انت هنا : الرئيسية » اخبار » وفاة الحاج قاسم الحمادي.. الصوت الجسور

وفاة الحاج قاسم الحمادي.. الصوت الجسور

IMG_8470

توفي مساء يوم الخميس العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 الحاج قاسم الحمادي أثر أزمة قلبية عن عمر يناهز الـ74 عاما بعد صراع مع المرض طال لمدة أكثر من ستة أشهر.

ويعتبر الحاج قاسم من الشخصيات النادرة في الساحة الأحوازية لجرأته وجسارته في طرح مطالبات الناس ومواجهة المسؤولين الإيرانيين.

وُلد الحاج قاسم في عام 1940 في قرية البوحمادي التابعة لمدينة الخفاجية، وبعد إتمام المرحلة الإبتدائية، وحسب قوانين تلك الفترة، التحق بركب المعلمين وعُيّن معلماً في القرى التابعة لمدينة المحمرة، وتحديداً في قرية “الخين”. كما وحرص الفقيد، أثناء عمله، على إكمال دراسته وتعليمه العالي حيث تخرج في 1973 عن المعهد العالي للغات والترجمة، الذي عرف فيما بعد بجامعة العلامة الطباطبايي، في طهران في فرع الأدب الفارسي وتم تعيينه مدرساً للأدب العربي والمعارف الإسلامية في ثانويات مدينة المحمرة. وبعد دلوع الحرب الإيرانية-العراقية انتقل إلى مدينة تستر ومن ثم إلى مدينة الخفاجية، مسقط رأسه.

مارس الحاج قاسم نشاطه الثقافي والسياسي منذ نعومة اظافره وكانت هموم الشعب أحد أهم انشغالاته، حيث ظهر هذا الأمر في مناسبات مختلفه ومواقف عديدة كل ما سنحت له الفرصة. وكان بمثابة صوت الحق الذي تنظر اليه الأعين في المناسبات المختلفة نظراً لشجاعته وجرأته على بيان الحق واتخاذ المواقف الواضحة للدفاع عن حقوق الشعب.

بعد إنتقاله إلى مدينة المحمرة سنحت له فرصة التعرف على التيار القومي في المحمرة آنذاك كما وتعرف على المرجع الديني آيت الله محمد طاهر آلشبير الخاقاني مما أتاح له فرصة العضوية في الوفد الثلاثيني الذي توجه الى طهران نيابة عن الشعب العربي الأحوازي لإجراء مفاوضات مع الحكومة الإيرانية في عام 1979 وإبلاغ النظام بمطالبات عرب الأحواز.

في خضم أحداث تلك الأيام أقام قائم مقام مدينة المحمرة اجتماعا، قبيل الأربعاء السوداء، لتدارك الأمور وتهدئة الأجواء. وكان المرحوم الحاج قاسم من ضمن المدعويين الى هذا الإجتماع حيث هاجم القائم مقام بجسارته وجرأته العمهودتين وخاطبه بكلام أثلج صدور الأحوازيين وخيب آمال المسؤولين الإيرانيين في السيطرة على الأجواء وزَرعْ الخوف في الشارع العربي في المحمرة.

تم ترشيحه في 1980 من قبل التيار القومي العربي ليخوض معركة الإنتخابات البرلمانية في مدينة المحمرة ولكن بعد إبطال الكثير من أصواته لم يتمكن من الحضور في البرلمان بفارق 71 صوتاً. وبعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية ورجوعه الى مدينة الخفاجية ترشح في الإنتخابات البرلمانية ولكنه مُنع من خوض هذه المعركة من قبل السلطات الإيرانية بسبب حضوره في الوفد الثلاثيني وانتماءاته القومية وقال كلمته المعرفة آنذاك مخاطباً مسؤولي دائرة الإنتخابات في الخفاجية: “اللهم اجعلني مرافقاً للشيخ الخاقاني في الجنة كما جعلتني مرافقاً له في الدنيا.”

كان الفقيد حريصاً على حضور كبار السن، خاصة المشايخ ورؤساء القبائل، معترك النضال والمطالبة بحقوق الشعب وحتى لا يقع هذا العبء على عاتق الشباب فقط. وفي الإجتماع الذي أعده مندوب خامنئي، الجزائري، بعد اندلاع انتفاضة 15 نيسان 2005 بحضور رؤوساء القبائل ووجهاء المجتمع الأحوازي وعدد من المسؤولين الإيرانيين، طلب الجزائري من الحاضرين أن يقوموا بمظاهرة مضادة لما يقوم به الشباب الأحوازي ويعلنوا عن بيعتهم للنظام. فعندها اندلعت أصوات الإعتراض من قبل عدد من الشرفاء ليعلنوا عن احتجاجهم على هذا الإقتراح وكان الحاج قاسم من بين أبرز المحتجين فعندها خاطب الجزائري وسائر المسؤولين الإيرانيين بأن اليوم قد خرج شبابنا ولكنكم عليكم أن تخشو من اليوم الذي نَنظَمَ إلى الشباب ونخرج نحن الشيوخ وكبار السن الى الشارع.

هذه كانت نماذج من المواقف المشرفة للحاج قاسم الحمادي، ولا يمكن عد كل المواقف الجسورة له في هذا الموجز، وما كان نقلنا لهذا الجزء البسيط منها إلا تكريماً لمواقفه الجسورة ولتكون عبرة للآخرين ليحذو حذوه ولتشيع ظاهرة الإعتراض في مجتمعنا الذي يحتاج العشرات لا بل المئات من أمثال المرحوم الحاج قاسم الحمادي.

لعل آخر محطة من محطات الحيات السياسية للفقيد الحاج قاسم هي ترشحه للدورة الثالثة لإنتخابات مجلس بلدية مدينة الأحواز العاصمة في نوفمبر 2006، الذي تمكن من الفوز في هذه الانتخابات ليصبح عضواً في مجلس البلدية بعد ما تم استبعاد ورفض ترشيح الكثير من النشطاء الأحوازيين، بسبب الاحداث التي تلت انتفاضة نيسان 2005. فكان الحاج قاسم يحضر اجتماعات مجلس البلدية بزيه العربي، الأمر الذي لم يتمكن أحد غيره القيام به وبذلك قد كسر حاجز الخوف الذي كان يستولي على عقول الكثير من أبناء شعبنا. وقد مثّل اللجنة الثقافية لمجلس البلدية، الذي كان يترأسها، في اجتماعات مختلفة وعلى مستوى ايران مرتدياً زيه العربي اينما حضر على الرغم من الضغوط التي كان يواجهها من الأجهزة الأمنية للنظام الإيراني.

فبهذه المناسبة المؤلمة يتقدم التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بأحر التعازي لكافة أبناء شعبنا خاصة لعائلة الفقيد في داخل الوطن وفي المنفى، وعلى رأسهم الأخ أبوعصام وأسرته الكريمة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

بهذه المناسبة سيقام مجلس تأبيني في العاصمة البريطانية، لندن، في الثلاثين من نوفمبر ٢٠١٤ من الساعة الثانية حتى السادسة مساء في العنوان التالي: 

81 st Giles Centre, Camberwell Church Street, London SE5 8RB

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- القسم الإجتماعي

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى