انت هنا : الرئيسية » اخبار » مؤتمر طنجة يتطرق الى “حق تقرير المصير” تحت عنوان المقاومة الثقافية

مؤتمر طنجة يتطرق الى “حق تقرير المصير” تحت عنوان المقاومة الثقافية

أقيم اليوم الـ 15 أغسطس 2013 مؤتمر حقوق القوميات والأقليات في ظل الاسلام السياسي تحت عنوان وشعار “المقاومة بالثقافة” في مدينة طنجة في المغرب وشارك في هذا المؤتمر عدد كبير من النشطاء من العديد من البلدان العربية وكذلك من الشعب العربي الاحوازي الناشط السياسي هادي الأحوازي حيث تحدث الأحوازي حول حق الشعوب في تقرير مصيرها وتطرق الى معاناة الشعب العربي الأحوازي خلال كلمته. يذكر ان المؤتمر سوف يستمر حتى الـ17 أغسطس 2013 وبحضور عدد من الفنانين والفنانات كـ مارسل خليفة وماجدة الرومي .

1185629_564592086941199_686853136_n[1]

فيما يلي نص كلمة هادي الأحوازي :

السادة الكرام المحترمون في مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة
ـ المجتمعون الموقرون لنصرةً حق الشعوب والقوميات والأقليات المضطهدة في التحرر السياسي والاستقلال والسيادة
ـ في نطاق التمتع بحق تقرير المصير للشعوب المضطهدة

السادة الحضور الكرام

نجتمع اليوم في مؤتمركم الموقر هذا والذي عنوانه (حقوق القوميات والأقليات في ظل حكومات الإسلام السياسي) ورفعكم شعار (المقاومة بالثقافة) في بادرة واعية وذكية من أجل نصرة حقوق الشعوب والقوميات والٌأقليات الدينية المضطهدة، وتفعيل نصوص المعاهدات والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة، وخصوصاً ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة الأولى والمادة الخامسة والخمسون اللتان تنصان على حق الشعوب في تقرير المصير. وبكل تأكيد فان الشعب العربي الأحوازي البالغ عدده نحو عشرة ملايين مواطناً له الحق في إعمال هذا المبدأ وتقرير المصير والإستقلال. وإسمحوا لي بإسم الشعب العربي الأحوازي وبملايينه، في الوطن الاحوازي المحتل، وفي خارجه ممن يعيشون في منافي الشتات القِسري،أنْ أحيي مؤتمركم هذا وأتقدم بهذه الورقة التي تحمل تطلعات شعب الأحواز وآمالهِ نحو تطبيق مبدأ حق تقرير المصير في إقليمه المحتل من قـِبـَلْ الدولة الإيرانية منذ عام 1925م.

وحين نصف الدولة الإيرانية بأنها دولة محتلة، فأننا لا نـُلقي التـُهم جـُزافاً، وحينما نطالب بحق شعب الأحواز في تقرير المصير فإننا نستند بالدرجة الأساس على ما ينص عليه القانون الدولي من مباديء حاكمة واجب التطبيق من جميع الدول .

كان الشعب العربي الأحوازي قبل الاحتلال الإيراني، يتمتع بالأمن والسلم والاستقلال السياسي، وكانت الإمارة العربية الأحوازية (عربستان) المستقلة تبسط كامل سيطرتها السياسية على هذا الإقليم المحدد، والواضح قانونياً عبر الاتفاقيات المُبرَمة مع عصبة الامم في تلك الآونة، ولديها سلطة سياسية برئاسة الأمير خزعل الكعبي منذ حكمه للإقليم في (1896ـ ولغاية العام 1925م). كما كانت لديها التزاماتٍ داخلية وعلاقات خارجية، تؤكد بوضوح استقلالها وسيادتها القانونية. وفي عام 1925 شنـّت الدولة الفارسية (إيران) حربها العدوانية الإحتلالية، بالتواطؤ مع بريطانيا، الدولة الاستعمارية الاولى في العالم أنذاك، وإحتلت إمارة الأحواز في خرق فاضح للقانون الدولي ولمعاهدات عصبة الامم .

ثم منذ نهايات الحرب العالمية الثانية شهدت شعوب الدول المستعمرة نهوضاً عارماً حصلت بموجبه بعض البلدان على استقلالها السياسي ونيل سيادتها الوطنية وبناء حياتها الخاصة، من اجل رسم معالم طريقها على أساس الحرية وتقوية لغتها وتمتين إنتاجها وتنويع المعالم الأساسية لكل حاضرها السياسي والاِجتماعي، خدمة لصالح المستقبل الوطني المتحرر والواعد، ومع الأسف كان شعبنا العربي الأحوازي من بين الشعوب القليلة التي لم تحصل على مطالبها المرجوة، رُغمَ تقديمها الأثمان الباهظة على طريق تحررها، إذ بلغت انتفاضات شعبنا وثوراته ضد الاحتلال الإيراني 16 انتفاضة وثورة، كانت أخرها انتفاضة العام 2011م، وكانت تلك الثورات، كان ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين الشهداء وألوف الأسرى والمعتقلين وايضا مئات الألوف من المطاردين والمضطهدين والمحرومة عوائلهم من أية حقوق معاشية، بسبب تحميلهم تبعات كفاح أبنائهم أو ذويهم، علاوة على انتشار أبناء وبنات الأحواز في كل أنحاء العالم يعيشون مشرّدين ولاجئين تخلصاً من القمع والإرهاب الايراني، وهرباً من الجور والعسف، على حساب الشعوب والدول الأوربية على سبيل المثال، في حين أن الأرض الوطنية للأحواز غنية بكل الخيرات الاِقتصادية، بل تسهم بما يقارب ما نسبته 90% من اِقتصاد الدولة المحتلة، والدخل القومي للدولة المستعمرة، سواء عن طريق الزراعة والمياه والبنية الإنتاجية المتنوعة والغاز والنفط ، فهل هناك حرمانٌ أبشع من هذا الحرمان والاِحتلال الذي يجري اليوم باسم (القيم الإسلامية) ؟؟ في حين أنَّ الرسالة الإسلامية قد شددت على ضرورة توفر مفهوم (التعارف والتعاون على البر والتقوى بين القبائل والشعوب) في إدارة أي حكم وممارسات أية سلطة !! انها معادلة فادحة في ظلمها ومغرقة في تخلفها وقبيحة في عنصريتها اِتجاه شعبنا المحتلة أرضه والمكبلة إرادته الوطنية والسياسية على كل المستويات .

أيها الحضور الكرام

إننا نود إلى جلب إنتباهكم إلى أنَّ شعبنا الذي لغته القومية هي اللغة العربية: اللغة المقدسة وفق الشريعة الإسلامية للدرجة التي يؤكد فيها دستور ما يسمى بالدولة الايرانية على ضرورة تدريسها. ويبدو أنّ تلك الفقرة الدستورية قد أعدَّت للتضليل وخداع الآخرين من المسلمين، وأخضعوا كل الشعوب والقوميات غير الفارسية بالقوة الباطشة تحت إطار ((نظام الجمهورية الاسلامية))، وتحت هذه الذريعة ـ اي الإسلامية ـ بدأوا في الشهور الاولى من سيطرتهم على مقاليد الحكم في ايران بالبطش والقتل والاقصاء لنا نحن الأحوازيون بذريعة أننا ضد (الإسلام)، والأحوازيون لا يملكون في ظل هذا النظام اي مدرسة تدرِّس المناهج التدريسية بلغتهم الأم، اللغة العربية، في كل المراحل الدراسية .

الحضور الأفاضل:

أننا سنتطرق هنا وبشكل عاجل إلى القليل من التعسف اليومي الحاصل ضد الشعب الأحوازي، فمثلا وليس حصراً، نشير إلى ما تضمنه تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2012، والذي أكد أن عمليات الإعدام في إيران كلها قد طالت 314 مواطناً في ايران، ويشكل العرب الأحوازيون أكثر من ثلث ذلك العدد، لتصبح إيران بذلك هي الأعلى رقماً في العالم أجمع من حيث عدد عمليات الإعدام والتصفية الرسمية المعلنة، إضافة إلى عمليات الاغتيال والخطف والتعذيب الشديد والقتل بدم بارد والتهجير القِسري للمواطنين الأحوازيين والتشريد، التي غالبا ما تتم بعيدا عن أنظار العالم، وبشكل سري إذ يمنع على اي مراقب دولي او عربي أو أجنبي من دخول منطقة الأحواز والتحقق من تلك الجرائم بشكل مستقل، ويُمنع منعا باتا من دخول أيّة وسيلة إعلامية، مستقلة وأجنبية او عربية الى داخل الأحواز، ولعل المثال الملموس على ذلك السلوك الإرهابي هو عندما منعت السلطات الايرانية المقرِّر الخاص بحقوق الانسان في ايران التابع  لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السيد أحمد شهيد (وزير خارجية جزر المالديف السابق) من الدخول الى الاراضي الايرانية بذريعة أن القرارات الدولية مُسيّسة، وإضطر المقرر الخاص السيد أحمد شهيد أن يـُـقصِر عمله على مقابلة مندوبي الشعوب الإيرانية المضطهدة في خارج إيران، ومنهم ضحايا القمع الايراني من الأحوازيين، واِستمع الى شكواهم المادية والموثقة بالعديد من معالم آثار التعذيب الجسدي الذي مورس بحقهم، فضلاً عن الاوراق الثبوتية والطبية، وكنت أنا أحد هؤلاء ممن قضيت اكثر من 14 عاماً في سجونها المجرمة.
ان هذا السلوك الايراني هو دلالة دامغة على خشية السلطة الايرانية (التي تدّعي الإسلام  وتطبـّق الشريعة الاسلامية) من اِنكشاف أبعاد جرائمها والتعذيب الذي جرى ممارسته بحق الانسان المضطهد في كل ايران، وبالذات في الأحواز المحتل .
وليس أدُلُّ على صحة هذه الأقوال، من تلك الوثيقة المشئومة الصادرة عن مكتب الرئيس الإيراني السابق “محمد خاتمي”والموصوف بالليبرالي، والذي وقـّع عليها مدير مكتبه المدعو “محمد علي أبطحي” التي تنص على خطة للتطهير العرقي لشعب الأحواز بتهجير ثلث السكان الأصليين من عرب الأحواز، وتفريقهم على مختلف المناطق الإيرانية البعيدة بغية محاولة استكمال سياسة تفريسهم، وإحلال أعدادٍ كبيرة من المستوطنين محلهم، لتفريس ما تبقى من الشعب العربي الأحوازي، وتغيير بنية أرضهم القومية والإجتماعية .

وإذا كانت مساحة إقليم الأحواز عند إحتلاله عام 1925 تبلغ 350:000 ألف كيلومتر مربع، فان مساحات شاسعة من الأراضي العربية في الإقليم، قد تم اقتطاعها والحاقها بالأقاليم والمحافظات الإيرانية المجاورة، ولم يتبقَ من هذه المساحة للأحواز اليوم، سوى مساحة 67 ألف كيلومتر مربع فقط، وفق الإحصاءات الرسمية الايرانية، وهي الأخرى تفقد تدريجياً مميزاتها الوطنية والقومية والاجتماعية، عبر النهب، أو التهميش التام، أو من خلال تجفيف الأنهار بغية اجبار المواطنين الأحوازيين اصحاب الارض الاصليين على ترك اراضيهم، أو تلويث مياه الشرب بسبب النفايات السامة الناجمة عن المصانع والمشاريع الإيرانية كمشروع قصب السكر الاستيطاني في الأحواز، والذي سلبت بموجبه عشرات الآلاف من الهكتارات من أخصب الأراضي الزراعية الأحوازية وأجودها، التي بلغت 600 الف هكتار وفق المصادر الرسمية الإيرانية، علاوة على تعمد رمي بقايا السموم المتخلفة عن تلك المصانع في مياه الأنهار التي تعدّ المصدر الوحيد لمياه الشرب لدى الأحوازيين، وأن أكبر 8 أنهار عذبة موجودة في ايران كلها، هي موجودة أصلاً في الأراضي الأحوازية، كنهر كارون والكرخة والجراحي وشاوور وغيرها .

ايها الحضور الكرام

وكخطوة عاجلة، نأمل منكم أيها المؤتمرون الموقرون :
1) تكثيف الضغط الدولي على الحكومة الإيرانية لوقف إنتهاكاتها الصارخة على كل الأصعدة، وخصوصاً وقف حملات الإعدام اليومية التي تنفذها سلطات الإحتلال ضد الشعب الأحوازي .
2) السماح للمراقبين الدوليين،وللمقرر الخاص لحقوق الإنسان بزيارة الأحواز والإطلاع على الوضع والانتهاكات الصارخة هناك عن كثب
3) نأمل نشر الحقائق للرأي العام العالمي عن إنتهاكات حقوق الشعوب المحتله في إيران
4) القيام بحملة دوْلية للمطالبة بإعمال حق الأحواز في تقرير المصير .

وفي الختام
نشكر لكم حسن اصغاءكم لمعاناة شعبكم الأحوازي، كما نشكر لكم دعوتكم ايانا لحضور مؤتمركم الناجح والسديد هذا، واليكم منا كل التحية والتقدير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

15/08/2013
طنجة ـ المغرب

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى