انت هنا : الرئيسية » اخبار » الأسير الأحوازي محمد علي العموري ورسائل من وراء القضبان

الأسير الأحوازي محمد علي العموري ورسائل من وراء القضبان

محمد علي العموري يرسل برسالة أخرى من سجن شيبان. منذ 11 عاما ولم تنقطع رسائله، فتارة بالصوت، وأخرى بالورق، فكل ما يهمه من الامر أن لا ينقطع الكلام، و أن يستمر الحوار.

فهو، ومن كانوا معه في مؤسسة الحوار، رأوا ان لاسبيل للإنسان إلا أن يستمع بعضه لبعض، وأن يأخد ويعطي مما لديه، ليسمى و يكبر حتى يستحق عنوان ” الإنسان” الذي يطلق عليه.

فأنشاؤوا موسسة في مدينة الخليفة، اطلقوا عليها عنوان، “الحوار”، فقاموا بمحادثة شعبهم، مرة بالشعر، والأمسيات الشعرية، ومرة بالقلم ، فكتبوا، ونشروا. وحتى الآخر، أيضا دعوه إلى طاولة الحوار، وبكل  إيمان بحسن فطرة الإنسان، أيا كان عرقه، أو مهما كانت مدرسته الفكرية.

 لكن العنصرية البغيضة كانت، صماء، بكماء، عمياء، فقضت على مؤسسي الحوار، ودعاته. فأصدر القضاء الإيراني الظالم، بحق هاشم شعباني – شاعرو مدرس الأدب العربي- و هادي راشدي- مدون ومدرس كيمياء- حكم الإعدام! وعلى محمد علي العموري -مدون ومعلم-  والأخوين سيد جابر و سيد مختار السجن المؤبد، وعلى عبدالرحمن عساكرة عشرين عاما من السجن.

ما سر كل هذه القسوة؟ وما الداعي لهذا الظلم؟ و أين كان خطاء رواد الحوار. هل كان خطاء هؤلاء الكبار مخاطبتهم الصم؟

اولئك الذين لايسمعون، فيقترفون قبيح أعمالهم دون أن ينصتون، فيصرون على سوءاتهم، فلا ينتبابهم شعور بالأسى،  ولايندمون.

 لكن المهندس محمد علي لايرى في هندسته خطأ، فهو مازال مصرا على ضرورة الحوار، يدعو الظالم، ليفهمه، ويثبت له إعوجاج افكاره، وهشاشة خطاه، ويدعو أبناء وطنه لاستمرار الحوار، ولمعالجة ما جاء به المحتل، وما جناه من دمار وخراب، فيكتب، ويراسل، فيجد بالشعر أداة، وبالعربية الغراء خير وسيلة، فيخاطب شعبه الذي فداه بأحلى سنوات عمره، وأجملها، من هاتف السجن، مستغلا تلك الدقائق القليلة التي تخصص له لمكالمة اهله، وأما بدالة السجن فما بيدها إلا أن تصدق قيل المهندس فتكرر دون انقطاع ان هذا الكبير، هو سجين، فالرسالة التي تتلقونها تأتيكم من وراء القضبان.

فمحمدعلي لم يتغير عنده شيء، فهو بقى مدرسا كما كان، غير ان صفوفه إزدادت سعة وأصبحت تتسع لكل الأحوازيين، لا بل لكل الأحرار، وظل محمد علي كما كان مهندسا، يرسم ويخطط للبناء، وللإعمار، وأما خرائطه فأصبحت تشمل كل الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

وفي مقامي كتلميذ، وعند تكرار الدرس في محضر معلمي، أعيد وأكرر، أن بعد الأن لامبرر لليأس، أو التخلي، مهما كثرت الأسباب، فلا السجن، ولا المادة، ولا الكبت، لا يمكنها ان تحول دون عطاء الأحرار. وهولاء الكبار في مؤسسة الحوار أفضل دليل واقطع برهان.

صالح حنون

*إلی الطّفولةِ المتلهّفةِ لرحلةِ الحياةِ*

*السجين المهندس محمدعلي العموري*

أبوّةً تَنهَکُها غِیلانُ العَوزِ والفَقرِ 

فتَتَواری في ضبابِ الخَجلِ

وطفولةٌ حالمةٌ بالاسفار

تتَأرجَحُ علی عَتبةِ الانتِظار 

“لماذا تأخّرَ أبی!؟”

سوسيةٌ وعقالٌ يغفوانِ عند الضَجَر 

حيثُما مدينةٌ تحتَضِنُ بحنانٍ القوسَ والقزح

وتصدحُ بسمفونيةِ عيدٍ وحبٍّ وفَرح 

وبیوتٌ تعومُ في الشرابِ الأحمَر

وتحومُ بشجنٍ علی الأحلامِ

تمدُّ يدَها بأکياسٍ من المُکسّرات و المسکوکات

وتغصُّ برائحةِ الخبزِ الأصفر

أمّا هوَ

علی شفا لهفةٍ يَنتظرُ

“أينَ الحذاءُ؟!”

بوجهِ المَرايا يَتأنّق 

يلمزُ مرّةً 

ويَکْفَهرّ ليصرخ بوجهِ الفجرِ

تَتسابقُ ثوانيه 

کحادلةٍ تَعدو

وتَسحقُ الأمنيات

لماذا لا تتریّث؟

لماذا لا تتأخّر؟

تخلّفتُ الوعودُ

وکَبُر الطّفلُ وکَبُرت طفولتُهُ 

علی أرجوحةِ البراءةِ 

مذهولاً من الأکياسِ الفارغةِ

والشوارعِ الخاوية

يَتدلّی من علامةِ استفهام

علی بوّابةِالانتظار

فأين ذهبَ العيدُ؟

أين الطفولة؟

“وأين …أبي؟!

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى