انت هنا : الرئيسية » ثقافة ومجتمع » تعليقا على المغالطة الواردة في مقال”مفتي فلسطين أمين الحسيني في المحمرة”

تعليقا على المغالطة الواردة في مقال”مفتي فلسطين أمين الحسيني في المحمرة”

ddddddddd

 كتب الكاتب العراقي خالد خلف داخل مقال تحت عنوان”مفتي فلسطين أمين الحسيني في المحمرة” ، نشر هذا المقال في موقع احرار العراق قبل عام تقريبا و صحيح أن تعليقي هذا جاء متاخرا لكنني اسجل هذه الكلمات عسى وأن تصل للكاتب العراقي خالد خلف أو للكتاب الذين نقلوا بعض الفقرات من المقال المذكور اعلاه.

يبدوا لي لم يقصد الكاتب العراقي الاساءة للأمير الراحل الشيخ خزعل و لا للاحوازيين عندما نقل رواية شعبية في مقاله،هذه الرواية و مثلها المئات من الروايات الكاذبة صنعوها و نشروها الفرس في طهران و ساندهم في نشرها رجال الدين في الحوزات العلمية في العراق وروجت في الجنوب العراقي و عربستان في العقود الماضية.

لا الوم الكاتب العراقي خالد خلف داخل لكنني أعتب على أخواني الاحوازيين الذين نقلوا الفقرة المسيئة من مقال الكاتب العراقي و نشروها في الاعلام العربي و في موقع احوازي على شبكة الانترنت.

يقول خالد خلف: “أن اول زيارة قام بها مفتي فلسطين بعد جلاء العثمانيين من العراق كانت في العهد الوطني سنة 1922، وقد استقبله الملك فيصل الأول، وكانت زيارته هذه هي الحصول على هبة مالية لترميم المسجد الأقصى، وقد قدم له ملك العراق باسم المملكه العراقية مساعدة مالية كبيرة.ووجه الحاج امين الحسيني سؤالا للملك فيصل من باستطاعه أن يقدم هكذا مساعدة للمسجد الأقصى فأجابه الملك فيصل الأول هو الشيخ خزعل امير المحمرة، فقال له اكتب لي كتابا له توضح له الغاية من تلك الزيارة فارسل الملك فيصل الاول رسالة الى الشيخ خزعل بخصوص زيارة مفتي فلسطين”.

ويضيف الكاتب العراقي حيث يقول:

“قد غلفت الرسالة واعطيت الى الحاج امين الحسيني وقد اوصى رستم حيدر رئيس الديوان الملكي الحاج الحسيني بان يسلم الرسالة الى سليمان فيضي معتمد امارة المحمرة، فلما وصل الوفد الفلسطيني وسأل المفتي عن سليمان فيضي وجده خارج المحمرة فاضطر ان يطلب مقابلة الشيخ خزعل نفسه، وساق الحظ له موظفا في القصر ادمن على تناول الأفيون (الحشيشة) فسأل المفتي عن هويته، فأبرز له بطاقته وقرأها الموظف ثم وضعها في جيبه كأنه استوعب اسم صاحبها، ثم ذهب الى الشيخ خزعل واخبره بان رجلين ملتحيين يتزينان بالعمامة والجبة قد حلا ضيفين في القصر، وان احدهما يدعي انه مغني فلسطين، فضحك الشيخ خزعل وقال بلغ هذا المغني اننا تركنا سماع المطربات والغانيات منذ زمن بعيد، فليس بنا حاجة الى غناء المعممين. إدفع لهم ألف روبية، واعتذر عن المقابلة، عاد الموظف الحشاش الى الحاج امين الحسيني، وقدم له المبلغ وبلغه اعتذار الشيخ خزعل عن مقابلتهما، فاستشاط الحاج الحسيني غيظا، وألقى بالمال على الأرض، وقال: ما جئنا متسولين، وحمل هو ورفيقه امتعتهما وغادرا القصر”.

ومن أجل أن يصدق القارئ العربي هذه المغالطة التاريخية ينتقل الكاتب الى سليمان فيضي و ينقل عنه هذا النص :

“التقيت بالمفتي في البصرة بعد عودته من المحمرة، فاخبرني بالحكاية وهو منزعج غاضب، وسلمني الكتاب الذي ارسله الى رستم حيدر رئيس الديوان الملكي وبداخله كتاب من جلالة الملك فيصل الى الشيخ خزعل فلما عدت الى المحمرة قدمت رسالة الملك فيصل الى الشيخ خزعل فتألم الشيخ حين علم بحقيقة الأمر، وقال: هل تصدق اني اقابل هذا الرجل المحترم بالاستخفاف المشين، لو كنت عالما بحقيقته، لعن الله الحشيش”.

فهذه اكذوبة ومغالطة تاريخية فيها أساءة للامير خزعل بن جابر وتفندها الصورة التاريخية المدرجة اعلاه والتي تجمع الشيخ خزعل بن جابر ومفتي فلسطين و الوفد المرافق له وتعكس الاستقبال والحفاوة التي حضى بها مفتي فلسطين أمين الحسيني من قبل الامير خزعل بن جابر من عرض عسكري و عزف للفرق الموسيقىة الخزعلية واستقبال جماهيري وحضور واسع لوجهاء عربستان هذا بجانب حضور الكاتب و المؤرخ العربي عبدالمسيح الانطاكي.

دخلوا الفرس امارة عربستان باستخدام الغدر والحيلة والخداع والقليل من القوات العسكرية عام 1925م و تمكنوا من اخضاع الشعب العربي الاحوازي للسيطرة بعد اثارة الفتن و نشر الاشاعات و الدعايات الرخيصة في أوساط الشعب الأحوازي.

ونجحوا في أول حملة مبرمجة استهدفت هذه الحملة التشويهية الشيخ خزعل بن جابر وأسرته وذلك من أجل عزل مصير الأمير الاسير وعائلته المنكوبة من مصير الشعب العربي الاحوازي .واستمرت هذه الحملة الى يومنا هذا فالكثير من الاحوازيين شاهدوا السجال الذي دار بين شخصيات اعلامية فارسية تدعي الحرية و الديموقراطية و بين اعلاميين احوازيين في وسائل الاعلام العربي و الفارسي حول الامير الراحل الشيخ خزعل بن جابر،حيث حاول الاعلامي الفارسي وبعد تسعة عقودا من الزمن أن يكمل مسيرة اجداده و يسير على خطاهم في حملة  تشويه سمعة هذا الرجل العربي العظيم الذي كان يعد من أعظم واغنى الملوك العرب و أكثرهم نفوذا مطلع القرن العشرين. ملك عربي تعرض للغدر و للظلم وللخيانة و فقد امارته العربية التي ورثها عن آبائه و أصبح أسيرا لدى طهران قبل أن يقتلوه عام 1936م.

لم تقتصر حملات التشويه الايرانية على تشويه سمعة الشيخ خزعل بن جابر وأسرته حيث سبق و أن عملت إيران وضمن خطط مبرمجة لتشويه سمعة كل الرموز العربية ويساندها في هذا الاعلام الغربي والصهيوني احيانا.

لا احد منا يسعى لاسترجاع الحكم لأسرة الشيخ خزعل بن جابر و لا حتى أفراد هذه الأسرة الكريمة لهم رغبة بذلك و الدليل غياب هذه الأسرة عن الظهور في الساحة السياسية والقيام بدورها و واجبها الوطني تجاه شعبهم العربي الذي لم ينساهم ابدا لكن جميع الاحوازيين يرفضون المساس بصورة أميرنا الراحل وسمعته ،الأمير الذي أصبح رمزا وطنيا احوازيا بامتياز نشير الى اسمه وفترة حكمه بفخر واعتزاز لانه يرمز للسيادة العربية الاحوازية و يدعم الارادة الساعية للاستقلال والتحرر من القيود والعبودية.

بقلم: حامد الكناني

نقلا عن: www.alahwaz.nl

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى