انت هنا : الرئيسية » اخبار » تجفيف نهر “كارون” الأحوازي من أجل إحياء “زايندة رود” الإيراني

تجفيف نهر “كارون” الأحوازي من أجل إحياء “زايندة رود” الإيراني

تجفيف نهر “كارون” الأحوازي من أجل إحياء “زايندة رود” الإيراني

تناقلت وكالات الأنباء الإيرانية يوم الإربعاء الخامس من نوفمبر 2014 خبر احتفال أهالي مدينة اصفهان الايرانية بتدفق مياه كارون في نهر زايندة رود، في خطوة سبق وأكد على اجراءها الرئيس الايراني الحالي روحاني بتعيين لجنة لمتابعة المشروع وتخصيص الميزانية اللازمة، على الرغم من الاعتراضات الواسعة التي عمت مدينة الأحواز لفترة أكثر من شهرين متتاليين.

بدأت الإحتجاجات الجماهيرية على ضفتي كارون منذ العام الماضي، 2013، إعتراضاً على مشاريع نقل مياه كارون الى المدن الايرانية وتدمير البيئة الأحوازية. شارك في هذه الاحتجاجات الآلاف من أبناء الشعب العربي الأحوازي من مختلف الشرائح الإجتماعية. لكن النظام الإيراني لم يعر اهتماماً لهذه المطالبات الشعبية وأعرب عن عزمه، وعلى لسان رئيس جمهوريته، في مواصلة واستمرار تنفيذ مشاريع نقل وسرقة مياه الأنهر الأحوازية.

تم اكتمال مشروع نقل مياه نهر كارون الأحوازي الى اصفهان في الوقت الذي تشهد الأحواز شحة في مياه الشرب ناهيك عن المياه اللازمة لقطاع الزراعة. وكما تعم الإقليم أزمة بيئية واسعة بسبب نقل مياه الأنهر الأحوازية الى المدن المركزية في ايران كإصفهان، ويزد، وقم. وكان من أبرز نتائج هذه الأزمة أن يتصدر الأحواز قائمة أكثر المدن تلوثاً في العالم أجمع لثلاث سنوات متتالية منذ عام 2011. كما وتسببت هذه الأزمة البيئة في انتشار أنواع جديدة من مرض السرطان والأوبئة الغريبة التي لم يشهد لها مثيل في سائر المناطق. على سبيل المثال لا الحصر، في نوفمبر 2013، تسبب هطول الأمطار الملوثة في حالات تسمم وضيق في التنفس عند أكثر من خمسين ألف شخص و مراجعتهم الى مستشفيات الإقليم. كما ارتفعت نسبة الإصابة بأمراض السرطان بين الأحوازيين الى اكثر من 500 بالمئة خلال السنوات العشر الماضية، حيث تفيد التقارير الطبية عن ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان من 1927 إصابة في عام 2004 الى 5075 إصابة في عام 2008.

لقد أثّر التلوث البيئ في الأحواز الى تزايد الوفايات بنسبة 30 بالمئة خلال الفترة المذكورة آنفا، وفي هذا المجال تفيد الدراسة التي قامت بها جامعة الأحوازالطبية في 2010 الى أن اكثر من 20 بالمئة من الوفيات جاءت نتيجة لإستنشاق الجسيمات الملوثة للهواء. حسب الدراسة المذكورة التي بحثت عن أسباب وفاة 9826 حالة، ماعدى الوفيات الناتجة عن حوادث المرور، من بين 9826 حالة وفاة، 1718 شخص توفوا بسبب استنشاق الهواء الذي يحتوي على جزيئات بنسبة أكثر من 310 ميكروجرام في المتر المكعب.

 وكان من ضمن الآثار الناجمة عن التلوث، إزدياد عدد المصابين بأمراض القلب و الكلى و ارتفاع نسبة الموليد المشوهة، بالإضافة إلى ارتفاع حاد في معدلات الإجهاض بين الأمهات، خاصة في الولادة الأولى، وانخفاض معدل الخصوبة في الرجال والنساء.

هذا وقد أدى نقل مياه كارون وسائر الأنهر الأحوازية إلى تدمير البيئة وارتفاع نسبة التصحّر، كما أنه كان العامل الرئيسي وراء هجرة المزارعين الأحوازيين الى المدن وترك قراهم بسبب شحة المياه اللازمة للزراعة. ومن أبرز الكوارث البيئية التي حلت في الأحواز هي تجفيف الأهوار الأحوازية خاصة هور العظيم، وهور الفلاحية، الذان يعتبران من أهم العوامل الطبيعية في تنقية الهواء في الأحواز وجنوب العراق، وكما يعتبران المصدر الرئيسي للرزق لكثير من الأحوازيين. وتعتبر الأهوار موطنا لقطاع كبير من الكائنات الحية حيث لها مساهمة جديرة في التنوع الأحيائي وكذلك تساهم في دعم هجرة الطيور القارية إلى المنطقة. ولقد تحولت الأهوار الأحوازية ببطء إلى أرض بور تعاني من الجفاف، نتيجة لسياسة حرف مياه الأنهر وانشاء المنشآت الصناعية داخل الأهوار.

ومن العوامل البيئية الأخرى التي تهدد حياة المواطن الأحوازي وجود نسبة عالية من مياه الصرف الصحي في نهر كارون. حسب تصريحات المسؤولين الايرانيين، تتدفق مياه الصرف الصحي الى نهر كارون بحوالي 90 متر مكعب في الثانية، والتي تتكون من 30 بالمئة ماء و الباقي عبارة عن نفايات المنازل، ونفايات المصانع خاصة نفايات مشروع قصب السكر الاستعماري. هذه النفايات جعلت من نهر كارون عبارة عن نهر تجري فيه مياه الصرف الصحي.

هذه العوامل وسائر السياسات العنصرية للنظام الايراني التي تجري على قدم وساق من أجل تدمير حياة الانسان العربي في الأحواز، جعلت حياة المواطن الأحوازي عرضة للخطر مما أدت الى خروج آلاف المحتجين على ضفاف كارون في حركة جماهيرية لحماية نهر كارون كرمز للحياة في الأحواز. لكن هذه الاحتجاجات لم تعطي ثمارها المرجوة. ويعتقد بعض النشطاء الأحوازيين أن سبب عدم تحقق مطالب الإحتجاجات الشعبية في الأحواز يرجع إلى عدم استمراريتها والفتور الذي حصل نتيجة الوعود الايرانية الكاذبة في تحديد نقل المياه على تأمين مياه الشرب وليس الزراعة. وأضاف هؤلاء النشطاء أن التجارب السابقة تثبت عدم مصداقية النظام الايراني في وعوده بسبب العنصرية والحقد الذي يحمله تجاه كل ما هو عربي.

إن الأوضاع الراهنة تزيد من مسؤولية النشطاء الأحوازيين في اتخاذ استراتيجية جديدة لحماية حياة المواطن الأحوازي، يكون منها الاستمرار في الاحتجاجات السلمية المنظمة والمتواصلة حتى تحقيق المطالبات المرسومة لها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز- قسم السياسة والاخبار

 

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

الاحوازيون يستنشقون جزيئات اليورانيوم المنضب

التدمير الممنهج للبيئة في الأحواز

احتجاجات احوازية ضد تجفيف انهر واهوار الاحواز

الاحتجاجات تتواصل ضد تجفيف نهر كارون في الاحواز

انتفال مياه نهر كارون ، تنمية الأقاليم المركزية الإيرانية وإفقار المناطق العربية

طوفان كارون الثالث في تقرير مصور

إستمرار سلسلة الإحتجاجات في الأحواز ضد تغيير مجرى الأنهر و تدمير البيئة

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى