً على سياسة الدولة الفارسية في امحاء الوجود العربي في الاحواز.

ويريد نوري زادة، ضمن سياسة السلطة الايرانية القادمة ان يحرض جميع الشعوب غير الفارسية ضد العرب الاحوازيين من أجل توسيع الجبهة المعادية للعرب كي تستمر الدولة الفارسية وهي مدعومة من قبل كل الشعوب غير الفارسية حتى تقضي على الوجود العربي.

وكذلك ما جاء على لسان نوري زادة حول الاحوازيين وأبسط حقوقهم في المستقبل، لم يكن رأيه هو فحسب، وإنما هذا رأي المعارضة الفارسية والنظام الحاكم في طهران بنفس الوقت، حيث منذ سنوات وتروج ايران بين صفوف نشطاء الشعوب غيرالفارسية هذه الشائعة؛ ان الجميع سيحصل على حقوقه وما على المعارضة غيرالفارسية سوى الاصطفاف في جانب طهران ضد الاحواز، وبالمقابل نرى أن العدد الاكبر من قيادات الشعوب غير الفارسية لم تتقبل هذه اللعبة. كما سبق وتحدث زعماء مجاهدي خلق حول الحكم الذتي للأكراد في مستقبل ايران، ولكن كشف زيف الموضوع امين عام الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني المغدور به، عبدالرحمن قاسملو، في حديثه مع الصحفي الايراني رضا ليمونادي.

أخيراً وليس آخراً ، نرى في التناقضات التي تظهر بين الحين والأخر على لسان هذا وذاك من المعارضة الفارسية، الكشف عن سياساتهم ونواياهم الخبيثة ضد الاحوازيين وهذا حدثٌ مفرح، حيث حديث نوري زادة يكشف عن سقوط أخر قلاع المعارضة التي كانت تخدع البعض وتدقدق مشاعرهم الرومانسية، وهذا يكفي كي يعود المنخدعين بالمعارضة الايرانية الى الحاضنة الاحوازية وبكل بسالة يساهموا بتكوين كيان احوازي يعمل تحت لافتة حق تقرير المصير دون وضع قيود وحدود مسبقة أمام هذا الحق المعترف به عالمياً.

بقلم: نوري حمزة

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى