انت هنا : الرئيسية » سياسة » دفاعا عن الحق القومي في الأحواز

دفاعا عن الحق القومي في الأحواز

دفاعا عن الحق القومي في الأحواز

نشر “موقع العرب الآن” تقريرا تحت عنوان (سويدية: أمير قطري ساعد إيران لبناء سدود الموت) في يوم الاربعاء الـ 19 من مارس 2014 وادعى فيه الكاتب أن”سلطت الكاتبة السويدية كاسيندرا في مقال نشر  لها اليوم على الموقع الالكتروني لصحيفة سي ان ان ريبورتس الضوء على معاناة الأحوازيين جراء استمرار السلطات الإيرانية في إقامة السدود على نهر  كارون” و…..

ويقول الكاتب (نقلا عن الكاتبة السويدية على حد زعمه): “أن وثائق ويكيليكس فضحت وحشية النظام الإيراني بالتعاون مع QBC القطرية  التي يملكها أمير قطري والتى تسببت فى تدمير هذا النهر القديم  الذي كان طريقا هاما لنقل النفط إلى الخليج ، و كان ممر مائي تجاري مهم وجففت مياة مدينة الأحواز” و…..

في خلاصة القول، يريد الكاتب، وبوضوح، عبر هذا التقرير، وبالخط العريض، ان يتهم دولة قطر، بالتواطيء مع الايرانيين، ضد عرب الأحواز، عبر الاستثمار في بناء السدود.

دفاعا عن الحق القومي العربي في الأحواز، نقول ان قضيتنا في الأحواز هي قضية صراع ما بين الحق والباطل، وأن ما جاء به كاتب هذا التقرير ممكن تفنيده كالتالي؛

اولا: تم التتبع والبحث خلال ساعات، عن كاتبة اسمها(كاسيندرا)، كما جاء في التقرير، ولكن لم نتعرف، على هكذا اسم ناقص، حيث لم يأتي الكاتب باسمها الكامل!

كما ان اسم (كاسيندرا) ليس اسم سويدي، وانما هو اسم هندي، ولم يستخدم هذا الإسم في السويد حسب علمي، (حيث كاتب هذه السطور مقيم السويد).

ثانيا: لا توجد صحيفة مطبوعة أو الكترونية إسمها “سي ان ان ريبورتس” وانما هناك قناة امريكية معروفة اسمها الـ” سي ان ان” ولها موقع على شبكة الانترنت.

ثالثا: تم التتبع لكافة المواقع الالكترونية الاخبارية، وكذلك الصحافة الأخرى، وعلى وجه الخصوص موقع “سي ان ان”، والبحث عما جاء في هذا التقرير، ولكن دون جدوى حيث لم نرى البحث يصل لنتيجة حتى يؤكد ادعاءات كاتب هذا التقرير.

رابعا: أن تجفيف نهر كارون، لا يعني أن الأمر يتعلق بمدينة الأحواز العاصمة فقط، وإنما هو موضوع حيوي ذو أبعاد ستراتيجية تتعلق بكافة سكان اقليم الأحواز في كافة المدن والقرى الأحوازية، وليس كما جاء في التقرير.

خامسا: بناء السدود لم يبدأ في عام 2005 أو 2009 كما جاء في التقرير، وانما بدأ منذ زمن بعيد.

وهكذا ممكن ان نتطرق لكافة الفقرات التي تحدث عنها الكاتب (دون أن يربط القاريء بالمادة التي ينقل عنها) والرد على كافة ما جاء به.

ولكن يا ترى لماذا جاء هذا التقرير في هذا الوقت المحدد؟

اقليميا؛ نرى ان هناك أزمة دبلوماسية، ما بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة وممكلة البحرين، وتعمل هذه الدول، بشكل وأخر، على حلحلة الموضوع، والوصول الى حل مرضي لجميع الأطراف.

احوازيا؛ تحدث أمور مؤلمة على أرض الأحواز، كهدم المباني التاريخية على يد المستوطنين، وبتواطيء حكومي ايراني، واضح بوضوح الشمس في منتصف النهار،بغية امحاء الذاكرة السياسية لدى عرب الأحواز، وكذلك نشاهد استمرار أزمة التلوث البيئي، ومياه الشرب، وتدهور الوضع الصحي لدى المواطن الأحوازي، وتفشي السرطان، والركود الاقتصادي، والخناق الأمني، وغيرها من كوارث، سببها الأول والأخير إدارة دولة الاحتلال الفارسي.

وكذلك، نحن قادمون على إحياء ذكرى انتفاضة الـ 15 من نيسان المجيدة، ونرى ملامح تنامي الوعي الوطني والقومي على أرض الأحواز، وفي كافة أوساط المجتمع الأحوازي، كما نشاهد توسع النشاط الإعلامي الميمون لدى الأحوازيين في الداخل والمنفى.

في ظل هذه التطورات السياسية والإعلامية، يظهر لنا تقرير إعلامي كما ذكرت هنا في اعلى هذا المقال، ويبدو أن الكاتب أو من وراء هذا التقرير، يريدون أن يشغلون الأحوازيين بأمور، لا لهم ناقة فيها ولا جمل، وسوف اتطرق لذلك هنا؛

أن من وراء هذا التقرير، يريد ان يدفع النشطاء الأحوازيين، وخاصة النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الأحوازية، الى مهاجمة دولة قطر، بناءا على ما جاء به من حديث في تقريره المزعوم.

وبالطبع، ان تطرق الأحوازيين، الى هذا الموضوع سوف تكون له انعكاسات، في الساحة الاعلامية، والتحليلات الأمنية لدى الدولة الفارسية، والدول الخليجية كذلك، وفي هكذا حال سوف تكتب التحليلات الأمنية، وينشر البعض منها في الاعلام الأمني، الخاص برجالات الأمن والسياسة في ايران، عبر دوريات خاصة بهم، وتأتي هذه التحليلات بإتهام مباشر للنشطاء الأحوازيين، حيث تصفهم بـ (عملاء) لدى المخابرات السعودية، وهكذا يتم تسهيل الأمور لدى الأمن الفارسي في الأحواز، حتى يقمع كل حراك سلمي وجماهيري، كالحراك السلمي والجماهيري التي ظهر مؤخرا، كي يطالب بإيقاف انحراف مياه الأنهار الأحوازية، كنهر كارون ونهر الدز ونهر الجراحي ونهر الكرخة الى الواحات الفارسية، وكذلك الحراك المطالب بالكف عن هدم المباني التاريخية في الاقليم، وغيره من نشاط سلمي وجماهيري.

كما ان أي تدخل (يصنف الأحوازيين مع جهة ضد جهة أخرى وان كان يختصر هذا التدخل على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي) فيما يتعلق بالأزمة الدبلوماسية آنفة الذكر، فهذا التدخل، سوف يحستب نوع من التطفل، ويخلق الحقد والكراهية، لدى المجتمعات الخليجية،تجاه الاحوازيين وقضيتهم، وهذا ما يريده الأمن الايراني.

الموضوع الأخر، وهو إنحراف مسار الحراك الإعلامي والسياسي الأحوازي، إبان إحياء ذكرى انتفاضة الـ 15 من نيسان، من المطالبة بالحق الوطني والقومي، الى حراك متهم بأنه حراك عاطفي، وطفيلي، وغير عقلاني، وغير أصيل، وقابل للاستخدام والتوظيف من قبل أي جهة كانت، ولهذا يأتي هذا التقرير، كي يدفع البعض من الأحوازيين، بأخذ مواقف ضد دولة قطر، حتى يتم تصنيف الأحوازيين، في الدوائر الأمنية الايرانية، وحتى الخليجية، ولدى الدول العظمى، وكذلك ما بين كافة ابناء المجتمعات الخليجية، بصفتهم (عملاء السعودية)، وليس اصحاب حق قومي واصحاب وطن مغتصب.

 ومن المؤشرات الايجابية، المستوحاة من هذا التقرير، نرى أن العمل الوطني الأحوازي، على المستوى السياسي والاعلامي، اخذ طريق التطور، وابتعد عن النضال الوهمي، المسمى(بالنضال المذهبي)، وجاء ذلك عبر مشاهدة تجارب الشعوب والثورات العربية، ولهذا تبحث القوات الأمنية الايرانية، عن طرق حديثة لإتهام الأحوازيين(بالعمالة)، وكذلك تبحث عن طرق لإنشغالهم، بأمور لن تخدم القضية الأحوازية، ولا تمت لها بصلة، لا من بعيد، ولا من قريب، كما نرى ان الحراك الأحوازي، في الداخل والخارج بدأ يخطو خطواته، نحو النضوج، وهذا ما يقض مضاجع العنصريين.

بقلم: نوري حمـزة

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى