انت هنا : الرئيسية » اخبار » تقرير الدورة الثانية عشرة لمنتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات

تقرير الدورة الثانية عشرة لمنتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات

منذ 2008 وتستضيف مدينة جنيف السويسرية المنتدى السنوي لقضايا الأقليات تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك تنفيذاً لقرار مجلس حقوق الانسان الصادر 28 سبتمبر 2007. و في كل مرة يتم تسليط الأضواء على موضوع خاص من المواضيع التي لها تأثير على شؤون الأقليات. وكما خصصت الأمم المتحدة مقرراً خاصاً بشؤون الأقليات، لمتابعة قضايا الأقليات القومية والاثنية، والعرقية والدينية و.. في العالم. يقوم المقرر بتوجيه أعمال المنتدى واعداد تقريراً سنوياً لمجلس حقوق الانسان. التقرير يشمل عدة أمور أهمها الاقتراحات الموضوعية الناتجه عن المنتدى، لتطوير وتحسين أوضاع الأقليات.

في هذا المنتدى، الذي يُعقد سنوياً في أواخر شهر نوفمبر من كل عام، يحضر نشطاء من  أرجاء مختلفة من العالم ليمثلوا شعوبهم وأبناء جلدتهم، وليشاركوا في فعاليات هذا الملتقى من خلال القاء الكلمات والحضور في الندوات التي تقام على هامش الفعاليات بالاضافة الى التواصل مع مندوبي الدول وممثلي سائر الشعوب من أنحاء مختلفة من العالم والتعرف على تجاربهم.

وفي هذا العام عُقدت الدورة الثانية عشرة للمنتدى المعني بقضايا الأقليات في يومي 28 و29 تشرين الثاني/ نوفمبر2019 في قصر الأمم في مدينة جنيف. خُصصت هذه الدورة لمناقشة موضوع “التعليم واللغة وحقوق الانسان للأقليات”  حيث تم مناقشة الموضوع تحت أربعة حلقات نقاش كتالي:

  • حقوق الإنسان والتعليم بلغات الأقليات

  • أهداف السياسة العامة للتعليم بلغات الأقليات وتدريسها

  • الممارسات الفعالة للتعليم بلغات الأقليات وتدريسها

  • اللغة والتعليم وتمكين نساء وفتيات الأقليات

ولكن على الرغم من تعيين أجندة وجدول أعمال للمنتدى، فان أغلب المتحدثين يتطرقون الى مواضيع هم يرونها أكثر أهمية لتعريف قضية شعوبهم.

كل عام يشارك النشطاء الأحوازيون بمختلف توجهاتهم السياسية في هذا المنتدى للتعريف بقضية شعبهم ونقل معاناة الشعب العربي الأحوازي الى سائر العالم، مما جعل حضورهم مميز خاصة من خلال الكلمات التي يلقونها والتي عادة ما تثير حفيظة مندوب النظام الإيراني الذي يبادر الى مقاطعة المتحدثين الأحوازيين الأمر الذي ساعد كثيراً في تسليط الأضواء على القضية الأحوازية.

حسب النظام السائد لادارة المنتدى ونظراً لكثرة المؤسسات يستطيع مندوبي المؤسسات التسجيل للتحدث لمدة دقيقتين فقط للتعريف بقضايا شعوبهم. ووفقاً لنفس البروتوكولات يحق لمندوبي الدول مقاطعة مندوبي المؤسسات الغير حكومية ولكن هذا الحق غير متوفر لمندوبي المؤسسات. ويستخدم مندوبي الدول الديكتاتورية والقمعية مثل النظام الايراني و سوريا والصين هذا القانون لإضاعة الوقت وللتشويش على فعاليات المنتدى، الأمر الذي بات معروفاً لدى المنسقين للمنتدى ومندوبي الدول الأخرى. مما يعني أن اعتراضات مندوبي الدول الشمولية بدل أن تخدم دولهم أصبحت وسيلة لخدمة قضايا مناهضيهم.

في هذا العام مثل الأعوام السابقة شارك عدد من الأحوازيين من مندوبي التنظيمات السياسية ومنظمات حقوق الانسان في فعاليات منتدى الأقليات والندوات الهامشية، حيث سلط المشاركون الأضواء على القضية الأحوازية من خلال القاء الكلمات وتوزيع المنشورات.

ولكن هذا العام لجأ النظام الإيراني الى أسلوب جديد في التعامل مع الحضور المميز والتحدي للنشطاء الأحوازيين ونشطاء الشعوب الغير فارسية، ألا وهو جلب بعض عملائه باسم ممثلي الأقليات القومية في ايران ليوهم الحاضرين بأنه يحترم حقوق الأقليات. على سبيل المثال جَلَبَ النظام الايراني في منتدى هذا العام شيخ في السبعينات من العمر يدعى عبدالحسين بدوي ليمثل “جمعيت سران عشاير عرب خ وزس ت ا ن”  وكما جلب أفراد آخرين باسم البلوش والأتراك. ولو ان التصريحات الشكلية والتناقضات في كلام هؤلاء المرتزقة لم تدع أدنى شك لدى المستمعين في زيف كلامهم وعدم مصداقيتهم.

لجوء النظام الايراني الى هذا الأسلوب دليل واضح على مدى أهمية هذه المنتديات ومدى تأثير حضور مندوبي الشعوب غير الفارسية في هذا المنتدى والنتائج الإيجابية التي حصلوا عليها من خلال أنشطتهم وكشف خفايا ما يقوم به النظام الإيراني من ظلم واضطهاد ضد أبناء الشعوب الغير فارسية. هذه الحقيقة تبين لنا ضرورة التأكيد على الحضور والاستمرارية فيه، زائداً أهمية التنسيق المسبق وحث كل الأحزاب والمنظمات الأحوازية للحضور في فعاليات جميع المنتديات التي تقام برعاية الأمم المتحدة خاصة منتدى الأقليات الذي ترتبط فعالياته ارتباطاً مباشراً بقضية شعبنا وحقوقه المسلوبة في جميع المجالات.

فاذا نظرنا نظرة بسيطة الى النسبة المتصاعدة لعدد المشاركين مقارنة بالسنوات الماضية يتبين لنا مدى أهمية هذا المنتدى، الأمر الذي جعل القائمين على ادارة المنتدى من اللجوء الى تقليص مدة المتحدثين من ثلاث دقائق الى دقيقتين في الدورة الحادية عشرة والثانية عشرة.

وهنا لابد من الاشارة الى موضوع آخر وهو أن على الرغم من هذه الحقيقة أن نسبة المشاركة الأحوازية تفوق مشاركة الشعوب غير الفارسية في جغرافية ايران وفي كل دورة يكون حضور الأحوازيين أبرز من سائر الشعوب الغير فارسية، ولكن يفقد حضور الأحوازيين سطوعه اذا ما قارنا الحضور الأحوازي مع حضور شعوب من خارج الجغرافيا الإيرانية.

فهناك شعوب استثمرت كثيراً على هذا المنتدى حيث جعلته ضمن استراتيجياتها في العمل الحقوقي على المستوى الدولي. على سبيل المثال لا الحصر شاركت أكثر من 40 مؤسسة  في الدورة الثانية عشرة للحديث حول أكراد سوريا. تخيلوا لو كل واحد تحدث لمدة دقيقتين، هذا يعني عبارة عن80 دقيقة. واذا ما قارنا هذا العدد بعدد المشاركات الأحوازية الثلاث نصل الى رقم 6 دقائق. بما يعني فقط 6 دقائق نصيب القضية الأحوازية في هذا المنتدى السنوي الذي استمر لمدة يومين على التوالي. مقارنة بسيطة لهذه الأرقام تبين لنا الاختلاف الشاسع في مدى أهمية المنتدى لدى النشطاء الأحوازيين وأكراد سوريا. ولابد من الذكر هنا ان القصد ليس التقليل من أهمية المشاركة الأحوازية بل هو التأكيد على ضرورة ازدياد نسبة المشاركات فكل ما زاد عدد المشاركين كل ما كثرت النتائج الحاصلة.

بناءاً عليه نحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز ندعو جميع التنظيمات والمؤسسات الأحوازية والنشطاء المستقلين الى جعل الحضور في هذا المنتدى ضمن جدول أعمالهم السنوي. كما لا يفوتنا أن نتقدم الى كل أبناء شعبنا أن لا يحرمونا من نصائحهم وانتقاداتهم البنائة لتطوير هذا النشاط الحقوقي.  

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز ( لجنة حقوق الانسان)

 

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى