انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » وثيقة تاريخية نادرة تحمل توقيع فيصل الاول تكشف عن مدى عمق العلاقات بين الشعبين الاحوازي والفلسطيني

وثيقة تاريخية نادرة تحمل توقيع فيصل الاول تكشف عن مدى عمق العلاقات بين الشعبين الاحوازي والفلسطيني

Mohammerah-khazal

نشر موقع دار الكتب والوثائق الاحوازية وثيقة نادرة لم تر النور حتى الان، وهي تكشف عن مدى عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين العربيين الاحوازي والفلسطيني.

وفي الوثيقة يخاطب الملك فيصل الاول، اول ملوك المملكة العراقية (1921 – 1933)، الشيخ خزعل بن جابر حاكم مملكة عربستان ويتوسط من خلالها للسيد أمين الحسيني مفتي فلسطين ليجمع التبرعات من الشيخ خزعل لترميم المسجد الأقصى.

وكان الشيخ خزعل يتمتع بحكم ذاتي واسع في اقليم عربستان الواقع جنوب غرب ايران ويملك ثروة هائلة واحاسيس قومية عربية ويتعاطف مع ابناء جلدته ومنهم الشعب العربي الفلسطيني. بل كان يتصرف كالملوك وفقا لما يذكره الكاتب اللبناني امين الريحاني في كتابه “ملوك العرب”.

ويذكر التاريخ زيارة الوفد الفلسطيني برئاسة الزعيم السياسي الفلسطيني الحاج امين الحسيني (1895 – 1974) الذي لعب دورا بارزا في نضال الشعب الفلسطيني في الثلاثينات والاربعينات من القرن المنصرم.

وفي لقاء جمعني بالسياسي الفلسطيني فيصل الحسيني في سورية قبل عام على فاته اكد لي صحة هذه الواقعة التاريخية، اي زيارة الوفد الفلسطيني الى اقليم عربستان مضيفا انه سمع من والده عبد القادر الحسيني – شقيق امين الحسيني – عن زيارة قام بها عمه والوفد الفلسطيني في العشرينات من القرن المنصرم الى الخليج.

واول زيارة لأمين الحسيني بعد جلاء العثمانيين من العراق كانت في العهد الوطني سنة 1922، وقد استقبله الملك فيصل الأول، وكان الهدف من زيارته تلك الحصول على هبة مالية لترميم المسجد الأقصى، وقد قدم له ملك العراق باسم المملكه العراقية مساعدة مالية كبيرة. ووجه الحاج امين الحسيني سؤالا للملك فيصل من عمن باستطاعه أن يقدم هكذا مساعدة للمسجد الأقصى فأجابه الملك فيصل الأول بانه الشيخ خزعل امير المحمرة، فطلب منه ان يكتب له رسالة توضح له الغاية من تلك الزيارة فبعث الملك فيصل الاول برسالة الى الشيخ خزعل بخصوص زيارة مفتي فلسطين هذا نصها:

“بغداد – 24 رمضان – 1342

28 نيسان – 1924

سمو السردار اقدس الشيخ خزعل خان حفظه الله

اهدي اليكم ازكى التحية وأوفر السلام وبعد، فاني أقدم إلى سموكم حاملي كتابي هذا، صاحب السماحة السيد أمين افندي الحسيني مفتي الديار المقدسية ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى وأمين بك التميمي و رشيد أفندي الحاج ابراهيم من أعضاء اللجنة التنفيذية في فلسطين. وقد تركوا مراكزهم وبدؤا برحلة في بعض أنحاء البلاد الإسلامية من أجل غاية مقدسة وقصد نبيل وهما استدرار أكف كرام المسلمين لترميم بناء الصخرة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك واني لفي غنية عن بيان ما يترتب على معاضدة هذا المشروع من الأهمية العظمى إذ أن ذلك معلوم لدى سموكم ولذلك فإني اكتفي بالإشارة اليها، مؤملا أن يحظى الوفد بمقابلة سموكم وينال عطاءكم و مساعدتكم والسلام عليكم ورحمة الله.

(توقيع)   “فيصل”

ويقول خالد خلف داخل في موقع “احرار العراق”: “قد غلفت الرسالة واعطيت الى الحاج امين الحسيني وقد اوصى رستم حيدر رئيس الديوان الملكي الحاج الحسيني بان يسلم الرسالة الى سليمان فيضي معتمد امارة المحمرة، فلما وصل الوفد الفلسطيني وسأل المفتي عن سليمان فيضي وجده خارج المحمرة فاضطر ان يطلب مقابلة الشيخ خزعل نفسه، وساق الحظ له موظفا في القصر ادمن على تناول الأفيون (الحشيشة) فسأل المفتي عن هويته، فأبرز له بطاقته وقرأها الموظف ثم وضعها في جيبه كأنه استوعب اسم صاحبها، ثم ذهب الى الشيخ خزعل واخبره بان رجلين ملتحيين يتزينان بالعمامة والجبة قد حلا ضيفين في القصر، وان احدهما يدعي انه مغني فلسطين، فضحك الشيخ خزعل وقال بلغ هذا المغني اننا تركنا سماع المطربات والغانيات منذ زمن بعيد، فليس بنا حاجة الى غناء المعممين. إدفع لهم ألف روبية، واعتذر عن المقابلة، عاد الموظف الحشاش الى الحاج امين الحسيني، وقدم له المبلغ وبلغه اعتذار الشيخ خزعل عن مقابلتهما، فاستشاط الحاج الحسيني غيظا، وألقى بالمال على الأرض، وقال: ما جئنا متسولين، وحمل هو ورفيقه امتعتهما وغادرا القصر.

يذكر سليمان فيضي فيقول: “التقيت بالمفتي في البصرة بعد عودته من المحمرة، فاخبرني بالحكاية وهو منزعج غاضب، وسلمني الكتاب الذي ارسله الى رستم حيدر رئيس الديوان الملكي وبداخله كتاب من جلالة الملك فيصل الى الشيخ خزعل فلما عدت الى المحمرة قدمت رسالة الملك فيصل الى الشيخ خزعل فتألم الشيخ حين علم بحقيقة الأمر، وقال: هل تصدق اني اقابل هذا الرجل المحترم بالاستخفاف المشين، لو كنت عالما بحقيقته، لعن الله الحشيش.

وتدارك الشيخ خزعل الأمر واعطاني تسعة الاف روبية لإرسالها الى المفتي، وكلفني بكتابه رسالة اعتذر اليه، وارسل كتابا فيه توصية الى الشيخ مبارك الصباح امير الكويت ليقوم بدوره بمساعدة المفتي واكرامه”.

وبعد اندلاع الثورة الفلسطينية في العام 1965 انتمى العديد من المناضلين الاحوازيين الى صفوف الثورة الفلسطينية من اجل التدريب العسكري والسياسي، اذ كانوا همزة وصل بين المناضلين الايرانيين – من اسلاميين ويساريين – وفصائل الثورة الفلسطينية في الاردن وسورية ولبنان اثر اتقانهم اللغتين العربية والفارسية. كما قام المثقفون الاحوازيون في ايران – بما فيهم صاحب هذا القلم – بترجمة العديد من الكتب التاريخية والسياسية والادبية حول فلسطين من العربية الى الفارسية واغنوا بذلك المكتبة الايرانية في ما يخص الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل الحرية والاستقلال والكرامة. وبعد قيام الثورة الايرانية كانت مدينة الاحواز الوحيدة – بعد العاصمة طهران – التي احتضنت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية. غير ان الفئات القومية الفارسية المتشددة اغلقت المكتب بعد اشهر من افتتاحه. وفي آذار (مارس) 1979استقبل الشعب العربي الاحوازي الزعيم الراحل ياسر عرفات استقبال الابطال عندما زار مدينة الاحواز. وخلال الاعوام الاخيرة اقام ابناء الشعب العربي الاحوازي العديد من المهرجانات والاحتفالات دعما للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع.

بقلم: يوسف عزيزي

نقلا عن: القدس

*تم تصحيح تسمية الأحواز في النص من قبل ادارة موقع بادماز

الصور المرفقة: الأعلى ؛صورة الشيخ خزعل

الأسفل صورة من الوثيقة التي ذكرت في التقرير

untitled1

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى