انت هنا : الرئيسية » سياسة » وعود روحاني  للاحوازيين بعد عام بين الاقوال والافعال

وعود روحاني  للاحوازيين بعد عام بين الاقوال والافعال

وعود روحاني  للاحوازيين بعد عام بين الاقوال والافعال

أصدرت مجموعة ” روحاني ميتير ROUHANI METER “* المختصة بمراقبة أداء حكومة روحاني، تقريرا شاملا حول وعود روحاني التي قطعها أمام الاحوازيين خلال زيارته للاقليم في بداية العام الحالي والتي تضمنت تنمية  المناطق المنكوبة ورفع التهميش ومكافحة الفقر والعمل على تحسين اوضاع المزارعين، ومكافحة البطالة، ووقف مشروع نقل مياه كارون الى المحافظات الوسطى من ايران وغيرها من الوعود الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

يعد اقليم الاحواز العربي من بين الاقاليم التي حصل فيها روحاني اثناءحملته الأنتخابه  كرئيس للجمهورية على اقل  نسبة من الاصوات، حيث وصلت حسب الاحصائيات الحكومية الى  ما يقارب  43%  ، رغم ذلك فإن حسن روحاني  بعد فوزه في الانتخابات اختار السفر الى الاحواز قبل ان يسافر الى أي من الاقاليم الايرانية الاخرى وذلك بسبب موقع هذا الاقليم السياسي ووجود الثروات البترولية والزراعية والطبيعية الهائلة فيه .

و قبيل زيارته الى مدينة الاحواز – مركز  الاقليم –  بعدة أيام  أعلن  محافظ الاقليم،  ان الرئيس لا ينوي افتتاح أي مشروع خدمي أو تنموي اواقتصادي او ترفيهي في هذا الاقليم ، اعتقادا  منه  ان قرارت  المركز يجب أن  لا تؤثر  على  الخطط المحلية .

هذا التصريح ان دل على شئ إنما  يدل على ان حسن  روحاني لا يريد  ان  يعطي وعودا كثيرة ، لسكان الاقليم  كما فعل  من قبل  نظيره  احمدي نجاد  دون تنفيذها .

ورغم  هذه  التصريحات  التي اطلقها  محافظ الاقليم،  الا  انها  لم تحول  دون  اطلاق  حسن روحاني جملة  من  الوعود، منها  على  سبيل  المثال  لا الحصر  الوعود التالية :

1-  وعود حول تطوير الزراعة  في  اقليم  الاحواز:

 في هذا المجال اعلن روحاني في خطابه الذي القاه بالجماهير بعد وصوله الى الاقليم مباشرة،  ان حكومته  سوف  تسعى وخلال ثلاث سنوات الى لتنفيذ مشروع زراعي يقضي باستصلاح   550 الف هكتار في الاقليم  تمهيدا لزراعتها  وان هذا المشروع يحتاج الى  مبلغ مقداره  150  الف مليار تومان واضاف ايضا ، ان تنفيذ هذا المشروع  قد نوقش من  قبل حكومته  قبل  سفره الى الاقليم ،وهذا المشروع سيعطي ثماره  اثناء  وجود  حكومته الحالية وان تأمين  مستلزماته ستتم خلال السنوات الثلاث القادمة عن طريق صندوق التنمية ونجهز هذه  الاراضي  لتكون  صالحة للزراعة .

2-  وعود  حول  تأمين  مياه  الشرب لمدن الاحواز والمحمرة وعبادان:

  تطرق  روحاني  اثناء خطابه  الى  معاناة اهالي  هذه المدن  في مجال  نقص مياه الشرب، حيث اعطى وعدا للجماهير انه سيعمل على حل هذه  هذه  المعضلة  خلال اسبوع .

3-  وعود حول  إيقاف مشروع نقل مياه نهر كارون الى الاقاليم المركزية الايرانية:

  لعل من اهم المشاكل التي يعاني منها المواطن الاحوازي خلال العقود الثلاثة الماضية وخاصة في السنوات العشرة الأخيرة، هي مشكلة تلوث مياه الشرب وشح مياه الزراعة، الناتجةعن حرف مجاري الانهر المتوجهة  نحو اقليم الاحواز ومنها نهر كارون وحرفها نحوالاقاليم المركزية الايرانية.

واستجابة لمطالب عشرات الآلآف من المتظاهرين الذين  تظاهروا خلال الاشهر التي سبقت زيارته ،  في  هذا المجال قال روحاني ، ان  المجلس  الاعلى للمياه في  حكومته  قررت  ان  المياه  التي سحبت من نهر كارون  الى  المناطق   المركزية  لن  تستخدم  للاغراض  الزراعية ، وانما للشرب  فقط ، مما يضمن  حصة   بقية  المواطنين من المياه ، مؤكدا على اهمية اقليم الاحواز الزراعية وكذلك تجريف نهر كارون وتنظيفه .

4-  وعود باعلان مدينتي عبادان والمحمرةمنطقة تجارية حرة:

وعد الرئيس روحاني ان  حكومته مصمصة ان تجعل كل مدينتي  عبادان و المحمرة منطقة تجارية حرة، مما ستوفر بعض فرص العمل لاهالي المنطقة.

ومن خلال ما ورد  نلاحظ  ان  الوعود  التي قطعها  روحاني  لا تختلف  عن  الوعود التي طرحها الرؤساء  السابقين، بل هناك اربعة وعود  اكثر  من  الوعود  التي طرحها احمدي نجاد اثناء جولاته في اقليم الاحواز.

 كما نلاحظ ان وعود  روحاني اقتصرت  على محاور ” البيئة والزراعة والمسائل الاقتصادية” في حين ان نشطاء المجتمع العربي الاحوازي  كانو قد طالبوا بـ” إتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي ومكافحة البطالة و الادمان ” و “العمل على انفتاح اجواء النشاط السياسي والثقافي” وان مطالب من هذا القبيل  تجاهلها روحاني  ولم يتطرق لها  في خطابه  لا من قريب ولا من بعيد .

الوعود بين الاقوال و الافعال

اولا :  الوعود في  المجال الزراعي

 كما تطرقنا أنفا، ان روحاني خصص جزء من خطابه الى كيفية الارتقاء بوضعية الزراعة في الاقليم ، حيث تحدث عن  تجهيز وزراعة 550 الف هكتار، تحتاج 1500 مليار  تومان ، ولتأمين هذا المبلغ  لابد لحكومته ان  تعمل من الان على  اتخاذ كل الاجراءات الضرورية  لتجهيز كل هذه  المساحة من الاراضي الزراعية ، مع العلم  انه اشار ان الحكومة ستؤمن  هذا المبلغ وخلال السنوات  الثلاث القادمة .

غير ان وعود روحاني في مجال تحسين وضع  الزراعة في الاقليم هي من الوعود طويلة  الامد، واذا ما دققنا جيدا في مساحة الاراضي وحجم الاموال نرى بأن تنفيذها وخلال ثمانية اشهر يعد امر مستحيلا . الا ان  بعض وسائل  الاعلام ومع  اخذها بعين الاعتبار  هذا المشروع  اكدت على  فرص العمل التي يمكن ان ينالها المواطنين  منه .

من جهتها  اعلنت وزراة الداخلية  الايرانية  ان عدد العاطلين  عن العمل  في اقليم الاحواز –  عربستان – والتي تسميه  الحكومة بخوزستان  قد بلغ  في عام  2013  ما يقارب  165  الف عاطل ، واذا  ما اخذنا خطاب  روحاني  بعين الاعتبار  و الرامي الى  ايجاد 300 الف  فرصة عمل  عبر مشروع  استصلاح الاراضي  الزراعية،  هذا يعني ان  المعدل  الوسطي  لتشغيل اليد العاملة يصل  الى 100 الف عامل خلال السنوات  الثلاث  القادمة .

وبعد مرورما يقارب اكثر من خمسة شهورعلى اطلاق هذه الوعود، صرح  كيخسرو  جنكلواني رئيس منظمة الجهاد الزراعي في الاقليم  في حزيران هذا العام ، ان  الحكومة قد خصصت مبلغ مقداره 50 مليار تومان لتطوير تقنيات الزراعية في اقليم الاحواز ،  رغم ان الاستثمارات وكيفية  توجيها هي من اختصاصات القطاع  الحكومي ، الا انه اشار ان  المكننة والارتقاء بها  في الاقليم كانت من مهام القطاع  الخاص .

ونقلا عن تقرير  نشر على  موقع جهاد الزراعة في الأحواز قال  محمد  قاسمي  نجاد  معاون المنتجات الزراعية  في منظمة الجهاد  ان ما يقارب 68 الف هكتار  من الاراضي  الصالحة  للزراعة سوف تتم زراعتها هذا العام  بالرز ( يبدو انها  تشكل جزء من وعود روحاني )،  الا  انه  و بسبب  عدم توفر  مصادر المياه  سوف  تنخفض  زراعة  هذا العام الى 30% ، وهذا ما يتعارض كليا مع خطط  روحاني  الرامية الى  تطوير الزراعة في الاقليم .

من جهة اخرى اعلن محافظ اقليم الاحواز في آب/ أغسطس من هذا العام  ، ان الأحواز، من حيث البطالة ، احتلت المرتبة  الثانية ، بعد اقليم بلوشستان . وهذا ما يتنافى كليا  ووعود  روحاني للأقلال من حجم  البطالة المتفشية بين اوساط  العاملين من ابناء الشعب العربي  الاحوازي .

ثانيا: تأمين  مياه  الشرب  لمدن الاحواز و المحمرة  وعبادان

 واذا كان  القطاع  الزراعي و بسبب ارتباطه بالبنية  التحتية الاقتصادية  من شأنه  ان يؤثر على  الكثير من  القطاعات الاخرى،  الا ان  المطلب  الاساسي  لعدد كبير من المواطنين العرب  في الاقليم  هي ايجاد حل سريع  لحل ازمة  مياه  الشرب  التي جعلت حياتهم اليومية وخلال  السنوات الماضية تواجه الكثير من المشاكل الاسايسة .

 لقد اعلن  روحاني  اثناء  خطابه الذي القاه اثناء سفره الى  اقليم  الاحواز  انه سوف يسعى لحل  أزمة المياه  في مدينة الاحواز خلال اسبوع.

 ان  اقليم الاحواز   يتمتع  بمصادر  مياه وافرة و ذلك بسبب  وجود انهر  دائمة الجريان  مثل  نهر كارون و الكرخة و الدز  الا أن ابناء هذا  الاقليم محرومون من وجود شبكة  لمياه الشرب. بالتالي اصبح لزاما عليهم تأمين مياه  شربهم عن طريق شراء المياه المعدنية من المحلات او من  البائعين الجوالين للمياه الصالحة للشرب.

 لقداعلنت  وكالات  الانباء الرسمية يوم الثلاثاء 25 يناير 2014  أي  بعد مرور 8 ايام على  زيارة روحاني لاقليم الاحواز عن  تنفيذ  احد  وعوده المتعلقة  بتأمين المياه  ، وذلك عبر ربط  مياه الغدير  بشبكة المياه  في مدينة الاحواز . في حين ان  ربط مشروع  مياه الغدير هو  من الوعود التي كان قد وعد  بها من قبل   احمدي نجاد  الرئيس الإيراني  الاسبق .  وقد تحدث عنه  في  26 نوفمبر من  عام 2009. وكذلك 27  سبتمبر 2010  حيث  تم  انذاك افتتاح  المشروع  المذكور .

ورغم  الوعود التي اطلقتها  مختلف الحكومات التي اعقبت قيام  الجمهورية  الاسلامية   لا تزال ازمة المياة في  مدينة  الاحواز مستعصية  ولم  تجد لها الحكومات حتى الان حلا جذريا .

وفي هذا المجال كتبت وكالة ” خوزستان ”  للانباء  قائلة :  كان  من المقرر ان تؤمن  مياه  شرب مدينة الاحواز بواسطة الانابيب عن  طريق  خزان الدز المائي ،  ولكن  الحكومة  غيرت  رأيها و قامت  بنقل هذه  المياه عبر  مخزن  سد  الكرخة  وعن طريق قنوات زراعية مثبنة على اعمدة  اسمنتية مكشوفة وتقطع مسافة ما يقارب  ال 100 كيلومتر  فلا مجال للحفاظ عليها صحيا وامنيا .

و في هذا المجال جرى استطلاعا  للرأي العام على شبكات التواصل الاجتماعي حول  رأي مواطني  الاقليم فيما يخص مشروع الغدير  لمياه الشرب ، بين هذا الاستطلاع  ان  مياه  هذا المشروع ليس غير صالحة للشرب وحسب ، و انما  هي ملوثة لدرجة  بحيث انها لا تصلح حتى للاستحمام . في حين  المسؤولين الحكومين  يصرحون  ان  شبكة المياه  الصالحة للشرب في مدينة  الاحواز تغطي  70% من احتياجات المواطنين من المياه.

 ان  ازمة مياه  الشرب  لا تنحصر  بمدينة  الاحواز وحسب وانما هناك  العديد من المدن الاحوازية وخاصة مدينتي المحمرة وعبادن تعانيان من ازمة مياة  الشرب و بالتالي  نستنتج من حديث روحاني عن حلول سريعة لحل مشاكل مياه الشرب  في المدن الاحوازية ما هو  الا للاستهلاك الاعلامي الرخيص و ذرا للرماد في العيون .

ثالثا :احياء نهر كارون

 يعد نهر كارون من احد المصادر المهمة  الذي يزود اقليم الاحواز  بالمياه ، الا أن هذا النهرفي العقود الاخيرة وبفعل  حرف  مجراها الى المناطق  الوسطى من ايران وربط مجراه بنهر زاينده رود  في اصفهان ، اصبح  يواجه  الجفاف  بعد ان كان  نهرا يبنض بالحيوية وتبحر فيه البواخر،   وقد  اشار روحاني في زيارته الى  اقليم الاحواز بعد  فوزه بالانتخابات الرئاسية  قائلا : ” كارون يعني  شريان الحياة بالنسبة لمحافظة  خوزستان  ،  انه  نهر  يمثل الجمال وقد قررنا  ان لايستفاد من  مياهه  لاي اغراض  اخرى سوى اغراض الشرب، و  ان اي مشروع اخر  كان   البرامج سوف  يتوقف  على الفور ”  .

رغم  الوعود  التي اطلقها  روحاني وتأكيده  حول  عدم استغلال مياه كارون للاستهلاك الزراعي واختصارها على الشرب  فقط ،  الا ان  احتجاج و قلق  نشطاء  المجتمع العربي الاحوازي ونشطاء الحفاظ على البيئة لايزال مستمرا ، فبعد مرور  شهر  على سفر  روحاني الى الاقليم  حذرت وكالة مهر للانبا من احتمال تحريف  هذه ” الوعود  حول  نقل مياه كارون  باسم ” الشرب   الى  الزراعة ، كما  ان الرسالة المفتوحة التي  بعث بها  عدد من الفنانيين و الكتاب ونشطاء المجتمع المدني العربي الاحوازي في الشهر الماضي  حول انتقال مياه كارون تحكي عن استياء  ابناء الشعب العربي الاحوازي  من الوضع الذي يعاني منه نهر كارون في الوقت الحاضر،مما يعني  ان تصريحات  روحاني  في  واد وافعاله في واد أخر .

*تم الاعتماد على  الرابط التالي  في  انجاز هذه المقالة

https://rouhanimeter.com/media/RM-Report-Khoozestan-1.pdf

 بقلم: جابر احمد

 تنويه: استخدم بادماز تسمية الأحواز بدل تسمية الأهواز او خ و ز س ت ا ن.

 

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى