انت هنا : الرئيسية » اخبار » وكالة “رويترز” تنشر تقريرا عن الشهيد هاشم شعباني

وكالة “رويترز” تنشر تقريرا عن الشهيد هاشم شعباني

نشرت وكالة رويترز العالمية اليوم الأحد الـ 4 أبريل/ نيسان 2014 تقريرا حول الشاعر الأحوازي والشهيد بإذن الله هاشم شعباني العموري وخالد الموسوي وعلي الجبيشات، جاء في تقرير رويترز:

من بين العرب في جنوب غرب إيران اشتهر هاشم شعباني بأنه مدرس وشاعر ونشط في مجال الحقوق المدنية .. لكنه كان في نظر السلطات مصدر خطر.

اعتقل شعباني (32 عاما) في فبراير/ شباط 2011 واتهم بالانضمام لجماعة انفصالية مسلحة. لم يكن بمقدور أسرته الاتصال به إلا في أضيق الحدود. وفي أواخر يناير/ كانون الثاني تلقت الأسرة نبأ صادما.. أعدم شعباني.

قال صديق له طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية “دفعني هذا للتساؤل.. لماذا نعيش في مجتمع تقع به مثل هذه الأشياء. وجعلني أيضا أرى أن أمامنا شوطا طويلا قبل أن نصل للديمقراطية والحرية”.

ومنذ تولى حسن روحاني وهو شخصية معتدلة نسبيا في إيران- الرئاسة في أغسطس/ آب حدثت زيادة في حالات الإعدام إذ تم تطبيق أحكام الإعدام بحق 537 شخصا على الأقل خلال الأشهر الثمانية الماضية منهم نحو 200 أعدموا منذ بداية العام وفقا لأرقام مركز توثيق حقوق الإنسان في إيران. وكان 624 شخصا قد أعدموا خلال عام 2013 بأكمله حسب بيانات جمعتها الأمم المتحدة

ويخشى بعض دعاة حقوق الإنسان وغيرهم أن يكون المعارضون لروحاني ومفاوضاته مع القوى الغربية حول برنامج إيران النووي يسرعون من عجلة الإعدام لإضعاف الرئيس.

ولقيت الزيادة في حالات الإعدام إدانة بالفعل من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكبار مسؤولي حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية.

وفي الخريف الماضي قال علي يونسي مستشار روحاني لشؤون الأقليات العرقية والدينية أمام مجموعة من زعماء الأقليات إن “متطرفين” وراء تسارع وتيرة إعدام السجناء الأكراد وذلك حسبما ورد في تقرير نشره موقع روز أونلاين الإخباري.

لكن متشددي إيران دأبوا على إعدام من يرونهم خطرا على النظام. ففي 2010 وبعد انتفاضة أعقبت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد -وهو شخصية محافظة- للرئاسة طالب رئيس مجلس صيانة الدستور بإعدام المزيد من المحتجين.

ومجلس صيانة الدستور هو الجهة التي تستبعد دائما ذوي الفكر الإصلاحي من الترشح للبرلمان.

ولم يحرك تزايد حالات الإعدام ساكنا لدى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يملك سلطة كبح المتطرفين في الهيئة القضائية وغيرها وصاحب الكلمة الفصل في كل شؤون الدولة.

لقي روحاني دعما من خامنئي فيما يتعلق بالتفاوض مع الغرب ويعتقد البعض أنه لم يفعل شيئا حيال الإعدامات لإحداث توازن يرضي المحافظين.”.

وكثيرا ما أصدر القضاء الإيراني أحكاما بالإعدام منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفي السنوات الأخيرة جاءت إيران في المرتبة الثانية بعد الصين فيما يتعلق بأحكام الإعدام وفقا لمنظمة العفو الدولية. وكان معظم هذه الأحكام في حق مدانين في قضايا مخدرات لكن نشطاء في مجال حقوق الإنسان يقولون إنه تم أيضا إعدام كثيرين من المعتقلين في قضايا سياسية في خطوة تبعث في طياتها برسالة فيما يبدو.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول حكمت السلطات القضائية في جنوب شرق إيران بشنق 16 سجينا فيما وصفه المدعي العام بأنه “التعامل بالمثل ” على هجوم نفذه متمردون في اليوم السابق وقتلوا فيه 14 من حرس الحدود.

وحاولت رويترز الحصول على تعليق على هذه القضية من مكتب العلاقات العامة للجهاز القضائي الإيراني لكنها لم تتلق ردا على اتصالاتها ولم يكن هناك عنوان بريد إلكتروني على موقع المكتب على الإنترنت.

وهناك سجناء من الأغلبية الشيعية في إيران يواجهون عقوبة الإعدام لاتهامات مرتبطة بالأمن أو بمخالفات دينية. لكن الأقليات العرقية الإيرانية التي تشمل العرب في الجنوب الغربي والأكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي أهداف متكررة تخوفا من أي مطامح انفصالية قد تكون لديها.

حين اعتقل شعباني عام 2011 في بلدة الخلفية(رامشير) بجنوب غرب إيران كان يعمل في تدريس الأدب العربي بمدرسة ثانوية بالبلدة وكان يروج للثقافة العربية من خلال منظمة (الحوار) غير الحكومية التي ساعدها على بدء نشاطها. وكان شاعرا ذ لديه بعض الاشعار السياسية.

لكن صديق شعباني الذي عمل أيضا في مؤسسة(الحوار) قال إن صديقه لم يكن يطمح لأن يكون زعيما سياسيا ولم يسلك طريق الصراع المسلح لاقتناص مزيد من الحقوق للأقلية العربية.

وأضاف في اتصال هاتفي “كان أكاديميا. كان من ذلك النوع الذي ينصت أكثر مما يتكلم إن كان في جمع”.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2011 أذاعت قناة برس تي.في الإيرانية المرتبطة بالحكومة برنامجا ظهر فيه شعباني وهو يعترف بأنه كان على صلة بجماعة انفصالية مسلحة. لكن صديقه ونشطاء حقوقيين يقولون إنه خضع لتعذيب بدني ونفسي طيلة أشهر.

وفي رسالة تمكن من تهريبها من السجن ونشرتها مواقع نشطاء في الصيف الماضي أكد أنه بريء من التهم المنسوبة إليه.

لم يكن أحد من أصدقاء شعباني أو أفراد أسرته ليتوقع ذلك النبأ المشؤوم الذي جاءهم في أواخر يناير/ كانون الثاني.

وفي نفس اليوم أعدم شاب آخر يدعى هادي راشدي وكان قد اعتقل في نفس التوقيت الذي ألقي القبض فيه على شعباني وفقا لرواية نشطاء حقوقيين على دراية بسير القضية.

وقال صديق شعباني إن أسرته تلقت تحذيرا من إقامة جنازة وإن زوجته وابنته الصغيرة مازالتا بانتظار تسلم جثته.

ويقول مراقبون إن اهتمام روحاني منصب حاليا على المفاوضات النووية والعقوبات الاقتصادية لكن تحقيق نجاح في هذه الساحة يمكن أن يكسبه قوة سياسية تتيح له مقاومة المحافظين في قضايا منها قضية الإعدامات.

ومن المرجح في الوقت ذاته أن تزيد حالات الإعدام. فقبل اسبوعين تم نقل اثنين من ذوي الأصول العربية متهمين بالانضمام لجماعة انفصالية مسلحة من السجن الذي كانا محتجزين به في جنوب غرب إيران إلى مكان غير معلوم. وبعد قضية شعباني يخشى أقارب أحدهما ويدعى علي الجبيشات -وهو مزارع وأب لسبعة أبناء- من الأسوأ.

وتساءل أحد أقاربه المقربين “هل تم إعدامه؟ إلى أين أخذوه؟ لا نعرف ماذا نفعل. هل هو حي أم أن علينا أن نعلن الحداد؟”.

رابط التقرير في رويترز: http://www.reuters.com/article/2014/04/04/us-iran-idUSBREA330VH20140404

 

 

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى