انت هنا : الرئيسية » اخبار » الأزمة البيئية في الأحواز… حديث بلا نهاية

الأزمة البيئية في الأحواز… حديث بلا نهاية

اقلیم الأحواز أرض منبسطة لا تحیط بها جبال وهی امتداد طبیعي لسهل بلاد الرافدین تمتد من جنوب العراق إلی جبال زاجرس، الحدود الطبیعیة مع بلاد فارس، ولذلک فهي عرضة للریاح علی طول السنة. فی الماضی کانت الریاح تحمل معها البشائر بقدوم الامطار وابتهاج الطبیعة بالخضرة والنظارة والأزهار ولکن شیئا فشیئا انقلبت الأمور فاصبحت الریاح لاتحمل معها إلا الغبار. ربما یکون هبوب الریاح قد یصطحب معه بعض الغبار کظاهرة طبیعیة فی بعض البلدان ولکن الغبار فی بلدنا لم یکن ظاهرة طبیعیة بل هو نتیجة لسیاسات نظام مستبد عمل جاهداً منذ عقود لیس فقط لتغییر الفکر والهویة بل لتغییر حتی الطبیعه فی أنهارها و أهوارها وأشجارها لیمحو بذلک کل أثر یدل علی عروبة هذه الارض.

ومن السیاسات الممنهجة التی اتخذها النظام الایرانی لمحو الوجود العربی فی الأحواز سیاسة تجفیف الانهار التی کانت قبل مجيء نظام الملالي تبحر فیها السفن ومن اجل ذلک فقد عمد النظام الایرانی العنصری إلی مایلی :

1- الاکثار من اقامة السدود علی نهر کارون أکبر الأنهر فی إیران وأغزرها میاهً

2-  حرف مجاري الأنهر وتحویل مجاریها إلی المدن الفارسیة

3- حرمان السکان الأصلیین من المیاه الکافیة لري مزروعاتهم وتخصیص حصة محدوده لهم من المیاه لاتفی بالغرض

4-  تدشین مشروع قصب السکر الذی یستهلک کمیة کبیرة من المیاه دون ان یکون له جدوی اقتصادیة

5-  الاستیلاء علی الارضي العربیة بالقوة لاقامة مشروع قصب السکرعلیها 

6-  بناء مستوطنات فارسیة جدیده لتوطین عمال قصب السکر الذین استوفدهم من المدن الفارسیة فی حین یعانی اقلیم الأحواز من اکبر نسبه بطالة فی البلد

وکانت سیاسه النظام ومازالت هی ان لاتسمح بانحدار المیاه الی الأراضی العربیة سواءً  الأحوازیة منها او العراقیة. فقد بلغ بهم الخبث ان یصرحوا مراراً بان “انحدار میاه نهرکارون نحو شط العرب او نحو الأهوار التی تقع بین  اقلیم الأحواز والعراق یعنی استخدامه من قبل العرب ونحن لانحتمل أن یستهلک العرب میاهنا فهم لایستحقون منا ذلک .” فهذه النظرة العنصریة  دفعت بهم إلی تجفیف الأهوار عبرالسیاسات آنفة الذکر، تلک الأهوار التی کانت مصدر رزق لآلاف البشر من الأحوازیین والعراقیین مما حدا بهم إلی الهجرة إلی داخل المدن والعیش علی هوامشها وکانت النتیجه أن جفت الأهوار وخلفت کمیة کبیرة من الغبار یغطی الأحواز والمدن القریبة منها کلما هبت الریاح، مما تسبب بشیوع شتی الأمراض التنفسیه وعطل المدارس والدوائر بین الفینة والأخری. وقد تسبب هبوب الغباروالأتربة فی الأیام القلیلة الماضیة بوفاة عدد من الاطفال الأحوازیین الأبریاء ضحیةً لسیاسات هذا النظام الغیر انسانیه التي لاتعیر  للإنسان أي  وزن.

ولم تکن الأتربة والغبار النتیجة الوحیدة لتجفیف الأنهار بل اصبحت المیاه الصالحة للشرب حسرةً علی الأحوازیین. فلیس هناک بیت فی الأحواز ولیس فیه مصفاة صغیرة للمیاه لتنقیتها من الدرن. اما المواد الکیمیاویة التی تخلفها المصانع ومیاه المجاری التی تصب فی الأنهر لاقدرة للمواطنین علی تنقیتها. فقد أصبح منسوب المیاه فی نهرکارون قلیل جداً ونصفه من میاه المجاری لایصلح حتی للغسیل والاستحمام ناهیک عن الشرب.

وفی مثل هذه الأوضاع تطالب أبواق النظام المواطنین الأحوازیین بالمشارکة الفاعلة فی الانتخابات البرلمانیة ولیت شعری مالذي خلفه کبار المسؤولین فی هذا البلد حتی یتمکن حفنة من المتملقین والانتهازیین من إکماله. لقد سئم هذا الشعب من کل ما یمت لهذا النظام بصلة وهومشغول بهمومه وبقوت یومه و بطعامه وشرابه والتراب الذی یتنفسه عن المشارکة فی هذه المسرحیات البائسة.

ليث أحمد الأحوازي

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى