انت هنا : الرئيسية » التیار الوطني » بيان حول المسيرة البيضاء في عيد الفطر عام 2005

بيان حول المسيرة البيضاء في عيد الفطر عام 2005

بيان رقم 14
صادر عن التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز

في تاريخ 20/11/2005

 

شكلت انتفاضة 15 نيسان الخالدة نقلة نوعية في مسيرة المقاومة الاحوازية لا سيما من حيث القاعدة البشرية ومسرح العمليات ووسائل المواجهة فقد استقطبت مختلف شرائح المجتمع الاحوازي و وسعت مسرح العمليات بشكل شمل مختلف جبهات المواجهة في جميع مناطق مدينة الاحواز وخاصة في حي الثورة و الملاشية و الصياحي و كوت عبدالله و مدينة الحميدية و مدينة معشور و الكورة و غيرها من المناطق و المدن  و اثبت سلاح الحجارة و المسيرات السلمية تاثيرهما في مواجهة الآلة الحربية الايرانية و شل فاعليتها نسبياً .

    وراح ضحية تلك المواجهات بين صفوف المنتفضين عدد من الشهداء وعشرات المصابين و قامت قوات الامن و الحرس الثوري و الاستخبارت الايرانية باعتقال المآت منهم وعدد كبيرمن القادة الوطنيين ومن ثم اصدرت احكاما قاسية بحقهم .

   وجائت مظاهرات يوم عيد الفطر المبارك (المسيرة البيضاء) امتدادا  للانتفاضة النيسانية الخالدة و استمراراً لها لكن بشمولية اكثر وبوسائل أكثر تنوعاً وفاعلية وفي ظروف مختلفة فنظم جماهير شعبنا مسيرة جماهيرية لا مثيل لها وتوجهوا لمعايدة عوائل الشهداء والمعتقلين في جميع المناطق بعد صلاة العيد السعيد وكانوا يرتدون الزي العربي الكامل (الدشداشة و الكوفية الحمراء و العقال).

وشهدت المظاهرات الشعبية مشاركة عشرات الآلاف من مختلف شرائح الشعب العربي الاحوازي و فئاته و قام المعنيين في تلك المسيرة بتنظيمها والسيطرة الكاملة عليها للحيلولة دون وقوع أي حدث خاطئ أوعنف من قبل المتظاهرين و للحفاظ على سلمية المسيرة و نزاهتها.

وفي الواقع كانت مسيرة العيد تحدياً واضحاً ضد غطرسة النظام الايراني خاصة بعد مواجهته للمنتفضين في 15 نيسان وقيامه بالاعتقالات العشوائية.

  فإنها في الواقع تعد ظاهرة طبيعية في إطارقانون التراكم و ليست ظاهرة عفوية ويعتبرالنمط الانتفاضي نموذجاً جديداً يجمع بين اسلوبين عرفهما التاريخ يتمثل الاول في المقاومة المسلحة المشروعة ضد الاحتلال طبقا للقررات الدولية في حين يتمثل الثاني في المقاومة السلمية على غرار الاسلوب الذي تتبعه الشعوب المضطهدة التي لا تملك طلقة واحدة و أي دعم من أي جهة الا القيام بمسيرات سلمية من أجل ايصال صوتهم إلى العالم.

   والانتفاضة البيضاء المباركة كانت حركة شعبية وطنية تستمد قوتها من إيمان ابناء الوطن بحقهم و قضيتهم العادلة وبُعدها القومي والديني والانساني وعمق جذورها النضالية و تعتمد على امكاناتها الذاتية أساساً  وهي امكانات فاعلة رغم ضعفها و محدوديتها  لانها تستند الى ايمان الشعب بحقوقه المشروعة و حقه بالمطالبة باستيفاء هذه الحقوق وان هذا الايمان المشفوع بالاخلاص لا تستطيع اي قوة أن تجابهه مهما كانت عظمتها.

  إن العلم الاحوازي شكل رمزا وطنيا للمتظاهرين ويعتبر من أهم المعالم الاساسية للانتفاضة. ولانتفاضة العيد البيضاء طابع سياسي وشعبي في آنٍ واحد حيث ارتقى العاملان السياسي القيادي والجماهيري الشعبي الى مستوى واحد وتوحدا منذ طرح القضية الاحوازية العادلة بشكل جاد على الصعيدين الداخلي والدولي حتى أنها اتخذت من انتفاضة 15 نيسان الخالدة رمزاً لها في دلالة واضحة إلى هذا الارتقاء و هذه الوحدة الوطنية.

و تتواصل منذ عدة أشهر فعلاً بشكل متراكم على أرضية التناقضات التي تزداد حدة في كل يوم بين المسيرات السلمية للشعب العربي الاحوازي و بين النظام العنصري الايراني و تتنامى قوة بخبراتها و تاريخها النضالي و تتكامل عواملها الذاتية والموضوعية باستقرار بنائها على أسس أكثرشعبية وسلمية.

  ونجحت الانتفاضة في توجيه ضربات مؤلمة ضد النظام العنصري  ظهرت آثارها في مختلف الصعد السياسية و الأمنية و حتى الاقتصادية و الاجتماعية و لا تزال توجه ضربات  تلو الأخرى و ستبقى مادامت الخلفية العميقة لهذه الانتفاضة هي شحنة الانفجارالقومي والوطني وهي ظاهرة قوية قادرة على مدّ الانتفاضة السلمية وشحنها بالطاقة الثورية الخلاقة.

  و مهما كان الثمن الذي يدفعه الشعب العربي الاحوازي من الاعتقالات العشوائية والمواجهات الّلانسانية التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين الآمنين الذين لا يملكون سلاحاً غير الهتافات السلمية و الوطنية فهناك اصرار و ايمان راسخ من قبل القادة الوطنيين و المناضلين والشعب بكل مكوناته يدعو الى استمرار الانتفاضة وخاصة تنظيم مظاهرات ومسيرات واسعة مثل ما جاء يوم عيد الفطر المبارك ، بكل مناسبة وطنية ودينية جديدة ومندثرة من تاريخنا النضالي كيوم الاحتلال و يوم الشهيد (الاربعاء السوداء) و … مناسبات دينية كشعائرشهرمحرم الحرام و الاعياد مثل يوم عيد الفطر السعيد وعيد الاضحى المبارك الذي لم يأخذ مكانته الحقيقية في وسط مجتمعنا الاحوازي بسبب عدم اهتمام النظام الايراني خلافا  لخطابه الاسلامي الكاذب وسياساته الرامية الى ابعاد الشعب العربي الاحوازي عن جذوره العربية و الاسلامية الاصيلة .

   ونحن بدورنا في التيارالوطني العربي الديمقراطي ندعوا جميع ابناء شعبنا الاحوازي بمختلف شرائحه و فئآته الى مواصلة انتفاضة 15 نيسان بكل مناسبة واستمرارها و إحيائها بشتى الطرق و مختلف الوسائل و خاصة ندعوا الشريحة المثقفة من أبناء شعبنا الى دعم المنتفضين والمتظاهرين معنوياً من خلال كتابة المقالات والتحليلات الموضوعية حتى تبقى الانتفاضة خالدة في الاذهان ، و بذلك يكون كل واحدٍ منّا قد أدّى واجبه الوطني تجاه قضيته و شعبه و لكي لا يبقى عبئ المسؤولية على عاتق جهة واحدة لان «كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته».

 

التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز

20/11/2005

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى