انت هنا : الرئيسية » اخبار » كلمة التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز في المؤتمر الخامس لحزب التضامن

كلمة التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز في المؤتمر الخامس لحزب التضامن

شارك وفد من أعضاء التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز برئاسة السيد عبدالرحمن الحيدري، المتحدث الرسمي للتيار، في المؤتمر الخامس لحزب التضامن الديمقراطي الذي عقد في يوم السبت التاسع من سبتمبر 2023 في العاصمة البريطانية لندن.

والقى المتحدث الرسمي للتيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز كلمة التيار بهذه المناسبة. وفيما يلي نص الكلمة:

____________________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية إصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز أتقدم إلى قيادة وكوادر حزب التضامن الديمقراطي في الأهواز انعقاد مؤتمرهم الخامس متمنين لهم التوفيق في خدمة القضية الأحوازية العادلة، خاصة للأمين العام الجديد السيدة مُنى السيلاوي التي نتمنى لها الموفقة في مهامها الجديدة كعنصر نسائي في الساحة الأحوازية.

كما تعرفون أيها السادة والسيدات، أنّ نضال الشعوب في جغرافية ما يسمى بإيران بدأ منذ اليوم الأول لتأسيس الدولة الإيرانية التي جاءت على إثر احتلال أوطان الشعوب التي كانت تتمتع بحياتها السياسية والاجتماعية والثقافية على مر العصور، وجاءت الهوية للدولة الإيرانية الجديدة على حساب هوية الشعوب المحتلة. ولم تتوان الدولة الإيراني الحديثة بتطبيق أنواع السياسات الاحتلالية لمحو هوية سائر الشعوب بغية تحقيق هدف ذوبان هذه الشعوب في الهوية الفارسية المفتعلة.

ولقد حضي الشعب العربي الأحوازي بحصة الأسد في مجال السياسات القمعية من مصادرة الأراضي وتغيير التركيبة السكانية والمحاولة لمحو الهوية العربية للأحواز، ولم يقتصر الأمر على الإنسان الأحوازي، بل تعدى وشمل البيئة بما فيها من بحر وأنهار وأهوار، ومزارع وغابات وحتى الحيوانات لم تسلم من كيد النظام الإيراني.

وفي المقابل قاومت الشعوب المضطهدة هذه السياسات منذ إنشاء الدولة الإيرانية الحديثة. وفيما يخص الشعب الأحوازي ثار شعبنا منذ اليوم الأول للاحتلال ضد الاحتلال العسكري للاحواز مستخدماً كافة الوسائل والأساليب، وفي انتفاضات وثورات متواصلة حسب الظرف الزمني والمتغيرات السياسية في كل مرحلة حيث بدأت بثورة حرس الأمير الشهيد الشيخ خزعل مروراً بثورة الشيخ محي الدين الزيبق ووصولاً إلى ثورة بني طرف وثورة أهلنا في السوس وثم أخذت المقاومة طابعاً تنظيمياً بقيادة الشهداء الثلاث محي وعيسى ودهراب، ليستمر النضال ويتواصل الحراك الأحوازي ضد السياسات الاحتلالية في سنوات متواصلة وينتقل من جيل إلى جيل، وتأسست التنظيمات الأحوازية المختلفة في مراحل حرجة وأخذت على عاتقها مسؤولية النضال في ظروف صعبة وغاية في الحساسية حيث قدّمت التنظيمات الأحوازية الشهداء قرابين من أجل الوطن وقناديل أضاءوا لنا الدرب لتصل راية الكفاح والنضال إلى جيل جديد يعرف خفايا المرحلة الراهنة، ليصبح حراكاً مدنياً شاملاً ليشمل كل شرائح المجتمع الأحوازي.

 التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز هو نتيجة هذه المرحلة الجديدة التي بدأت في نهاية التسعينيات حينما أخذ مجموعة من الشباب المثقف والواعي وعلى رأسهم الشهيد محمد شريف النواصري، أخذوا على عاتقهم مسؤولية تأسيس تنظيم سياسي ألا وهو التيار الوطني العربي الديموقراطي في الأحواز الذي تأسس في عام ٢٠٠٢ في داخل الأحواز ليقوموا بواجبهم تجاه شعبهم وليناضلوا من أجل تفعيل مبدأ حق تقرير المصير للشعب العربي الأحوازي مستخدمين استراتيجية المقاومة الجماهيرية ليشمل النضال شرائح مختلفة من المجتمع الأحوازي خاصة الشرائح المقهورة.

وأعطت الجهود التي بذلها أعضاء التيار ثمارها في انتفاضة الخامس عشر من نيسان ٢٠٠٥ حيث لعب التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز دوراً ريادياً في التخطيط والتنسيق وإدارة الانتفاضة لتكون بداية جديدة في نضال شعبنا لخوض انتفاضات جماهيرية متوالية حيث خاض شعبنا بشكل متوسط انتفاضة في كل عام مثل انتفاضة العطش وانتفاضة الكرامة الثانية وحراك الدفاع عن البيئة وغيرها من انتفاضات واحتجاجات جماهيرية.

فشعبنا عرف في المرحلة الراهنة، وبشكل صحيح، طريقه في المقاومة والنضال الجماهيري لتحقيق أهدافه السامية.

ولكن على الرغم من الوعي المتزايد في صفوف شعبنا، تبقى التحديات المتزايدة تحيط بشعبنا لعل من أوضحها وأكبرها هي السياسات الاحتلالية التي تُحاك على قدم وساق ضد شعبنا. ومن أوضح التحديات والتي ظهرت على السطح هي سياسة الاحتواء الذي يتبعها النظام المجرم في طهران. وعليه، فإنّ التصدي لهذه التحديات يتطلب الوعي السياسي تنظيمياً وجماهيرياً.

والتحدي الآخر الذي يستحق العناية هو ما يسمى بالمعارضة الايرانية التي لا تختلف كثيراً مع النظام الحاكم اللهم إلا ما ندُر، هذه المعارضة التي لا تريد أن تعترف حتى بوجود الشعوب، ناهيك عن حقوقهم الأساسية. المعارضة التي لا تعرف سوى ركوب الأمواج واستغلال تضحيات الشعوب غير الفارسية.

ولعلّ من أوضح الأمثلة وآخرها هو محاولة المعارضة الإيرانية مصادرة الثورة الشعبية في داخل أيران التي انبثقت بعد قتل الشابة الكوردية ژينا أميني، والتي نعيش هذه الأيام ذكراها السنوي الأول، هذا الحراك الذي كان أكثر ضحاياه من الشعوب غير الفارسية خاصة الشعب البلوشي الشقيق الذي كان له حصة الأسد في الثورة الأخيرة.

ورأينا كيف حاولت وتحاول المعارضة الايرانية المخترقة من قبل النظام والمراسلين الموالين للنظام الإيراني الذين يتلبسون بلباس الصحفيين كيف حاولوا مصادرة تضحيات شعوبنا في مراحل مختلفة، كما قامت ينفس المحاولة في عام 2019 لمصادرة انتفاضة شعبنا في تلك السنة.

ولذا يتطلب الأمر تكاتفاً أحوازياً، وكذلك تضامناً من قبل تنظيمات الشعوب غير الفارسية ورسم استراتيجية للتصدي لهذا التحدي. وهذا الأمر لا يمنع فتح باب الحوار الشامل مع القوى الفارسية الحرة التي تحترم حقوق شعوبنا وتؤمن بها.

فالشعوب غير الفارسية يشكلون الأغلبية الساحقة في جغرافية ما تُسمى بإيران وبإمكان هذه الجماهير أن تخلق أمواجاً عارمة تطيح ليس فقط بهذا النظام، فحسب، بل بالعقلية الفارسية المهيمنة، وهم يصنعوا ويقرروا مصير الشعوب داخل إيران ويكونوا لاعبين أساسيين على الساحة السياسية كما هي شعوبنا على مستوى النضال والانتفاضات المستمرة على أرض الواقع.

وفي الختام لا يسعني سوى أن أتقدّم مرة أخرى بالتهاني والتبريكات لإخوتي وأخواتي كوادر حزب التضامن بمناسبة إقامة مؤتمرهم الخامس ونتمنى للسيدة مُنى سيلاوي كل التوفيق في مهامها الجديدة.

وتقبلوا تحيات إخوتكم وأخواتكم في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

يمكنكم الضغط على الرابط التالي لمشاهدة مشاركة مندوب التيار في المؤتمر:

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى