انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » وينجلي الليل الفارسي..

وينجلي الليل الفارسي..

هناك اسئلة لم احظى بجواب شافي لهن ، كـ ؛ نظرا لأهمية الشعر في تكوين عقلية الانسان العربي فلماذا كبار شعراء العرب لم يتحدثوا عن الأحواز؟ ولماذا كل شاعر في العالم قد عرف بلقبه إلا الشاعر العباسي “ابو نواس الأحوازي”؟

 حين نراجع ذاكرتنا ونستحضر قائمة من الشعراء أو الكتاب والمؤرخين وغيرهم ، نجد أن كل من هؤلاء، له اسم وعنوان واضح، مؤلف من اسمه واسم أبيه، أو اسم مدينته ومسقط رأسه، أو اسم قبيلته، وغيرها من القاب.

 فلماذا كل ما يأتي اسم “ابو نواس” يأتي “منقوص وأبتر” حيث قاريء أشعار ابو نواس لايعرف أن هذا الشاعر ملقب بـ “الأحوازي”؟

 لماذا وتحت اي ذريعة جاءات هذه التسمية المنقوصة وكيف (تم تثبيتها) على دواوين هذا الشاعر الكبير، وكيف استقبل القاريء لأشعار ابو نواس، والناقد الأدبي العربي شعر ابونواس الاحوازي، دون ان يسئل عن هذا النقص الكبير؟

 لم أرى مقال واحد قد يشرح بعض الشيء أو يعرض تفسيرا لهذه الحالة النادرة التي عايشت دواوين ابو نواس الأحوازي منذ قرون ومستمرة ليومنا هذا “مع فائق الأسف”!؟

 وحصلت مؤخرا إجابة  على تلك الأسئلة حيث تحدث رئيس زمرة الارهاب الدولي حسن روحاني في الأحواز ناطقا بالعربية في الـ 14 من يناير 2014 وهو يداعب العرب هناك عبر مفردات معينة حيث قال: “….. والأعلامُ والشخصیاتُ العظیمةُ التی قدّمتُموها للتاریخ، هی خیرُ دلیلٍ على مَجدِكم، فَمِن الشاعرِ أبی نَواسِ الأهوازی إلى الشاعر دِعبِلِ الخُزاعی، وثمّ الرّجُلِ العَظیم، علیِّ بنِ مهزیار الأهوازی، كلُّهُم رُموزُ أدبٍ وثقافةٍ ینبغی الاقتداءُ وَالاعتِزازُ بهِم عَلى صعید كلِّ البِلاد كافة”.

 وبعد دقائق وانا متابع لوكالات الانباء الايرانية وانتشرت ترجمة لكلمة روحاني في الاحواز وذلك على موقع وكالة الانباء الايرانية “إرنا” حيث تم شطب اسم ابو نواس الاحوازي من كلمة روحاني المترجمة من العربي الى الفارسي ولكن بعد ساعات من انتشار الخبر تم التصحيح مرة أخرى ووضع اسم الشاعر الأحوازي في الخبر ذاته!

 كماء حصلت على جواب السؤال الاخر وذلك بفضل الأخوة في المواقع الأحوازية حيث نشروا قصيدة معنونة بـ (نخل كارون) للشاعر العربي الكبير نزار قباني يتطرق عبرها الى الأحواز وكارون ونخلة الأحواز.

والنتيجة هي نرى ان الرد المناسب على كل ما تحدثت عنه هنا، عبارة عن؛ أن قضیتنا عاشت فی ظل تواطؤ وتعتيم إعلامي كبير حيث اصبح هذا التعتيم عبئا كبيرا على كاهل الشعب الأحوازي وساهم في هذا التعتيم العديد من المرتزقة في الاعلام العربي والدولي وأطراف عالمية واقليمية.

 واليوم وبفضل الأكرم منا جميعا، بفضل شهداء الأحواز وإستمرار الكفاح الوطني في الداخل والمنفى والثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم، قد تمزق سجاد التعتيم الفارسي الموضوع على القضية الأحوازية منذ عقود بغية طمس الهوية العربية في وطننا وشهد رئيس زمرة الارهاب ورفع صوته يعترف بعروبة الإنسان والأرض الأحوازيين وبهوية ابو نواس الأحوازية وسوف تشرق شمس الحرية لا محال وينجلي الليل الفارسي..

وهنا لنقرأ معا ما قاله العملاق نزار قباني تحت عنوان: (نخل كارون)

  

نخل كارون

نذرتُ

أردّكِ عند نهوض العربْ

أردّكِ يوما

بماذا يفيدُكِ منا النسبْ

الا فاعْرفينا بعهر الدما

عند كُثر الخُطبْ

وبين عروش السياسةِ

بين سلاح اللّعبْ

بزيف المناصبِ

زيف المكاسبِ

زيف الأدبْ

بكذبِ القصائد نصنعُ جيشا

بريش الزغبْ

نذرتُ

أردّكِ رغم بلوغ العطبْ

نذرت سنين الصلاة

نذرتُ الغضبْ

ألا فاقرأينا

لنا طرقاتُ الهربْ

الى العذر

والسكر

والمُغتربْ

الى صدقات الشعوب

الى زكوات العَتبْ

الا فانبذينا

الى خمر كأس

وحضن نساءٍ

وليل الطربْ

قصَدتكِ نخلا لكارون

عذبَ الرّطبْ

أردّكِ يوما

فبيتُكِ كان ملاذ العربْ

………………………………………………………

بقلم: نوري حمـزة

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى