انت هنا : الرئيسية » اخبار » السيول في الأحواز … كارثة طبيعية أم وسيلة لإبادة الشعب

السيول في الأحواز … كارثة طبيعية أم وسيلة لإبادة الشعب

 اجتاجت السيول في الأيام الأخيرة المدن والقرى الأحوازية مما جعل المواطنين الأحوازيين من مقادرة أوطانهم تاركين ورائهم مزارعهم وبيوتهم وأرضهم التي طالما تمسكوا بها على الرغم من الصعوبات والأزمات التي مروا بها خلال أكثر من تسعة عقود المنصرمة منذ الاحتلال الى يومن هذا. وتفيد الأخبار أن أكثر من نصف مليون أحوازي قادروا مساكنهم جراء السيول.

السيول هي كارثة طبيعية تحدث في كثير من البلدان ولكن ما قامت به الدولة الإيرانية بشقيها الملكي والنظام الحالي من سياسات عنصرية ومشاريع ابادة جماعية جعل المواطنين الأحوازيين لا يثقون بهذا النظام وينظرون الى كل تحركاته نظرة الشك والترديد.

من هذه المخططاتات يمكن الاشارة الى تدشين عشرات السدود على نهري كارون والكرخة وحرف مياهها الى المدن المركزية في ايران الأمر الذي أدي الى تجفيف التربة في الأحواز وحدوث كوارث بيئية وعواصف ترابية أوقفت عجلة الحياة في الأحواز.

ومن النتائج المدمرة الأخرى لحرف المياه هو تراكم الرسوبات مثل الرمال والطمي في الأنهر ونقصان أعماقها، ضف الى ذلك عدم تجريف الأنهر من قبل الحكومة الإيرانية، زائداً إنشاء مشاريع مدمرة داخل الأنهر وعلى ضفافها مثل الفنادق ومطاعم وطرق للسير.

فالذي يقارن نهر كارون في الماضي وما حل به أخيراً يعرف تماماً مدى الكارثة التي حلت بهذا النهر الذي يوماً ما كانت تبحر فيه السفن الكبيرة وصولاً الى مدينة الأحواز.

نهر الكرخة ونهر الجراحي لهما قصة مماثلة لكارون وما حل بهما لا يقل دماراً عن ما حصل لشقيقهما الأكبر “كارون”.

مراجعة بسيطة لما حدث في الأيام الأخيرة يبرهن لنا خبث النظام الايراني ونيته لتنفيذ مخططاته الشيطانية ضد الشعب العربي الأحوازي الأعزل. نذكر بعض منهما بشكل فقرات:

  • التبعيض والإزدواجية في التعامل مع المنكوبين من السيول في المناطق الفارسية والأحوازية. حيث ان النظام قدم خدمات وتعويضات الى المنكوبين في سائر المحافظات الايرانية ولكن لم يقدم أي شي يذكر للأحوازيين. وتجربة المتضررين من سيول العام الماضي خير دليل حيث الى الآن لم يستلم المتضررين من سيول العام الماضي التعويضات التي وعدها المسؤولين. وقد ركز على هذا التبعيض جواد الباجي مندوب مدينة الأحواز في البرلمان الإيراني في اجتماع حضره جهانگیری، نائب الرئيس الايراني.

  • استخدام العنف والرصاص الحي في التعامل مع المواطنين المنكوبين حيث سقط عدد من المواطنين الأبريا في قرية الجليزي والشاكرية ما بين شهيد وجريح. فيتسائل المواطن البسيط كيف يمكن الوثوق بدولة توجه رصاص بنادقها الى مزارعين كانوا يحاولون الحفاظ على قراهم ومزاعهم. هذه الأمور وحالات كثيرة مشابه جعلت المواطن الاحوازي البسيط يعتبر ايران دولة عدو تريد محوه من الوجود.

  • السياسات الايرانية في تدمير البيئة الاحوازية أدت الى تجفيف الأهوار مثل هور العظيم، وهور الفلاحية، وهور الميناو. فعلى سبيل المثال تقلصت مساحة هور العظيم من 500 الف هکتار في 1979 الى 28 الف هكتار في 2015، حسب تصريحات صالحي نسب، مندوب مدينة الخفاجية في المجلس آنذاك. هور العظيم بمساحته السابقة كان قادراً على احتواء كل السيول التي تجري في المناطق الأحوازية والعراقية ولذلك حتى الأضرار كانت قليلة في السابق.

  • النظام لم يكتفي بتقليص مساحة الأهوار بل بادر الى انشاء شركات البترول داخل هور العظيم ودمر كل القرى المحاذية للهور مثل الطبر، والجراية، وشط عِلي. والأخطر من ذلك قام بانشاء سواتر على طول الهور لمنع وصول المياه اليه. وفي هذا السيل الحالي حرف مياه السيول الى القرى والمدن الأحوازية حتى لا تصل الى الهور ولكي يحافظ على الشركات والمنشئات النفطية التي تنهب ثروات البلد وتدمر بيئته.

 هذه السياسات وغيرها تؤكد نية النظام في استخدام السيول لتهجير الأحوازيين من موطنهم وجعلها ثكنات عسكرية أو استبدالهم بمستوطنين من سائر المدن المركزية. هذه ليست تكهنات بل حقائق مبنية على أساس أدلة دامغة ومستمسكات لا تقبل الشك والترديد مثل المرسوم الجمهوري لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز والذي أدى انتشاره من قبل التيار الوطني العربي الديمقراطي الى حدوث انتفاضة جماهيرية في نيسان 2005 التي نعيش هذه الأيام ذكراها، المخطط الأمني الشامل المعروف بمخطط الإحتواء، مشروع 500 الف هكتار المعروف بمشروع رهبري الذي يرمي الى مصادرة خمس مائة الف هكتار من الأرضي الأحوازية على الشريط الحدودي مع العراق واعطائه الى مستوطنين من المدن المركزية في ايران.

هذه نماذج من المخططات التي تم كشفها وما خُفي أعظم.

عباس جاسم الخفاجي

 

Flood-2 Flood-3 flood-4 flood-5 Flood-6 flood-7 flood-9

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى