انت هنا : الرئيسية » حقوق الانسان » محمد علي عموري يطالب العالم بايقاف اعدامه

محمد علي عموري يطالب العالم بايقاف اعدامه

omori

ارسل محمد علي عموري رسالة من داخل سجن كارون في الاحواز و طالب العالم بايقاف احكام الاعدام الصادرة بحقه و اربعة من اصدقائه من مدينة الخلفية.

فيما يلي نص رسالة محمد علي:

سلام ٌوتحية طيبة

أبدأ الرسالة بمفردة باتت بعيدة كل البعد عن واقعنا المرير، فقدت مصداقيتها و أمست لا نجدها إلّا في جعبة المفاهيم التي لا تشير إلى أي دلالة تنبثق من أثنائها رائحة الوجود ألا وهي مفردة ” السلام “.

“السلام” عنوان مدونتي في الشبكة العالمية التي تحمل معها السلم والحب كمبدأ لأي عمل إنساني في المجتمع.

ومن ثم بعد تخرجي من الجامعة انتقلنا أنا والبعض من النشطاء الثقافيين في مدينة الخلفية (جنوب ايران ) إلى تأسيس مؤسسة غير حكومية (NGO) تحت رعاية منظمة الشباب التابعة لرئاسة الجمهورية في زمن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي تحت عنوان “مؤسسة الحوار” التي تعمل في مجال التنمية الإنسانية وتقوية البنية العلمية لتلاميذ منطقتنا النائية التي تتميز بفقرها وحرمانها من أدنى مستويات التعليم و التي تعاني أعلى مستويات البطالة وإدمان المخدرات.

“السلام” و”الحوار” الحلم الذي راودني عقدا من العمر و زجّ بي من سجن في العراق إلى سجن في ايران وجعلني سجينا بلا حدود.

ربما لم ارتكب ذنبا سوى كلمة “اللا” بوجه كل من يقفون هاجسا امام تكوين مجتمع حر يستطيع من خلاله أن يرتقي الانسان الى معارج الفكر ويزيح عن نفسه جميع الإطارات التي تعيق تنمية الإنسان.

بدأت رحلتي محاولا إزاحة جميع الجدران التي تقطع الاتصال بين الثقافات و تعيق العلاقات البشرية ، جدران تفرض روعتها الكاذبة بطلائها المخادع عبر مفاهيم لا توحي سوى البغضاء بين آحاد الأمم و تبذل قصارى جهدها كي تزيل المفردات التي تنشر الحب و السلام بين الأنام.

تم اعتقالي في العراق في كانون الاول (دسمبر) عام 2007 عندما كنت في طريقي إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هناك و تم الحكم عليّ و اثنين من أصدقائي بخمس سنوات من السجن كعقوبة لاجتياح الحدود العراقية و دخول العراق بشكل غير شرعي تكبدنا من خلالها الكثير من المآسي التي تعجز عن وصف مرارتها الكلمات.

وفقدنا أحد أصدقائنا في سجن العمارة المركزي جنوب بغداد إثر تعرضه لجلطة قلبية وعدم توفر الإمكانات الطبية هناك.

لكن أصدقاءنا في منظمات حقوق الإنسان العالمية لم يتخلوا عنا و قد تلقينا منهم بعض المساندات و رسائل عديدة، و من خلال هذه المراسلات تم الموافقة على لجوئي بمفوضية شؤون اللاجئين ، لكن بعد ثلاث سنوات ونيف من سجني تم تهجيري بشكل قسري و تسليمي إلى السلطات الإيرانية من قبل السلطات العراقية بكل دهشة و بشكل مناوئ لكل المواثيق الدولية.

وفي ايران بعد قضاء ستة أشهر في زنزانات المخابرات الإيرانية حيث تعرضت إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي و النفسي تم نقلي إلى سجن كارون المركزي في مدينة الأهواز و بعد سنتين تم الحكم عليّ بالإعدام بمحكمة شكلية و غير عادلة و إلى هذه الآونة أبحث عن السبب ” لماذا يريدون قتلي؟’

فهذه مناشدة عاجلة إليكم وإلى كل من يهتم بالشأن الإنساني للتحرك عبر جميع القنوات التي ترونها مجدية على صعيد إنقاذ حياة الأبرياء والوقوف حاجزا أمام بلورة جريمة بحق من يرفعون شعار الإنسانية والحرية والسلام ويلتزمون بها كمبدأ رئيس في حياتهم الاجتماعية و السياسية.

ربما لا تتحقق الأحلام ولكن بوسعنا أن نزرع بذور الأمل في قلوب الأجيال التي تطمح إلى تحقيقها بين العصور.

من السلام بدأت وللسلام عشت و”السلام عليكم”.

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى