انت هنا : الرئيسية » اخبار » التسرب المدرسي في الأحواز أسبابه وإفرازاته

التسرب المدرسي في الأحواز أسبابه وإفرازاته

التسرب المدرسي هو إهدار تربوي هائل، وتأثيره سلبيا على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية، ويضعف البنية الفكرية والمعرفية للمجتمع، ويستفحل فيه التعصب والنعرات الضيقة، والتعصبات، ويبقى يعاني من العطالة الفكرية، ولن يحصل مجال لتكوين كفاءات أو تقدم علمي كما تزيد الأمية من حجم المشكلات الإجتماعية، ومن إنحراف المراهقين وتورطهم بالجنوح كالسرقة والاشتباكات العشوائية والإعتداء على الآخرين وممتلكاتهم وتعاطي المخدرات و…بالتالي يدخل المجتمع في دوامة من المشاكل. كما يؤدي التسرب إلى استمرار الجهل والتخلف وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد والقيم البالية التي تحد وتعيق تطور المجتمع حتى يصبح المجتمع جاهلا بحقوقه ويتحول إلى مجتمع مقهور ومسيطر عليه لأنه لا يمكن أن يكون المجتمع سيدا وحرا وفي نفس الوقت جاهلا.

وجدير بالذكر أن خلال فترة تفشي جائحة كورونا إزداد طين التعليم الهش بلة، مما سبب في ارتفاع نسبة المتسربين من التعليم في المرحلة الإبتدائية في مدارس الأحواز.(وكالة انباء جمهوري اسلامي 2021/11/30).

وأما أهم أسباب التسرب المدرسي في الأحواز هي كالتالي:

-الحرمان من التعلم باللغة الأم

-الشعور بالغربة في بيئة المدرسة وعدم الإحساس بالإنتماء اليها

-الفقر والبطالة

-عدم وجود مدارس أو ابتعادها

-أمية الوالدين

-الفوضى المتحكمة بالمدارس وعدم إهتمام المدرسة والأولياء بالتسرب

-الرسوم والتكلفة المالية الباهظة

-غياب الدعم الحكومي للمدارس

– اليأس والإحباط من المستقبل الغامض

-عدم تخصيص مرشد تربوي في المدارس

-التخصيص غير العادل في توزيع مناصب الإدارة العامة للتربية في الأحواز، حيث المدير العام وجميع نوابه ومساعديه الذين بيدهم القرار كلهم من الفرس، أيضا هو التخصيص ليس على أساس الكفاءة العلمية والإختصاص بل شرطه الوحيد الولاء للحكومة والإمتثال لأوامر رأس الهرم في السلطة الإيرانية، أي مرشد الثورة.

في الحصيلة أود الإشارة إلى دور التعليم في النهوض بالمجتمعات وذلك ممكنا إذا توفرت بعض الشروط الذاتية والموضوعية وحصلت إرادة حقيقية في التغيير، قد قال القائد الأفريقي الشهير -نلسون ماندلا- في اهمية التعليم: ” التعليم هو اكثر سلاح فتاك يمكنك إستخدامه لتغيير العالم”.

فهذه سنغافورة هي أفضل مثال للتنمية والتقدم والنهضة، فإنها نهضت على مدار50 عاما، وبدأت من الصفر، فمن المعروف أنها مضرب المثل في النظام والكفاءة وفي أعقاب طردها من الإتحاد الماليزي واعلان إستقلالها في عام 1965 وجدت نفسها غارقة في المشكلات الإجتماعية والإقتصادية، علاوة على البطالة وتدني مستوى التعليم والإسكان غير اللائق وانعدام الموارد الطبيعية وصغر المساحة.

في مقولة مشهورة لقائدهم، لي كوان يو، حول التعليم قال: “سنغافورة تحتاج إلى الإبداع وليس إلى حشو المعلومات”.

وقد انتهجت سنغافورة العديد من الإستراتيجيات التي ساهمت في تحقيق سنغافورة المركز الأول في جودة التعليم على مستوى العالم طبقًا لتقرير التنافسية عن عام 2015. ولعل أهم هذه الإستراتيجيات:

الاهتمام بالمعلم، وهو ما تمثل في:

-اختيار المعلمين من الثلث الأفضل من خريجي مدارسها.

التدريب والتأهيل المستمر.

عدم السماح لهم بالتسرب خارج البلاد.

إعفاء المعلم من كافة الأعمال الإدارية والكتابية حتى يتفرغ للتعليم.

رواتب وحوافز مجزية.

إنشاء مدارس ذكية مجهزة بتقنيات حديثة وشبكات اتصال واسعة مع مدارس ومراكز تعليم وتدريب داخلية وخارجية تخدم المعلمين والطلبة في آن واحد.

المناهج الدراسية قائمة على التركيز و التفكير والاستنتاج والتحليل بعيدًا عن التذكر والتلقين، هدفها خلق طالب قادر على التفكير الخلاق والتعلم الذاتي.

الاهتمام بمناهج العلوم والرياضيات والقراءة في مختلف المراحل الدراسية عناية فائقة مما جعلها تحتل مراتب متقدمة في الاختبارات الدولية (Timss & Pisa).

توفرمساحة من الاستقلالية والمشاركة في القرارات التربوية لمدراء المدارس، سواء كان ذلك متعلقًا بالمناهج ومراجعتها أو بإجراءات التقويم، قريبة أو بعيدة المدى، وبالتعاون مع مجلس التربية والتعليم في المنطقة.

والشعار المعلق على المدارس هو (مدرسة تفكر.. وطن يتعلم).

ريسان عبدالله

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى