انت هنا : الرئيسية » اخبار » إغلاق سجن كارون سيئ الصيت، وبناء سجن مخيف جديد في الأحواز

إغلاق سجن كارون سيئ الصيت، وبناء سجن مخيف جديد في الأحواز

exe

تناقلت وكالات الأنباء الإيرانية في الأيام الأخيرة نبأ اغلاق سجن كارون سيئ الصيت في الأحواز وبناء سجون جديدة. وحسب المصادر الأحوازية تم نقل السجناء المتواجدين في سجن كارون الى السجن المركزي في منطقة شيبان، وسجن الحديد، الذي تم بنائه خارج مدينة الأحواز في الطريق المؤدي الى مدينة السوس.

ويُرجع ا لنشطاء الأحوازيين الأسباب الرئيسية لإغلاق سجن كارون الى الأمور التالية:

  • – ارتفاع نسبة المعتقلين في الآونة الأخيرة وعدم اتساع المكان لكثرة السجناء

  • – عدم وجود أجهزة مراقبة كافية في سجن كارون

  • – كان النشطاء الاحوازيين يعرفون الكثير عن سجن كارون وقاموا بتصويره وتصوير السجناء وارسال الصور الى منظمات حقوق الانسان العالمية، لكن سجن الحديد لا يمكن تصويره حيث ان هناك رقابة مشددة حول هذا السجن، بالإضافة الى بعده عن المدينة يصعب على النشطاءالوصول اليه وتوثيق ما يحدث في داخله.

  • – ويضيف النشطاء الأحوازيين ان سجن كارون صار نقطة سوداء في جبين النظام الايراني حيث تم ذكر هذا السجن في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، والمقرر الخاص بالشأن الايراني، الدكتور احمد شهيد، وتقارير المنظمات العالمية المدافعة عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس واتش. فيريد النظام الإيراني بهذه الخطة أن يبعد الأنظار عن السجون في الأحواز ويمحو هذه الصفحة السوداء في تاريخه عن الذاكرة السياسية للشعب العربي الأحوازي.

أما بالنسبة للأحوازيين فسجن كارون يمثل صمود وتحدي المناضلين الاحوازيين أمام آلة القمع الايرانية، حيث كان يقبع فيه الكثير من النشطاء الأحوازيين، منهم من أعدم ومنهم من كان يقضي سنوات حكمه المديدة. سجن كارون يذكرنا بالشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن، أمثال أعضاء مؤسسة الحوار المعلم الشهيد هاشم شعباني وهادي راشد، والأشقاء الثلاث، عبدالرحمن، وعباس، وطه الحيدري، ورفيقهم علي الشريفي الذين لم يركنو للمحتل حتى وهم داخل السجن.  الشهيد محمد على الساري، وشهداء مدينة الفلاحية غازي عباسي، وعبدالرضا خنافرة، وعبدالامير مجدمي، وجاسم مقدم.

بين جدران هذا السجن تم تسجيل الرسالة المصورة للشهداء الأشقاء عبدالرحمن، عباس، وطه الحيدري، ورفيقهم على النعامي. الرسالة التي كشفت زيف إدعاءات النظام الإيراني الغاصب، وبينت مدى الشجاعة التي يتمتع بها أسرانا وشهداءنا الأبرار.

وكاني بالشهيد هاشم شعباني وهو يكتب رسالته الى العالم من زنزانته. الرسالة التي وجهها من داخل السجن الى المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، وكشف من خلالها طريقة اعتقاله و تعرضه للتعذيب، و كذلك أوضح التهم الموجه اليه، وكيفية خضوعه لإعترافات مفبركة  الذي وصفها خلال رسالته بالقسرية، كما كشف شعباني عن حجم التعذيب المبرح الذي واجهه خلال فترة التحقيق في زنزانات وزارة الاستخبارات الايرانية. و رفض شعباني كل التهم الموجهة اليه مصراً على سلمية النشاط الذي كان يقوم به هو ورفاقه في مؤسسة الحوار الثقافية.

من هنا، من سجن كارون تم نقل شهداء مدينة الخلفية الى مكان غيرمعلوم حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم. يذكرنا سجن كارون بشهداء مدينة السوس الشهيدين علي جبيشات وخالد الموسوي، الذين تحملا أشد أنواع التعذيب في معتقلات المخابرات الإيرانية، وأرغموا على الظهور والإعتراف أمام شاشة قناة “برس تي وي” لتشارك هذه القناة في جريمة إصدار أحكام الإعدام بحقهم.

ها هنا كان يقبع الأسير المهندس غازي الحيدري. ها هنا تحمل أشد أنواع التعذيب الذي أدى الى كسر أضلعه، وعلى الرغم من انتهاء فترة حكمه لكنه لا يزال يقبع في السجون الإيرانية.

ها هنا و بين زنزانات هذا السجن المخيف كان يقضى الأسرى حسن عبيات، ويحيى الناصري، وحمزة لفتة الساري، وعبدالإمام زايري فترة حكمهم المؤبد، وكان يقبع الأسير خالد العبيداوي، وعبدالأمير الجلداوي في سجن كارون ليقضوا سنوات حكمهم العشر. وحسن هاشمي، وعيدان بيت صياح، وجاسم ساعدي هي اسماء تناقلتها جدران سجن كارون.

ينقل الأسرى المحررون قصص عن بطولات الشهداء داخل السجن وعن علو معنوياتهم. قصص لابد لنا من تخليدها ونقلها لكي تبقى خالدة في سماء الأحواز. رواية تبين ان حب الوطن، والإصرار على مواصلة النضال، هما الأمران الوحيدان الذين كانا يرددانهما الشهداء قبيل تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم. فشهداءنا هم كواكب تضيئ لنا الدرب، وبفضل تضحياتهم الجسام، وصمود عوائلهم الكرام وصلت القضية الأحوازية الى هذه المكانه التي هي عليه الآن.

قبع في سجن كارون شهداء كانوا من الجيل الحاضر، عاشرناهم وعرفناهم، كما كان يضم سجن كارون بين جدرانه رجال من الأجيال الماضية، ربما لم نتعرف عليهم أو حتى لم نسمع عنهم، لكنهم مشتركون معنا في شئ واحد وهو النضال من أجل الوطن وتحرير الأرض والأنسان الأحوازيين. أسماء سمعنا عنها وأسماء أخرى لم ندري عنها شئ، ربما سمعنا القليل عن الشهيد جمال الباوي وشقيقه الذين أعدما في الثمانينات من القرن الماضي، أو من المحتمل اننا لم نسمع عن الشهيد صباح علي الزامل الكناني، الذي الى يومنا هذا لم يستلم أهله جثته ولا حتى لم تؤكد السلطات الإيرانية اعدامه، أو قد سمعنا القليل عن الشهيد مجيد حمدان الحيدري. فجدران سجن كارون تروي لنا قصص هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن.

قام النظام الإيراني بإغلاق سجن كارون لكنه لم يستطع امحاء الأسماء الساطعة لشهداءنا الأبرار عن ذاكرة الشعب العربي الأحوازي. ستظل الأجيال تلو الأجيال تتذكر هذه الأسماء وتكتبها بأحرف من نور تضيئ لنا الدرب في غياهب الطريق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى