انت هنا : الرئيسية » اخبار » لماذا أشاد الأحوازيون بعاصفة الحزم؟

لماذا أشاد الأحوازيون بعاصفة الحزم؟

1428595392

“عاصفة الحزم” ليست هي الحادثة الأولى ولا هي الأخيرة التي يشيد بها أبناء الأحواز ويعتزون بحدوثها وذلك ربما للتعبير عن عروبتهم وتنديداً باحتلال بلادهم على يد الفرس منذ الـ 90 عاما وكذلك عبر هذه الإشادة آملین أن يجدوا من يسمعهم في عالمهم العربي.

في سياق التنقيب على جذور الإشادة الأحوازية لعاصفة الحزم ممكن القول أن الأحوازيين ومنذ إحتلال بلادهم في الـ20 من نيسان 1925 حتى يومنا هذا يعيشون أسوأ انواع الإحتلال في العالم حيث يستهدف هذا الإحتلال الفارسي كافة ركائز المجتمع العربي الأحوازي ومستمر بالتطهير العرقي في هذا البلد السليب. وأصبحت الأحواز منذ ذلك الحين وبثقلها الإقتصادي الكبير ومكانتها الإستراتيجية كالماكنة المالية التي تدعم التمدد الفارسي نحو العالم العربي. فالتجربة الأحوازية هي التي تدفع المواطن الأحوازي كي يتفاعل مع الأحداث في العالم العربي ويعبر عبر هذه التفاعلات عن خطورة ايران بصفتها كدولة احتلال تتطلع لإبتلاع أقطار من العالم العربي كما حدث في الأحواز.

وفي ذات السياق نرى تفاعل الأحوازيين مع عاصفة الحزم يأتي من شعور المواطن الأحوازي حول محاولات ايران استنساخ تجربة لبنان في اليمن وقبلها محاولة استنساخ نفس التجربة في البحرين وهناك تجارب أخرى تخوضها طهران بعملية دموية لا مثيل لها في التاريخ في بلدين عربيين هما سوريا والعراق وهناك نوايا خطيرة لدى ايران في هذه المنطقة.

يتابع الأحوازي ما يحدث على الأرض من افغانستان حتى سواحل لبنان وسوريا المطلة على المتوسط، ويرى فيها البصمات الفارسية الدموية. عملت ايران على بناء مستوطنات خاصة للشيعة في افغانستان وتحديدا في مقاطعة هرات وتحاول بشكل مكثف أن تسيطر على هذه المنطقة التي يعتقد الايرانيون أنها مقاطعة ايرانية ويجب إعادتها الى الوطن الأم. وشيدت ايران بلدة “المهدي” في هذه المنطقة وبدأت تجلب الأفغان من اقصى هذا البلد لهذه البلدة للإنضمام الى المدارس الدينية التي تُدرّس الفقه الشيعي من النوع الصفوي فيها. وهناك محاولات على نفس السياق في طاجيكستان وأذربيجان لم تفلح بها طهران بقدر ما استطاعت أن تحقق بعض النجاحات في افغانستان.

وفي ايران وتحديدا في مناطق أهل السنة نرى أن ايران تبني مستوطنات خاصة للشيعة في وسط المقاطعات السنية وعلى سبيل المثال نرى تشييد مستوطنات كبيرة جدا يتم بنائها في المناطق السنية المطلة على خليج عمان كمقاطعات بلوشستان وجنوب الأحواز، ناهيك عن محاولاتها المستمرة في مناطق التركمان السنة في شمال ايران وفي شمال الأحواز.

وفي العراق تشهد المناطق السنية هذه الأيام موجة كبيرة ودموية من التهجير وتغيير التركيبة السكانية في مناطق اهل السنة والجماعة وفي سوريا بدأت ايران ببناء مستوطنات في حلب بغية تغيير التركيبة السكانية هناك.

ومنذ عقود وتعمل طهران على تغيير التركيبة السكانية في العاصمة اللبنانية بيروت لصالح طائفة معينة، إلا أن الوعي اللبناني هناك وضع حداً لهذه الأعمال غير المسؤولة من قبل الدولة الفارسية.

بنظرة بسيطة نرى ان الدولة الفارسية تعمل على تغيير التركيبة السكانية في بلدان عربية وغير عربية (ذات سيادة) فمن هنا يمكن للقارئ أن يدرك كيف عملت وتعمل في الأحواز أو في بلوشستان وغيرها من مناطق الشعوب غيرالفارسية.

ومن هنا تسهل الإجابة على السؤال المطروح، لماذا لا يتفاعل الأحوازي مع عاصفة الحزم طالما عاش هذا العربي الأحوازي تحت راية الإذلال الفارسية في بلاده المحتلة؟

وللعلم ان المواطن الأحوازي عاش بطولات جمال عبدالناصر وخرج الأحوازيون في حينها يهتفون لعبدالناصر وكذلك هتف الأحوازيين لكافة أبطال الأمة وتفاعلوا مع كافة القيادات العربية التي كان لديها توجهات عروبية ترافقها نظرة استراتيجية ثاقبة تتفهم خطورة الدولة الفارسية. ومد يداه هذا الأحوازي المهمش في السياسة العربية لكافة البلدان العربية على المستوى الرسمي والجماهيري وقدم قوافل من الشهداء لسد باب الفتنة الفارسية وتحرير بلاده. فنراه تارة يخرج في مظاهرة جماهيرية لنصرة أطفال العراق أثناء فترة الحصار وتارة يخرج مواكباً العالم العربي ليدافع عن القضية الفلسطينية في عام ٢٠٠٠ عند ما حدثت انتفاضة الأقصى الثانية.

ضف على كل هذا أن الأحوازي يرى طهران اليوم تحاول ان تعمل على تنفيذ مخطط استنساخ تجربة حرب روسيا في القرم التي انتهت بانتزاع هذه الجزيرة من اوكرانيا وانضمامها لروسيا عبر استفتاء واضح المعالم قبيل إعلان النتيجة وقد يحدث هذا في المستقبل القريب ويتم الإستفتاء على إنضمام هرات الأفغانية الى ايران وكذلك إجراء إستفتاء في مناطق من العراق بغية انضمامها لبلاد فارس!

وبعد كل هذا التطاول والتاريخ الدامي والإستفزازي والإستعلائي الفارسي، فنرى اليوم ان الإعلام العربي مازال في مصر والخليج ولبنان وغيرها من بلدان عربية مخترق من قبل الفرس أو من قبل أذناب الفرس وتعمل لوبيات ايران هناك على تلميع وجه طهران في عدد كبير من الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية في البلاد العربية.

ومازال المواطن العربي في الضفة الشرقية من الخليج العربي يتنطر التوجه العربي لتفعيل قضيته العادلة في المجتمع الدولي التي قد يبدأ بإجتثاث اللوبيات الفارسية في الإعلام العربي والدوائر السياسية العربية.

اذن ناصر الشعب العربي الأحوازي كل القضايا المصيرية للأمة العربية وسوف يستمر في هذا الدعم بناءاً على مبدئ واستراتيجية تبناهما الشعب العربي الأحوازي، ولا يمكن العدول عنهما حتى وان كان بعض العتب والنقد للدول العربية في عدم إيلاء إهتماماً للقضية الأحوازية. فقرار عاصفة الحزم يعتبر قراراً حكيماً كان لابد أن يتخذ منذ فترة بعيدة.

———–

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- القسم السياسي

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى